أكاديمية الشرطة.. 126 عاما في خدمة الأمن العام تحت شعار «العلم والخُلق والواجب»

كتب: محمد بركات

أكاديمية الشرطة.. 126 عاما في خدمة الأمن العام تحت شعار «العلم والخُلق والواجب»

أكاديمية الشرطة.. 126 عاما في خدمة الأمن العام تحت شعار «العلم والخُلق والواجب»

«العلم والخُلق والواجب»، تحت هذا الشعار وعلى خلفية تحمل إحدى درجات اللون الأزرق، يستقر نسر بلون ذهبى، يفرد جناحيه فى براح دائرة يزينها غصنا زيتون، يستقر النسر فى الدائرة بشموخ فوق ثلاث دوائر أصغر حجماً تحمل كل منها كلمة من الشعار، وفوق القاعدة التى تستقر عليها الكرة يتألق اسم أكاديمية الشرطة بلونه الذهبى البراق.

هذا وصف تفصيلى لشعار أكاديمية الشرطة المصرية، تلخص الكلمات فى الشعار بوصلة الأكاديمية العريقة ودورها، لا أمن بلا علم، ولا أمن بلا أخلاق، ولا أخلاق بلا واجب، شعار يخرج من ضيق الإطار إلى رحابة التطبيق العملى، عبر تدريبات شاقة وعمل دؤوب يستمر لسنوات.

هنا أكاديمية الشرطة، مصنع حماة أمن مصر من الداخل، ومعبر الحالمين بدفع أرواحهم عن طيب خاطر من أجل تراب هذا البلد وأمنه، هنا أكاديمية الشرطة، تاريخ ضارب فى عمق الزمن، مصنوع بأناة وصبر على مدار 126 سنة، عربة قطار تسافر عبر التاريخ منذ عام 1869، عندما تأسست مدرسة البوليس، لتتحول على مدار تلك السنوات المثقلة بكم لا يُحصى من التجارب والخبرات إلى نموذج للهيكل المتكامل للمؤسسات العلمية والتدريبية والأمنية على مستوى العالم، تتولى عملية تأهيل وإعداد ضباط الشرطة وتدريبهم وتنمية مهاراتهم، لتصبح مع توالى السنوات على رأس قائمة تصنيف الأكاديميات الأمنية على مستوى العالم، وتحديداً فى المركز الثالث، وعلى رأس الأكاديميات الأمنية عالمياً بلا منازع من ناحية المساحة، حيث تحتل المرتبة الأولى.

126 عاماً تحولت خلالها أكاديمية الشرطة إلى صرح علمى أمنى شامخ حملت على مر تاريخها مشعل العلم فى خدمة الأمن، ليس على صعيد مصر فحسب، بل على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية، حيث لم تتوقف عن الوفاء برسالتها فى إعداد وتأهيل رجال الشرطة إلى أعلى مستوى تعليمى وتدريبى وبحثى، فهى من أقدم وأكبر أكاديميات الشرطة فى العالم، وهى الأولى على المستوى الإقليمى، صاحبة الريادة والمكانة على جميع المستويات، والأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.

ويسعى الكثير من الجامعات وأكاديميات الشرطة فى العالم، حسب موقع الأكاديمية على الإنترنت، إلى توقيع بروتوكولات تعاون معها، وهى أيضاً تقوم بإعداد وتأهيل وتدريب الكثير من الكوادر الأمنية، ليس فقط على المستوى العربى، وإنما على المستويين الأفريقى والأوروبى، وليس غريباً أنها تعد أول مؤسسة تعليمية فى المنطقة تمنح درجتى الماجستير والدكتوراه فى علوم الشرطة، وتعد الأكاديمية جامعة عصرية متكاملة تسعى لتطبيق أحدث نظم التعليم والتدريب فى العالم، لإعداد وتأهيل ضابط الشرطة المحترف والقادر على مواجهة التحديات الأمنية.

وتضم أكاديمية الشرطة فى هيكلها التنظيمى خمسة روافد رئيسية هـى كلية الشرطة، وكلية الدراسات العليا، وكلية التدريب والتنمية، ومركز بحوث الشرطة، والإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة. وللأكاديمية مجلس علمى أسوة بالجامعات المصرية، يعاون رئيسها فى اتخاذ القرارات العلمية والإدارية، وكل ما يتعلق بإدارة شئونها، ويضم فى عضويته كوكبة من قادة العمل الأمنى، ومديرى كيانات الأكاديمية، إضافة إلى عدد من العلماء والخبراء الممثلين عن مجلس الدولة، والمجلس الأعلى للجامعات، وعميد إحدى كليات الحقوق المصرية.

