المناخ بين المريخ والكوكب الجديد!

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

المريخ كوكب ضمن المنظومة الشمسية وهو رابع الكواكب بعدا عن الشمس، والمريخ أو الكوكب الأحمر هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكبا صخريا، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض) أما اسمه بالعربية فهو مشتق من كلمة «أمرخ» أي صاحب البقع الحمراء، ويقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وأما مارس (باللاتينية: Mars) فهو اسم الإله الذي اتخذه الرومان للحرب، وأما لقب الكوكب الأحمر فسببه لون الكوكب المائل إلى الحمرة أو الاحمرار بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.

يبلغ قطر المريخ حوالي 6792 كم (4220 ميل) وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد، تقدر مساحته بربع مساحة الأرض، يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمقدار 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس، يغطي الحوض القطبي الشمالي الأملس نصف الكرة الشمالي تقريبا 40% من الكوكب وقد يكون له تأثير كبير على الكوكب.

المريخ له قمران، يسمى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخو، وهما صغيران وغير منتظمي الشكل، ويمكن أن يكونا كويكبين قام بالتقاطهما، على غرار 5261 يوريكا، وهو طروادة مريخية.

تبلغ درجة حرارة السطح العليا 27 درجة مئوية والصغرى 133 درجة مئوية، ويتكون غلاف المريخ الجوي من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والآرغون وبخار الماء وغازات أخرى، رمز المريخ الفلكي هو، الأيام والفصول السنوية مماثلة للفصول الموجودة في الأرض، لأن فترة الدوران وإمالة محور الدوران متشابهتان للغاية، يعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى على الماء قبل 3.8 مليارات سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا على الأقل، به جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة، وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يطلق عليه اسم أوليمبس مونز تيمنا بجبل الأولمب، كما يوجد وادي مارينر والذي يعتبر أحد أكبر الأخاديد في المجموعة الشمسية.

يمكن بسهولة رؤية المريخ من الأرض بالعين المجردة، وكذلك تلوينه المحمر، تصل قوته الظاهرية إلى 2.94 والتي يتجاوزها فقط كوكب المشتري، والزهرة، وأيضا القمر، والشمس، قد يكون المريخ وفقا لدراسة عالمين أمريكيين مجرد كوكب لم يستطع أن يتم نموه، بعد أن نجا من الاصطدامات الكثيرة بين الأجرام السماوية التي شهدها النظام الشمسي في بداية تكوينه والتي أدت لتضخم أغلب الكواكب الأخرى، وهذا يفسر صغر حجم المريخ مقارنة بالأرض أو بالزهرة، خلص العالمان إلى هذه النتيجة بعد دراسة استقصائية لنواتج الاضمحلال المشعة في النيازك.

يستضيف المريخ حاليا 8 مركبات فضائية لا تزال تعمل، ست منها في مدار حول الكوكب وهي مارس أوديسي ومارس إكسبريس ومارس ريكونيسانس أوربيتر ومافن ومانجاليان وتتبع الغاز المداري، واثنتان على سطح الكوكب وهما كيوريوسيتي روفر وبرسفرينس روفر.

هناك تحقيقات مستمرة في إمكانات الحياة على المريخ، وكذلك إمكانية وجود حياة طويلة، يتم التخطيط لبعثات علم الفلك في المستقبل، بما في ذلك بعثة روفر (مارس 2020) وإكسو مارس.

لا يمكن أن توجد مياه سائلة على سطح المريخ بسبب انخفاض الضغط الجوي، والذي يقل عن 1% من الأرض، إلا في بعض الارتفاعات لفترات قصيرة.

يبدو أن القمم الجليدية القطبية تحتوي على قدر كبير من الماء، سيكون حجم جليد الماء بالقطب الجنوبي، إذا تم ذوبانه كافيا لتغطية سطح الكوكب حتى عمق 11 متر (36 قدم) في نوفمبر 2016م، أبلغت ناسا عن العثور على كمية كبيرة من الجليد تحت الأرض في منطقة يوتوبيا بلانيتيا في المريخ، قدر حجم المياه المكتشفة بأنه يعادل حجم المياه في بحيرة سوبيريور.

