في اليوم العالمي للفتاة.. «مريم» تتحدى فقدان البصر بالموسيقى

كتب: كيرلس مجدى

في اليوم العالمي للفتاة.. «مريم» تتحدى فقدان البصر بالموسيقى

في اليوم العالمي للفتاة.. «مريم» تتحدى فقدان البصر بالموسيقى

طفلة صغيرة تبدأ استكشاف الكون من حولها، بمجرد أن تجاوزت المرحلة الابتدائية، فقدت بصرها، لكنها اكتسبت البصيرة والإرادة، بعدما انتقلت من المدارس العادية إلى مدارس المكفوفين، لتبدأ رحلة مع التعلم والاستكشاف في أعماق الظلام التي أنارته بعقلها فتخرجت في كلية الآداب وبكالوريوس الكلية الإكليريكية بالإسكندرية ودبلومة التربوي من كلية التربية بالإضافة إلى عدد من الدورات التدريبية في مجالات مختلفة أبرزها الحاسب الآلي.

مريم زغلول، 36 سنة، فتاة سكندرية، تحدت كل المعوقات في حياتها لتبرهن أنها واحدة من أقوى الفتيات التي يجب الاحتفاء بهن خلال اليوم العالمي للفتاة، لما قامت به من تحديات في أروقة الظلام التي أنارته بضوء العلم.

«مريم» تواجه التحديات

«مريت بظروف صعبة لما اتحولت من مدرسة عادية لمكفوفين في المرحلة الإعدادية، أهمها الطريقة البرايل وصعوبة التعامل مع مجتمع المكفوفين، لكن مع الوقت بدأت أتجاوزها لحد ما وصلت للجامعة وهنا كانت صعوبات كتير لأني كان لازم اعتمد على نفسي» هكذا لخصت «مريم»، قصتها لـ«الوطن».

لم يكن اعتمادها على ذاتها أمر هين بالتحديد في فترة الكلية التي اعتاد أسرتها توصيلها إلى الكلية وانتظارها، إلا أن كلمة شقيقها أثرت فيها وشجعتها: «أخويا قال لي أنا مش هقصر أبدا معاكي طول ما أنا موجود، لكن لو أنا مش موجود حياتك كلها هتقف»، تلك الكلمات لمست أعماق «مريم» فبدأت تنظر الحياة بمنظور آخر.

العلم أنار ظلمة كف البصر

عشقت الفتاة السكندرية العلم والتعلم، فضمت غرفتها عشرات الكتب المكتوبة بطريقة برايل، تعتاد تصفحهم يوميا لتزيد من معرفتها بالإضافة إلى الكتب المقروءة والمحاضرات التعليمية على «اللاب توب» الخاص بها الذي تعتبره جزء هام من حياتها، وترجمت الشغف إلى شهادات عديدة أبرزها شهادتي ليسانس الآداب ودبلومة التربوي اللتان أهلتها إلى حصد وظيفة معلمة دين مسيحي في إحدى المدارس ضمن فئة 5%، بالإضافة إلى العديد من الدورات التدريبية في مجال الحاسب الآلي، وبكالوريوس الكلية الإكليريكية ودبلومات الكتاب المقدس والمشورة، ما جعلها تكرس حياتها للعلم.

لم يقف الأمر عند هذا فحسب بل نمت مواهبها الفنية بتعلم عزف «الاورغ» كونه اسهل الآلات الموسيقية للمكفوفين، بالإضافة إلى تأليف القصائد والترانيم، فضلا عن حفظ الألحان الكنسية وحصدها المراكز الأولى في المهرجانات والمسابقات الكنسية على مستوى الإسكندرية والكرازة، حيث حصدت أكثر من 30 شهادة في تلك المجالات.

مريم تكتسب تجارب علمية جديدة 

ترى «مريم» أنه كان من الممكن الاستسلام لما حدث لها والتوقف عن السعي، إلا أنها أرادت الحياة لا الموت، الأمر الذي جعلها تتحدى وتستمر في تحديها حيث تخوض تجربة تعلم جديدة عبر دراسة دبلومة عن الطفولة بالإضافة إلى التحاقها بمعهد الكتاب المقدس الذي افتتحه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، منذ أيام لتكون ضمن الدفعة الأولى في هذا المعهد الحديث.

تدين الفتاة المتحدية، بالفضل لوالدتها التي كانت الداعم لها في كل الأوقات ووالدها الذي شجعها دائما حتى اخر يوم في عمره، بالإضافة إلى أشقائها وصديقاتها اللذين ساعدوها في تحدي الصعاب دائما: «مفيش مستحيل والأمل موجود».


مواضيع متعلقة