وقبل التخرج فى كلية الشرطة كان يُعقد امتحان أمام لجنة تضم رجال القضاء والإدارة، حسب اللواء عصام بسيم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، مؤسس أكاديمية الشرطة، مضيفاً فى حديثه لـ«الوطن»: «انتقلت مدرسة البوليس إلى مبانى إدارة أسلحة ومهمات البوليس ببولاق فى عام 1899، وأعد حينها جناح مكون من عنبرين، أحدهما للنوم والآخر لتناول الطعام، وتم تغيير اسمها إلى (أساس البوليس)، وظل أهم شروط الالتحاق بها الحصول على الشهادة الابتدائية، حتى عام 1901 حين تم إقرار 30 جنيهاً كمصروفات دراسية للمدرسة».

المؤسس: خططنا لإنشائها عدة سنوات قبل إطلاقها لتكون صرحا علميا أمنيا بمواصفات عالمية

وتابع «بسيم»: «فى عام 1904 تم رفع مدة الدراسة من عام إلى عامين، وتقرّر حينها منح خريج الشرطة الحاصل على شهادة البكالوريا عند تخرجه رتبة الملازم أول، والحاصلين على شهادة الابتدائية أو الكفاءة على رتبة ملازم ثانٍ، حتى تم نقلها إلى القلعة دون تغيير فى أنظمة التعليم بها، ومن ثم إلى سراى شريف باشا فى 1909، وفى عام 2010، حصلت أكاديمية الشرطة على المستوى الثالث على العالم، من حيث الترتيب العلمى والتدريبى ومنشآتها، والأولى من حيث المساحة وعنصرها البشرى».

المؤسس: ضمت 4 كليات ومركزا للبحوث.. وتخرج في عهدي 90 ألف ضابط 

وأكد «بسيم»، أنه تم إنشاء الأكاديمية، عقب جهود جبارة تم بذلها على مدار عدة سنوات وسلسلة طويلة من الدراسات قبل الشروع فى عملية الإنشاء، حتى تكون صرحاً علمياً أمنياً، بمواصفات عالمية تقوم بتخريج ضباط على أعلى مستوى، وضمت 4 كليات ومركزاً للبحوث، وأشار إلى أنه تخرج تحت يديه ما لا يقل عن 90 ألف ضابط شرطة، وفق أحدث نظم التدريب الحديثة.

وصدر الأمر العمومى رقم 43 فى 29 أكتوبر سنة 1959 من وزارة الداخلية فى شأن البناء التنظيمى للكلية، والقرار الجمهورى رقم 205 لسنة 1960 بضم 18 فداناً من الأرض المجاورة للكلية من الناحية الشمالية، بمناسبة خطة التوسعات الجديدة، والقرار الوزارى رقم 107 لسنة 1961 بنظام كلية الشرطة. كما أصدرت وزارة الداخلية القرار رقم 65 لسنة 1962 بإنشاء معهد الدراسات العليا لضباط الشرطة، لتنمية قدرات كبار الضباط وإعدادهم لتولى مناصب قيادية وتزويدهم بسائر العلوم الحديثة والمعارف، وكذلك القانون 36 لسنة 1965 لتعديل شروط القبول فى شأن طول القامة ومتوسط عرض الصدر، وقرار رئيس الجمهورية رقم 2864 لسنة 1965 بإنشاء ثلاثة كراسى لأساتذة القانون بكلية الشرطة وهى «كرسى للقانون المدنى - وآخر للقانون العام - وثالث للقانون الرومانى وتاريخ القانون».

وفى عام 1898، تم الإعلان عن أول شروط التقدم للالتحاق بـ«مدرسة البوليس»، عقب الحصول على الشهادة الابتدائية، وتم تطوير أنظمة الدراسة بزيادة مدتها إلى سنة بدلاً من 5 أشهر، لاسيما إضافة بعض المواد الدراسية فى القانون، وفقاً لما كانت تتم دراسته بمدرسة الحقوق الخديوية.

 


مواضيع متعلقة