القضاء على الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.. ملحمة أعادت الاستقرار ومهدت طريق التنمية

كتب: محمد بركات

القضاء على الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.. ملحمة أعادت الاستقرار ومهدت طريق التنمية

القضاء على الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.. ملحمة أعادت الاستقرار ومهدت طريق التنمية

عاشت مصر خلال عام 2013 وما تلاه من الأعوام أياماً وشهوراً وسنوات صعبة تخللتها موجات من التخريب والدمار الممنهج والمتعمّد لأنصار وكواد جماعة الإخوان الإرهابية بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى.. واليوم مر 8 سنوات على ثورة 30 يوينو عام 2013، وها هى الأحوال تبدّلت رأساً على عقب، لتشهد مصر مع مرور الوقت هدوءاً وأماناً، ليصبح ما تحقق أشبه بالمعجزة بعد تمكن الدولة من خلال ذراعها الأمنية القومية من حصر موجات الإرهاب والقضاء على جميع الخلايا الإرهابية وتجفيف منابع التمويل الخاصة بها، فاختفت هذه الخلايا بشكل كامل وتحولت مصر أمام العالم إلى واحة لـ«الأمن والأمان».

الداخلية: القضاء على 1600 بؤرة إرهابية والقبض على مئات المخربين

خلال هذه السنوات لم تتوقف جهود القوات المسلحة ووزارة الداخلية عن مواجهة الإرهاب والجريمة الجنائية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث تمكنت خلالها من القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن وفرضه فى الشارع، ونجحت فى القضاء على الإرهاب وفلوله، وأعادت الاستقرار ومهدت الطريق إلى التنمية، وذلك من خلال تكثيف الضربات الاستباقية، وتم القضاء على ما يزيد على 1600 بؤرة إرهابية، والقبض على المئات من الإرهابيين قبل تنفيذ العمليات الإرهابية.

ضبط 77 كيانا تجاريا تعمل تحت راية تنظيم «الإخوان» الإرهابي برأسمال 3 مليارات جنيه

وأعلن اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، فى احتفالات عيد الشرطة الماضى أن الوزارة نجحت فى مهاجمة 120 بؤرة إرهابية، وضبط مئات الأسلحة وعبوات متفجّرة، وتحريز 153 مليون جنيه أموالاً سائلة لدى الجماعات الإرهابية، وضبط 77 كياناً تجارياً تعمل تحت إمرة تنظيم الإخوان الإرهابى برأسمال بلغت قيمته 3 مليارات جنيه.

ونجحت الضربات الاستباقية القاصمة التى وجّهتها الأجهزة الأمنية للخلايا الإرهابية فى فقدانها لتوازنها، خاصة أنهم فقدوا الظهير الشعبى بعد توليهم الحكم لمدة عام، مما كشف عن عوراتهم أمام المصريين، وجعل المواطن يفقد الثقة فى التنظيم الإرهابى.

أمين: الدولة اتجهت للمواجهة الحاسمة والمباشرة

من جانبه، قال اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى المتخصص فى الإرهاب، أن نجاح وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية -بوجه عام- فى دحر الإرهاب يرجع لعدة عوامل، ومن أهمها الاستراتيجية التى وضعتها الأجهزة الأمنية للمواجهة، حيث اتجهت للمواجهة الحاسمة والمباشرة، بالإضافة إلى العملية الشاملة بسيناء، التى قضت على أوكار الخلايا الإرهابية.

وأشار اللواء أمين إلى أن مواجهة مصر للإرهاب انعكست على العالم من حولنا، حيث حاربت مصر الإرهاب نيابة عن العالم، وبالتالى شاهدنا انحسار موجات الإرهاب فى كل الدول المحيطة بنا، وهذا كله كان نتيجة حرص مصر على وضع تبادل المعلومات على رأس أولوياتها وجدول أعمالها مع الدول المختلفة، فتم تجفيف منابع الإرهاب ومنع التمويل، بالإضافة إلى عوامل مهمة أخرى، مثل رفع الغموض عن المواقع التى يستخدمها الإرهابيون، وقطع قنوات الاتصال، والتوعية، حيث أصبح المواطن شريكاً فى المواجهة والدفاع عن بلده بوعيه وتعاونه.

وأدت جهود وزارة الداخلية والقوات المسلحة، حسب دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى تراجع تدريجى فى عدد العمليات الإرهابية، فانخفضت عام 2016 إلى 199 عملية، ولم تتجاوز 50 عملية إرهابية فى 2017، وفى هذا العام سعت الجماعات الإرهابية فى سيناء إلى محاولة تصدّرها المشهد مرة أخرى على غرار الأعوام السابقة، وقامت بتنفيذ هجوم دموى على مسجد الروضة ببئر العبد، أسفر عن استشهاد 305 من المواطنين الأبرياء وكان من بينهم أطفال، وإصابة 128 آخرين.

وخلال عام 2018 حدثت 8 عمليات فقط، أما عام 2019  فلم تشهد مصر خلاله سوى عمليتين إرهابيتين وهما تفجير معهد الأورام الذى أدى إلى استشهاد 19 شخصاً وإصابة 30 آخرين، والتفجير الانتحارى الذى وقع بمنطقة الدرب الأحمر.

وفى عامى 2020 و2021، وفقاً للدراسة، انخفضت العمليات الإرهابية فى سيناء بشكل كبير، وتم إحباط الكثير منها، نتيجة للضربات الأمنية المتلاحقة التى تنفّذها قوات إنفاذ القانون هناك، بعد أن كانت سيناء مسرحاً للعمليات الضخمة، التى أوقعت عدداً كبيراً من الشهداء والمصابين، بينما لم تشهد محافظات القاهرة والوادى والدلتا أى عمليات إرهابية، وهو ما يؤكد أن الجهود المكثّفة التى بذلتها الأجهزة الأمنية خلال السنوات الماضية تؤتى ثمارها، لنصل إلى القضاء على الإرهاب تماماً.


مواضيع متعلقة