مجدي نجيب: «شبابيك» همسة عتاب أرسلتها لـ«ناصر» بصوت «منير»

مجدي نجيب: «شبابيك» همسة عتاب أرسلتها لـ«ناصر» بصوت «منير»
- محمد منير
- الليلة يا سمرا
- عبدالرحيم منصور
- رجاء النقاش
- منير
- محمد منير
- الليلة يا سمرا
- عبدالرحيم منصور
- رجاء النقاش
- منير
لم يكتف الشاعر الكبير عبدالرحيم منصور بحماسه الشخصى، وبتبنى موهبة محمد منير منذ بداياته، لكنه كان يتحين الفرص ويسعى لاستغلال العديد من المناسبات لتقديمه إلى زملائه من الشعراء والمثقفين والفنانين، حتى إنه تسبب فى حصول «منير»، وهو فى بداياته، على أغنية من كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد وهى أغنية «الليلة يا سمرا»، فأصبح عبدالرحيم منصور، مثلما يصفه كثيرون، الأب الروحى لـ«منير»، الذى صاغ له مشروعه الفنى عبر كلماته التى كانت متمردة وسباقة ومستشرفة للمستقبل، وقادرة على أن تخاطب المثقفين والشباب والبسطاء أيضاً، ونثر بذور شعبيته فى هذا المجتمع الكبير.
وعلى هذه الطريقة اصطحب عبدالرحيم منصور الشاب «منير»، فى بداية رحلته الغنائية ومشواره الطويل، إلى زميله الشاعر والرسام مجدى نجيب، الذى يروي بدوره تفاصيل اللقاء الأول قائلاً: جاءنى الشاعر عبدالرحيم منصور فى يوم، وفى يده شاب أسمر بشوش الوجه نحيل الجسم، لكننى أحسست بأنه ملىء بخير الجنوب، ومنصور كان يعتبر أن محمد منير ولده منذ البداية، وكان منير على وشك التخرُّج من الفنون التطبيقية».
وتابع مجدى نجيب فى كتابه «صندوق الموسيقى.. زمن الغناء الجميل»: كنت أعمل مع الناقد الكبير رجاء النقاش، وكنا نُعد ملفاً عن العروبة وكنت كاتباً أغنية «القدس» فلما قرأها «منصور» قال لن يغنيها غير ولدى، يقصد «منير».
وحينما تأمل مجدى نجيب وجه محمد منير وصفه بالقول: «كان شديد البراءة والخجل، ففهمت أنه فى حاجة إلى من يقف بجواره فى مشواره، وغنى محمد منير أغنية (القدس)، التى سبقت (شبابيك)».
وتعد أغنية «شبابيك» أولى الأغنيات التى كتبها مجدى نجيب خصيصاً لـ«منير».
الشاعر الكبير: اعتبرته صديقاً وليس مجرد مغنّ وقدمته أنا وعبدالرحيم منصور لجلسات المثقفين
ومن كواليس البدايات، قال مجدى نجيب، فى حديثه لـ«الوطن»: أحب محمد منير، ولو لم أكن أحبه لما كتبت له «شبابيك» بعد «القدس»، أو أى أغنية غيرها، واعتبرته صديقاً لى وليس مجرد مغنٍّ، وأنا وعبدالرحيم منصور كنا من الداعمين له ونقف بجواره، خصوصاً أن «منصور» كان مؤلف أغانٍ متفرغاً، فكان يجوب به جلسات الصعلكة والمثقفين.
وأضاف: أما أنا فكان عملى الأساسى فى الصحافة أهم بالنسبة لى من الأغانى، ولكن أنا وعبدالرحيم كنا نعمل لمحمد منير «قعدات» لكى نقدمه للوسط الثقافى والفنى، فنصحبه ومعه الدف الخاص به، ومعنا الملحن أحمد منيب، ونذهب مثلاً إلى فاروق الفيشاوى أو غيره من الأصدقاء، وعُرف محمد منير بشكل جيد وقتها.
وعن التعاون الأول، قال «نجيب»: كان أول تعاون بيننا أغنية «شبابيك» كأغنية مكتوبة خصيصاً له، والتى استلهمتها من تجربة سجنى أيام جمال عبدالناصر، وهى خطاب أو عتاب متأخر لـ«عبدالناصر»، كنت أقول له من خلال الأغنية: «أنا بحبك ليه تعتقلنى».
وحكى مجدى نجيب عن تعاون محمد منير مع الشاعر الكبير فؤاد حداد فى أغنية «الليلة يا سمرا»، مشيراً إلى أن فؤاد حداد هو بمثابة الأب الروحى لشعراء جيله، هو وعبدالرحيم منصور، ولإحساس الشاعرين بالفضل لـ«حداد» أرادا تقديم كلماته فى أغنية للجمهور، وكأنهما يسديان معروفاً لكل من «حداد ومنير»، ويروى «نجيب»: وذات ليلة أقنعنى عبدالرحيم منصور بأنه لا بد لشاعرنا الكبير فؤاد حداد من دخول مجال الأغنية ويظهر فى الإعلام.
ويذكر «نجيب»: «يومها فى بداية الثمانينات اخترنا له أقرب موقع للغناء المحترم الذى يراعى ذوق المستمع ويرقى به من خلال صوت المطرب محمد منبر، وبألحان أحمد منيب».
ويومها كان مولد أغنية فؤاد حداد «الليلة يا سمرا»، وهى من الأغانى التى حققت شهرة واسعة فى مجال الأغنية.
غير أغنيتى «القدس» و«شبابيك» تعاون الاثنان فيما يزيد على 20 أغنية قدمها الشاعر والفنان التشكيلى مجدى نجيب للكينج محمد منير، من أبرزها: «ليلى»، و«غريبة»، «يا مراكبى»، «ممكن»، «صغير السن» و«من أول لمسة»، وغيرها.