«مريم» تحدت متلازمة داون بـ«الباليه»: الفتيات يحققن أحلامهن بالإصرار

كتب: إنجي جمال

«مريم» تحدت متلازمة داون بـ«الباليه»: الفتيات يحققن أحلامهن بالإصرار

«مريم» تحدت متلازمة داون بـ«الباليه»: الفتيات يحققن أحلامهن بالإصرار

لم تكن حركات الرقص الرقيقة التى تعلمتها وأتقنتها في أكاديمية الفنون قسم الباليه علي مدار سنوات طريق سلكته لتحدى متلازمة دوان التي أصيبت بها فقط، بل وسيلة تثبت بها أنه لا يوجد مستحيل، وأن ذوي الهمم قادرون على خوض أي مجال والنجاح فيه، حتى لو كان مجال صعب مثل فن الباليه؛ إذ يحتاج إلى دقة ومهارة وحساسية فنية مفرطة.

هي مريم نعيم، أول راقصة باليه مصرية من ذوي القدرات الخاصة، حاربت الأفكار البالية بأن الإعاقة هى حاجز يمنع ذوي الهمم عن الاستمتاع بمعنى الحياة وتذوقها.

ولدت «مريم» بمتلازمة دوان، لكنها لم تكن أزمتها الصحية الوحيدة، فقد كان لديها مشكلات بالقلب تطلبت إجراء عملية قلب مفتوح وهى لا تزال رضيعة.

تقول سناء منير والدة «مريم» لـ«الوطن»: «بعد أن علمت بأن ابنتي ستكون من ذوي القدرات الخاصة، لم أفكر كثيرا وبدأت البحث عن سبل لتعلم التعامل معها، وبالفعل التحقت للتدرب في مؤسسة كاريتاس على كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بمتلازمة داون لكي أستطيع أن احتويها».

الدعم الأسري

بفضل دعم الأم ثم الأسرة، استطاعت «مريم» أن تخرج من شرنقة أن احتياجات مصابي متلازمة داون هي الطعام والشراب واللعب فقط، بل بدأت تتعلم الكثير من مهارات الحياة، فضلا عن ممارسة الرياضات المختلفة، فكانت السباحة هى أول طريق حصدت فيه الميداليات، ثم تعلمت الفروسية وبلغ عدد الميداليات في كلا الرياضتين نحو 40 ميدالية، تقول سناء: «كنت حريصة على إعطاء مريم الثقة في نفسها دوما، لم أتوقف يوما لأتساءل عن جدوى ما افعله بل كان هدفي دوما أن تشعر مريم أنها ليست أقل ممن حولها».

إلى جانب الرياضة كان هناك الجانب الفني الذي أبدعت فيه مريم، فتعلمت الموسيقي وتفوقت في العزف على الأورج ثم فن التمثيل.

تتحدث مريم عن شغفها بالفن، قائلة: «لم أتوقف عند الموسيقي والتمثيل، بل كان هناك الباليه الذي تعلمته منذ صغرى حيث كانت تحاول أمي أن تساعدني على تقوية عضلات قدمي، ومع مرور الوقت صار بالنسبة لي شغف لا أتركه مهما حدث ووسيلة أعبر بها عن نفسي وأحلامي».

حلم الإذاعة

بعد مشاركة «مريم»، 23 عاما في بطولة الأولمبياد الأقليمية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لحفل الافتتاح، ثم تمثيل مصر في البطولة العودية للمنتخبات الأولمبية في دبي عام 2019، صار حلمها الوحيد هو أن تصبح مذيعة، فهي ترى أن الفتاة المصرية حتى لو كانت من ذوي الهمم تستطيع تحقيق طموحها بالإصرار والعزيمة والجهد والالتزام: «تخرجت من كلية آداب قسم مكتبات بجامعة حلوان، وصار حلمي هو إثبات  أن ذوي الهمم لا يختلفون كثيرا عن الأشخاص العادية إن تم منحهم الاهتمام والرعاية الكافية».


مواضيع متعلقة