خصائص الكوكب: تزيد مساحة المريخ قليلا عن رُبع مساحة الأرض (28.4% من مساحة الأرض) وهي ما تقل قليلا عن مساحة اليابسة على الأرض، أيضا تختلف كثافة المريخ عن الأرض، حيث يمثل حجمه حوالي 15% من حجم الأرض بينما كتلته تعادل عشر كتلة الأرض (11% من كتلة الأرض) كما أن الجاذبية السطحية مقارنة بالأرض حوالي 38% ويبلغ الضغط الجوي على سطح المريخ 0.75% من الضغط الجوي على الأرض، لذا نرى أن المجسّات الآلية التي قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإرسالها لكوكب المريخ، تغلف بكرة هوائية لامتصاص الصدمة عند الارتطام بسطح كوكب المريخ.

المظهر الأحمر البرتقالي لسطح المريخ ناجم عن أكسيد الحديد الثلاثي أو الصدأ، وتشمل الألوان الشائعة الأخرى السطحية للون المريخ اللون الذهبي والبني والأسمر والأخضر، اعتمادًا على المعادن الموجودة.

يتكون هواء المريخ من 95% ثنائي أكسيد الكربون، 3% نيتروجين، 1.6% أرجون، وجزء بسيط من الأكسجين والماء، وفي العام 2000م، توصل الباحثون لنتائج توحي بوجود حياة على كوكب المريخ بعد معاينة قطع من نيزك عثر عليه في القارة المتجمدة الجنوبية، وتم تحديد أصله من كوكب المريخ نتيجة مقارنة تكوينه المعدني وتكوين الصخور التي تمت معاينتها من المركبات فيكينغ 1 و 2 حيث استدل الباحثون على وجود أحافير مجهرية في النيزك، ولكن تبقى الفرضية آنفة الذكر مثاراً للجدل دون التوصل إلى نتيجة أكيدة بوجود حياة في الماضي على كوكب المريخ.

يعتبر المريخ كوكب صخري ومعظم سطحه أحمر إلا بعض البقع ذات اللون الأغمق بسبب تربته وصخوره، والغلاف الجوي لكوكب المريخ قليل الكثافة ويتكون أساسا من ثاني أكسيد الكربون وكميات قليلة من بخار الماء وجو المريخ أبرد من الأرض، وتبلغ السنة على المريخ 687 يوما أرضيا.

الغلاف الجوي: فقد المريخ غلافه المغناطيسي منذ 4 مليارات عام، ربما بسبب العديد من ضربات الاصطدامات بالكوكب، وبالتالي تتأثر الرياح الشمسية مباشرة مع أيونوسفير المريخ، مما يقلل من كثافة الغلاف الجوي عن طريق تجريد الذرات من الطبقة الخارجية، اكتشف كل من مسح مارس العالمي ومارس إكسبريس جزيئات الغلاف الجوي المؤينة التي تتدفق إلى الفضاء خلف المريخ، ويتم دراستها بواسطة مافن (مسبار) يتراوح الضغط الجوي على السطح اليوم من 30 باسكال (0.030 كيلو باسكال) على جبل أوليمبوس إلى أكثر من 1,155 باسكال (1.155 كيلو باسكال) في هيلاس بلانيتيا، مع متوسط ضغط عند مستوى السطح 600 باسكال (0.60 كيلو باسكال) أعلى كثافة في الغلاف الجوي على سطح المريخ تساوي تلك الموجودة على ارتفاع 35 كم (115000 قدم) فوق سطح الأرض، متوسط ضغط السطح الناتج هو فقط 0.6% من ضغط الأرض (101.3 كيلو باسكال).

المناخ: من بين جميع الكواكب الموجودة في النظام الشمسي، فإن مواسم المريخ هي الأكثر شبها بالأرض، وذلك بسبب الميل المماثل لمحور الدوران للكوكبين، يبلغ طول مواسم المريخ حوالي ضعف مواسم الأرض، لأن المسافة للمريخ أكبر من الشمس تؤدي إلى أن تكون سنة المريخ حوالي عامين للأرض، تختلف درجات حرارة سطح المريخ من قيعان تبلغ حوالي 143 درجة مئوية (225 درجة فهرنهايت) في أغطية الشتاء القطبية إلى مستويات تصل إلى 35 درجة مئوية (95 درجة فهرنهايت) في الصيف الاستوائي.

