مدير مكتبة الإسكندرية: الجماعات الإرهابية حاولت تمزيق المصريين «بشر وهوية» (حوار)

مدير مكتبة الإسكندرية: الجماعات الإرهابية حاولت تمزيق المصريين «بشر وهوية» (حوار)
قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية ومقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية فى الحوار الوطنى، إن الهوية المصرية متماسكة وغير قابلة للتشرذم، مشدداً على أهمية دور مختلف المؤسسات الثقافية المصرية فى الحفاظ على تعميق الهوية الثقافية المصرية، التى تشمل اللغة العربية والعادات والتقاليد والعقيدة والعيش المشترك والتفاعل عبر الزمن.
وأكد «زايد»، فى حواره لـ«الوطن»، أن مكتبة الإسكندرية فى طليعة المؤسسات الثقافية التى تؤدى دوراً فى تعميق الهوية المصرية، مشدداً على ضرورة تكامل دور المجتمع مع دور الدولة للنجاح فى الحفاظ عليها.. وإلى نص الحوار:
اشرح لنا ما الهوية الثقافية لمصر؟
- الهوية الثقافية مفهوم معقد جداً لأنه تدخل فيه جوانب اجتماعية واقتصادية وثقافية ورمزية، فالهوية الثقافية هى السمة العامة والخصائص العامة للدولة والمجتمع تميزه عن غيره من المجتمعات وتحافظ عليه عبر الزمن، وهى تتحقق من خلال الاشتراك فى أساليب الحياة والعادات والتقاليد واللغة والرموز والعقيدة والاستمرار عبر الزمن لفترة طويلة والعيش المشترك والتفاعل الاجتماعى الخلاق عبر الزمن، الذى يخلق للمجتمع سمات فريدة تجعله مختلفاً، يشترك مع المجتمعات الأخرى فهناك خصائص عالمية فى كل الثقافات، إنما الهوية هى التى تجعل كل ثقافة من الثقافات مختلفة عن الثقافات الأخرى وتجعل لكل مجتمع سمة أو صبغة ولذلك أنا أستخدم كلمة الصبغة أو السمت مرادفاً لكلمة الهوية.
نجاح المجتمع فى استمرارية الثقافة عبر الزمن بجهود أبنائه وحكامه وعدم احتقار التراث أو اللغة
وكيف يمكن أن يسهم المجتمع فى الحفاظ على هويته الثقافية؟
- نجاح المجتمع فى الاستمرار عبر الزمن بجهود أبنائه وحكامه، وأن يحقق توازناً بين الدولة والمجتمع، والحفاظ على استمرارية الثقافة والفخر بهذه الثقافة وعدم احتقار التراث أو اللغة، كلها أساليب مختلفة تعزز من الهوية على رأسها الصراعات الثقافية التى تتعزز من خلال المنتجات الفنية من سينما وموسيقى ومسرح والعلم المصرى والجامعات المصرية والزعماء والأحداث التاريخية مثل نصر أكتوبر، كل ذلك يعزز الهوية.
كيف ترى الهوية الثقافية منذ عصر الفراعنة حتى الآن؟
- عندما نتحدث عن العلاقة بين الاستمرارية المصرية منذ عهد الفراعنة حتى الآن فنحن نتحدث عن الهوية، وعندما نتكلم عن موقع مصر فى وسط العالم والتميز الذى تملكه مصر فى هذا المجال، أيضاً عندما نرعى الأطفال ونعلمهم اللغة والمبادئ المصرية الأصيلة والاهتمام بالوطن كل هذه جهود تتم لتعزيز الهوية، ومصر من أكثر الدول تماسكاً فى تعزيز الهوية، لأن بها تجانساً، فليس بها خلاف أو نوع من التشرذم أو الثقافات المختلفة، قد نختلف فى الدين أو أساليب الحياة لكن ثمة تاريخاً واحداً ولغة واحدة وعادات وتقاليد واحدة تجمعنا فى النهاية.
هل شهدت مصر فى وقت من الأوقات صراع هوية، خاصة خلال الفترة من عام 2011 حتى 2013؟
- مصر لم تشهد صراع هوية، لكن شهدت فى هذه الفترة المشار إليها محاولات لتمزيق الهوية من الجماعات الإرهابية والتدخلات الأجنبية لإيجاد نوع من التشرذم، لكن الشعب المصرى أدرك الخطر لأنه ليس من سمته ولا صبغته أن يتشرذم وليس من تاريخه أن ينقسم، وانتصر فى ذلك فى 30 يونيو ليقضى على محاولات النيل من الهوية المصرية.
مكتبة الإسكندرية أحد أدوارها الأساسية تعميق الوعى التاريخى والثقافى
ما دور مكتبة الإسكندرية فى الحفاظ على الهوية؟
- مكتبة الإسكندرية مؤسسة ثقافية أحد أدوارها الأساسية هو نشر الثقافة والحفاظ على اللغة ونشر العلم والفن والعمل على تعميق الوعى التاريخى والوعى الثقافى، والمكتبة تلعب دوراً كبيراً جداً فى تعميق الهوية هى والمؤسسات الثقافية الأخرى، وليست هناك مؤسسة واحدة هى المسئولة عن الهوية، فكل المؤسسات مسئولة عن دعم الهوية، بدءاً من الأسرة، ثم التعليم سواء قبل الجامعى أو الجامعى، ثم بعد ذلك يأتى دور المؤسسات الثقافية المختلفة، مثل قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والسينما والمسرح والدراما وغيرها، وتأتى مكتبة الإسكندرية كواحدة من أهم الصروح الثقافية التى تدعم الهوية.