استشاري نفسي: تناول الأدوية أثناء الحمل لا يؤثر على الصحة العقلية للأبناء

استشاري نفسي: تناول الأدوية أثناء الحمل لا يؤثر على الصحة العقلية للأبناء
سيطر مسلسل «Monster: The Jeffrey Dahmer Story» المأخوذ من قصة حياة القاتل المتسلسل الأمريكي «جيفري دامر»، على اهتمام رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وكان من المسلسلات الأعلى بحثًا على محرك البحث جوجل، فالمسلسل المبني على أحداث حقيقية، فتح بابًا لمناقشة تأثير تناول الأمهات للأدوية خلال فترة الحمل والولادة على الصحة العقلية للأبناء، وأنها قد تكون سببًا في أطفال غير متزنين نفسيًا.
وحسب كتاب «قصة أب» لـ«يونيل دامر» والد «جيفري»، أن «جويس» والدة جيفري كانت تعاني في أثناء حملها فيه، من الغثيان الشديد وتصلب في العضلات، ولم يكن الأطباء لديهم سببًا واضحًا وراء حدوث مشكلات في العضلات، لذا جرى وصف أدوية «الفينوباربيتال والمورفين» كعلاج لها، وطرح «ليونيل» سؤالًا في الكتاب حول ما إذا كانت تلك الأدوية أثرت بالسلب في مرض جيفري العقلي وصحته النفسية ودفعته إلى العزلة منذ أن كان صغيرًا وعدم تكوين أصدقاء ثم اتجه للقتل، أم لم يكن لها علاقة.
في حديثها لـ«الوطن»، نفت الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي، أن تناول الأم لأدوية خلال الحمل قد يكون سببًا في إصابة الأطفال بالأمراض العقلية، وقالت إنه لا يوجد من أسباب الذهان ما له علاقة بتعاطي الأم أدوية غير مناسبة وقت الحمل، ولكنها قد تكون أدوية أثرت على النمو العقلي في العموم.
الطفل يحمل جينات مرض الذهان
وأضافت «حماد»: «قد يحمل الطفل جينات الذهان من الأم حتى إذا لم تشخص وقت حملها به، ولا تنشط تلك الجينات إلا نتيجة ضغوط نفسية، فتظهر الأعراض الوراثية، ومن هذه الضغوطات أن تصبح الأم في حالة اكتئاب أو عدم توازن».
وبحسب «حماد»، جرى تشخيص «جويس» والدة جيفري، بعد حملها الثاني، بأنها مصابة بالذهان الذي يكون مصاحبًا لعملية الولادة، ويشمل أعراضًا مثل التشويش الشديد، فقدان الاتصال مع الواقع، جنون الارتياب، الأوهام، عدم تنظيم عملية التفكير، والهلوسة وذلك وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة.
أسلوب التربية الخاطئ
ووصفت «حماد» شخصية «جيفرى» بـ«سيكوباتي»، وأن السبب الحقيقي وراء ممارسته للقتل هو أسلوب التربية الخاطئ: «الشخص السيكوباتي تكون بدايته بسبب أسلوب تربية خاطئ، تصرفات مضطربة تعلمها من الأهل، مجتمع تعامل معه بطريقة قاسية، فيبدأ بتبني اضطرابات سلوكية مثل السرقة، الاعتداء الجسدي، فالسيكوباتي لا يُولد وفي جيناته هذا النوع من الاضطراب بل يتولد نتيجة ضغوطات».