يرجع النطاق الواسع في درجات الحرارة إلى الغلاف الجوي الرقيق الذي لا يستطيع تخزين الكثير من حرارة الشمس، وانخفاض الضغط الجوي، والقصور الذاتي المنخفض للتربة المريخية. الكوكب يبعد 1.52 مرة عن الشمس من الأرض، مما ينتج عنه 43% فقط من كمية ضوء الشمس.

إذا كان للمريخ مدار يشبه الأرض، فستكون مواسمه مماثلة لمدار الأرض لأن ميله المحوري يشبه مدار الأرض، الغرابة الكبيرة نسبيا في مدار المريخ لها تأثير كبير، المريخ بالقرب من الحضيض عندما يكون الصيف في نصف الكرة الجنوبي والشتاء في الشمال، وقرب الأفق عندما يكون الشتاء في نصف الكرة الجنوبي والصيف في الشمال، نتيجة لذلك، تكون الفصول في نصف الكرة الجنوبي أكثر تطرفا والفصول في الشمال أكثر اعتدالا مما كانت عليه الحال، يمكن أن تكون درجات حرارة الصيف في الجنوب أكثر دفئا من درجات حرارة الصيف المكافئة في الشمال بما يصل إلى 30 درجة مئوية (54 درجة فهرنهايت).

يوجد بالمريخ عواصف ترابية تعد الأكبر في النظام الشمسي، حيث تصل سرعتها إلى أكثر من 160 كم/ ساعة (100 ميل في الساعة) يمكن أن تختلف هذه من عاصفة فوق مساحة صغيرة، إلى عواصف عملاقة تغطي الكوكب بأكمله، تميل إلى الحدوث عندما يكون المريخ أقرب إلى الشمس، وقد ثبت أنه يزيد من درجة الحرارة العالمية.

مدار الكوكب ودورانه: يبعد المريخ عن الشمس 230 مليون كم (143 مليون ميل) حيث تبلغ فترته المدارية 687 يوما (للأرض) باللون الأحمر، ومدار الأرض باللون الأزرق، المريخ هو رابع الكواكب بعدا عن الشمس، وأول كوكب له مدار خارج مدار الأرض ويبعد عن الشمس حوالي 230 مليون كلم بالمتوسط (143 مليون ميل) ويقطع الكوكب هذا المدار في زمن يعادل 687 يوم أرضي، وأثناء دورانه في مداره هذا تحدث له عدد من الظواهر منها الاقتران.

اليوم الشمسي أو (سول) على سطح المريخ أطول بقليل من يوم الأرض: 24 ساعة و39 دقيقة و 35.2 ثانية، سنة المريخ تساوي 1.8809 سنة أرضية، بما يعادل 320 يومًا و18.2 ساعة.

الميل المحوري للمريخ هو 25.19 درجة بالنسبة للمستوى المداري، والذي يشبه الميل المحوري للأرض، ونتيجة لذلك فإن المريخ لديه مواسم (فصول السنة) مثل الأرض، على الرغم من أنها تقارب الضعف لأن فترته المدارية أطول من الأرض، في عصرنا الحالي يكون اتجاه القطب الشمالي للمريخ قريبا من نجم الدجاجة.

شذوذية مركزيته e = 0.093 وهي كبيرة نسبيا، مما يدل على أن مداره إهليلجي بشكل واضح حيث يكون وهو في الحضيض على بعد 206 مليون كلم عن الشمس وعند وصوله إلى الأوج يصبح على بعد 249 مليون كلم عن الشمس، فنرى فرقا واضحا في البعدين وهذا يؤدي إلى تباين كمية أشعة الشمس الساقطة على سطحه بنسبة تصل إلى 45% بين الأوج والحضيض، أي بفارق 30 ْ وما يتبع ذلك من تغيرات في مناخ الكوكب بين الموقعين، ودرجة الحرارة تتراوح على السطح بين الشتاء والصيف 144 ْ إلى 27 ْ أما في المتوسط فإن درجة الحرارة تقدر بحوالي 23 ْ إلى 55 ْ.

