«منصورة» ربت أولادها لوحدها من ماكينة الخياطة.. «ست بـ100 راجل»
منصورة محمد
إستطاعت بأناملها الرقيقة الممسكة بالإبرة أن تخيط مستقبل ثلاثة أبناء طوال عشرون عاما بمفردها فكان هدفها الأسمى هو تعليم ابنائها وتربيتهم و توفير لهم حياة كريمة حتى لا يشعروا و لو بالقليل من النقصان.
عاشت منصورة محمد إبراهيم، 40 سنة ، إحدى السيدات المكافحات في محافظة الإسكندرية طوال عشرين عاما تعمل لأجل مستقبل ابنائها الثلاثة حيث بدأت العمل في عام 2002 بعد ان رزقها الله بطفلها الأول تبدأ في الصباح بتدبير إحتياجات منزلها وطفلها لتتركه بجانبها وهي تمسك بماكينة الخياطة لتخيط الأقمشة والملابس في منزلها ثم تقوم بتوزيعها وبيعها و هكذا تسير الحياة الى أن تأتي طفلتها الثانية و طفلها الثالث في عام 2010 وتمر أبنة الإسكندرية بأصعب فترات حياتها لتنفصل عن شريك حياتها وتستمر في السعي وحيدة.
للتعليم قيمة لا يشعر بها سوى فاقدها
«العلام نعمة ميحسش بقيمتها غير الى اتحرم منها و يا بخت الى يقدرها» هكذا حكت «منصورة» ل «الوطن» عن السلاح الوحيد والأهم لكل فتاة ومرأة بعدما شعرت بقيمته عندما اقدمت على التوظيف بأحد الشركات فلم يحالفها الحظ بالقبول ومن هذا الوقت بدأت تسعى لتعليم ابنائها والسير وراء شهادتهم و تثقيفهم لتعوضهم عن ما حرمت منه طوال حياتها ليكون التعليم وسيلة لتأمين حياتهم فيما بعد .
بدأت المسؤلية صغيرة ثم كبرت لتشمل ابناء منصورة
«المسؤلية حتة مني اتولدت بيها» ترى «إبراهيم» أن المسؤلية هي جزء منها فتربية ابنائها لم تكن عسيرة عليها لكونها اعتادت على الصعوبات منذ صغرها من تحمل مصاريفها الذاتية بمفردها ثم انتقلت لتتحمل مسؤلية ثلاثة ابناء معاها فقد بدأت المسؤلية صغيرة ثم كبرت مع معها كلما تقدمت في العمر .
التعليم هو الحاسة السادسة للإنسان
وجدت يد الله في حياتها دائما تسندها وتعينها على مصاعب الحياة فهي مؤمنة دائما بعمل الله في حياتها ولكنها نادمة بشدة على فقدانها لحاسة التعليم كما وصفتها انها الحاسة السادسة التى تضيف للإنسان الكثير وتساعدة على العمل في مكان مناسب و فهم الحياة بصورة اوضح لذلك دائما ما تنصح الفتيات الصغيرات على الأستمرار في مدارسهم والسعي لمواجهة الحياة.