أستاذة علاقات دولية: روسيا تعتبر الاعتداء على القرم معركة يوم القيامة

كتب: محمد حسن عامر

أستاذة علاقات دولية: روسيا تعتبر الاعتداء على القرم معركة يوم القيامة

أستاذة علاقات دولية: روسيا تعتبر الاعتداء على القرم معركة يوم القيامة

استيقظ المتابعون للحرب الروسية الأوكرانية فجر اليوم، على نبأ تفجير جسر كيرتش الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وتحميل موسكو أوكرانيا مسؤولية الحادث، الأمر الذي يراه مراقبون أنه ينذر بمعارك كبرى قادمة، خصوصا وأن السلطات الروسية اعتبرت التفجير بمثابة «إعلان حرب».

«كييف» في المقابل صرحت بأن جسر كيرتش أو جسر القرم غير شرعي ويجب محوه، في إشارة إلى أن شبه جزيرة القرم ليست أرضا روسية، والتي فرضت عليها موسكو سيادتها عام 2014.

تفجير جسر كيرتش والبحث عن انتصار أوكراني

«هي معركة يوم القيامة».. بتلك الكلمات علقت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة على التفجير، وقالت إن هذا التعبير – أي معركة يوم القيامة – ليس تعبيرها هي وإنما هو تعبير دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق، مضيفة: «لهذا أتوقع أن المعارك الكبرى في حرب أوكرانيا قادمة، لن يكون ذلك خلال يوم أو اثنين، لكنها قادمة».

واعتبرت «الشيخ»، في اتصال هاتفي لـ«الوطن»، أن كل ما في الأمر أن الأوكرانيين يريدون تحقيق نصر إعلامي أو سياسي، أو نصر دعائي يبدو فيه الأوكرانيون منتصرون، لافتة إلى أن الإعلام الغربي يدعم ذلك أي الدعاية الكبيرة بأن كييف تحقق انتصارات على الروس.

حديث غربي مستمر عن تقدم أوكراني على الأرض وتغيرات في مسار المعركة

وعلى مدار الأسابيع الماضية تتحدث وسائل الإعلام الغربية وكذلك القادة الأوكرانيين، وربما بعض القادة الغربيين خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا عن انتصار أوكراني على الأرض بفضل الأسلحة الغربية المتطورة التي تصل إلى كييف.

لكن في المقابل، اعتبرت أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن التقدم الذي تتحدث عنه القوات الأوكرانية لا يذكر، فالحديث يدور عن حوالي 2000 كليومتر فقط، وهذه المساحة تمت السيطرة عليها في إطار انسحابات روسية تكتيكية، وإعادة تموضع للقوات الروسية لاعتبارات خاصة بالحفاظ على القوات، وفي نفس الوقت هذه الانسحابات قد تكون فخا لإظهار القوات الأوكرانية وضربها عندما تدخل هذه المناطق.

وذكرت أستاذة العلاقات الدولية، أيضا، أنه يجب النظر إلى أن الحدود الروسية مع أوكرانيا أو خطوط التماس بين روسيا وأوكرانيا تصل إلى 1000 كيلومتر مربع وهي حدود كبيرة وشاسعة ولا تحميها سوى 7 فرق من الروس، وهذا عدد قليل مقارنة بالمساحة، خصوصا أن موسكو حريصة على حياة جنودها، في المقابل يعتبر أي هجوم أوكراني في هذه المناطق الحدودية بمثابة هجوم انتحاري.

وذكرت الدكتورة نورهان الشيخ، أن الأوكرانيين حتى الآن يحاربون بطريقة فيها تضحية كبيرة جدا بالجنود الأوكرانيين، إذ أنه من 700 إلى 800 يسقطون يوميا بين قتيل وجريح، ويفترض أن القيادة الأوكرانية تتوقف عن ذلك لأن الخسائر كبيرة.

السلاح النووي.. خيار مطروح

ويأتي تفجير جسر كيرتش في وقت يتصاعد التهديد الروسي خلال الأيام الماضية حتى من قبل الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي، بل إن الرئيس الأمريكي جو بايدن في المقابل أكد أن فلاديمير بوتين لا يمزح عندما يتحدث عن النووي.

في هذا السياق، تؤكد أستاذة العلاقات الدولية أن الرد الروسي على تفجير جسر كيرتش لا يشترط أن يكون اليوم أو غدا، وإنما يمكن خلال شهر، ولهذا تقول إن المعارك الكبيرة قادمة، ولم تستبعد أيضا استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلاح النووي في المعركة.


مواضيع متعلقة