المريخ لديه انحراف مداري نسبيا حوالي 0.09 من بين الكواكب السبعة الأخرى في النظام الشمسي، فقط عطارد لديه انحراف مداري، من المعروف أنه في الماضي كان للمريخ مدار دائري أكثر بكثير، عند نقطة واحدة أي 1.35 مليون سنة مضت، كان للمريخ انحراف مداري حوالي 0.002 أقل بكثير من الأرض اليوم، تبلغ دورة انحراف المريخ 96000 سنة أرضية مقارنة بدورة الأرض البالغة 100,000 عام، يتمتع المريخ بدورة أطول بكثير من الإنحراف، مع فترة تبلغ 2.2 مليون سنة أرضية، وهذا يفوق دورة 96000 عام في الرسوم البيانية للانحراف المداري، على مدار الـ 35000 سنة الماضية، أصبح مدار المريخ يزداد انحرافه قليلاً بسبب الآثار الجاذبية للكواكب الأخرى، ستستمر المسافة الأقرب بين الأرض والمريخ في الانخفاض بشكل معتدل لمدة 25,000 عام.

الحياة على المريخ:

اكتشاف كوكب يشبه المشتري عمره 11 مليار عام: باستخدام القمر الصناعي العابر لاستطلاع الكواكب الخارجية «تيس» TESS اكتشف فريق دولي من علماء الفلك، عالما فضائيا قديما وحارا يشبه كوكب «المشتري» يدور حول النجم القزم «جي».

والكوكب الخارجي المكتشف حديثا، والمسمى «TOI-5542 b» هو بحجم كوكب «المشتري» وتم الإبلاغ عن الاكتشاف في ورقة نشرت في 29 سبتمبر، على موقع ما قبل نشر الأبحاث «أرخايف» ويجري «تيس» مسحا لنحو 200 ألف من ألمع النجوم قرب الشمس، بهدف البحث عن الكواكب الخارجية العابرة، وحتى الآن، حدد ما يقرب من 6000 كوكب خارجي مرشح، تم تأكيد 256 منها حتى الآن، والآن، أكدت مجموعة من علماء الفلك، بقيادة نولان غريفز، من جامعة جنيف في سويسرا، مؤخرا، الكوكب «TOI» الذي تم تحديده بعد تحليل إشارة عبور في منحنى الضوء للنجم القزم «جي» الفقير بالمعادن والمعروف باسم «TOI-5542» وتم تأكيد الطبيعة الكوكبية لهذه الإشارة من خلال ملحوظات المتابعة باستخدام الباحث الكوكبي بالسرعة الشعاعية عالية الدقة HARPS بمرصد «لاسيلا» في شيلي، وقال الباحثون في دراستهم، إن الكوكب المكتشف حديثاً خارج المجموعة الشمسية، يبلغ نصف قطره نحو 1.01 نصف قطر كوكب المشتري، وكتلته 1.32 كتلة كوكب المشتري، مما ينتج عنه كثافة عند مستوى 1.6 جم/ سم3 ويدور حول نجمه الأم كل 75.12 يوم، على مسافة 0.33 وحدة فلكية منه، وقدرت درجة حرارة توازن الكوكب بـ441 كلفن، لذلك صنفه علماء الفلك على أنه من النوعية التي تسمى «كوكب المشتري الحار» والنجم المضيف «TOI-5542» الذي يدور حوله الكوكب، يبلغ نصف قطره نحو 1.06 نصف قطر شمسي، وهو أقل كتلة بنسبة 11 في المائة من الشمس، والنجم لديه درجة حرارة فعالة تبلغ نحو 5700 كلفن، ولمعان عند مستوى نحو 1.05 لمعان شمسي، ويقدر عمره بـ10.8 مليار سنة ويقول الباحثون في دراستهم «مع الأخذ في الاعتبار أن النجم TOI-5542 يبلغ عمره 11 مليار عام تقريبا، فإن كوكبه الخارجي هو، من ثم، أحد أقدم الكواكب من نوعية (المشتري الحار) على الإطلاق، وواحد من القلائل التي يوجد تقدير لعمرها» و «المشتري الحار» هو فئة من الكواكب الخارجية العملاقة الغازية، وهي تشبه «المشتري» من حيث الشكل، لكن دورتها المدارية قصيرة جدا، وقد أُطلقت تسمية «كواكب المشتري الحار» على هذا النوع من الكواكب، بسبب قربها الكبير من نجومها، وارتفاع درجة حرارة غلافها الجوي السطحي.