«صيد الدهرا» الأقدم على شاطئ بورسعيد.. مهنة شاقة تركها الشباب ولزمها الشيوخ

كتب: هبة صبيح

«صيد الدهرا» الأقدم على شاطئ بورسعيد.. مهنة شاقة تركها الشباب ولزمها الشيوخ

«صيد الدهرا» الأقدم على شاطئ بورسعيد.. مهنة شاقة تركها الشباب ولزمها الشيوخ

على شاطئ بورسعيد يجلس شيوخ مهنة صيد «الدهرا» يشاهدون الشباب وهم ينطلقون بحماس في رحلات الصيد بأحدث الأدوات وأسرع وسائل للتنقل، لا يشعرون بالحزن، فمهنتهم رغم أنها تنقرض تدريجيا، إلا أنهم تربوا عليها، ولا يعرفون غيرها سبيلا لمواجهة الحياة، وتظل الأغاني التراثية ومدح الرسول هي الوسيلة الوحيدة التي تهون عليهم مشاق تلك المهنة الصعبة.

تعتمد مهنة صيد «الدهرا» على الطريقة البدائية في الصيد، حيث أدوات الصياد مركب صغير يحركه بمجداف، وشبكة «غزل» وسلاحه الحقيقي في الصيد هي القوة الجسدية وعضلات قوية للشد والجذب مع مياه البحار وأسماكه.

 

الصياد يشد الشبك بظهره 

تجاوز الـ60 عاما ولكنه ما زال مصمما على الاستمرار في المهنة هو السيد أبو كريم فقد ورث مهنة صيد الدهرا أبا عن جد ولم يتعلم مهنة غيرها، ويشير إلى أن سبب تسميتها بصيد الدهرا لأن الصيد من على الشاطئ أو ظهر البحر قائلا: «نشد الشبك الغزل حول ظهرنا».

نرمي الشبك والرزق على الله 

يبدأ أبو كريم العمل مع صلاة الفجر، حيث يوقظ «الريس» صاحب المركب وعدة الغزل الصيادين قديما من خلال المرور على منازلهم والطرق على أبوابها، أما حاليا من خلال استخدام التليفون.

يشرح «أبو كريم» طريقة العمل: «نركب مواصلات إلى شاطئ البحر، وهناك يبدأ مجموعة من الصيادين برفع الغزل على الفلوكة ثم نحتفظ بطرف الغزل على الشاطئ، ويقوم مجموعة منا بالدخول بالشبك مسافة كيلو إلى داخل البحر على شكل نصف دائرة، ثم يعودوا مرة أخرى إلى الشاطئ ويسلموا طرف الشبك إلى مجموعة أخرى، ثم يبدأ شد الغزل من على الشاطئ بربط فروع الحبل المربوط بالغزل في وسط الصيادين ويقفون في طابورين متوازيين».

 يستطرد «أبو كريم» الشرح قائلا: «يتم سحب الشباك ليخرج من البحر تماما والرزق من عند الله ثم نبدأ في تصنيف أنواع السمك ووضعه في صناديق ويأتي تاجر الجملة لشرائه ونعود إلى منازلنا مجبورين الخاطر ومعنا غذاؤنا من السمك»

 

صيد الدهرا مهنة شاقة 

يستغرق العمل بحسب «خيري مزروع»، صياد، حوالي 5 ساعات، مؤكدا أن مهنة صيد الدهرا شاقة جدا فهي تتطلب العمل في أي ظرف حتى لو كان طقسا شديد البرودة أو شديد الحرارة: «وورثناها عبر الأجداد ويعزف الجيل الجديد عن العمل بها لأن رزقها قليل لأنها تعتمد على الطقس المعتدل ولا نعمل خلال النوات لأن البحر بيكون عالي ولا يصلح لصيد الدهرا»

أغلب الصيادين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة قضوا عمرهم في صيد الدهرا ولم يدخلو مدارس أو يتعلموا مهنة أخرى بحسب «خيري»، قائلا بنوع من الشجن: «أحيانا تخرج الشباك على شاطئ بورسعيد بدون أسماك ويضطر صاحب العدة بإعطاء الصيادين ثمن المواصلات على حسابه».

ويتمنى عبده الليلي صياد أن تهتم وزارة التضامن بهذه المهنة لأنها تراثية وتمثل تاريخ مصر: «يا ريت الوزارة توفر لنا معاش وأن تقدم لنا المحافظة والجهات المختصة تصاريح في العمل أو مراكب كبيرة ومعدات تسمح بالصيد إلى داخل البحر».


مواضيع متعلقة