«سعيدة» قصة كفاح 40 سنة في سوق الخضار بالسويس: «الحياة عايزة معافرة»
«سعيدة» قصة كفاح 40 سنة في سوق الخضار بالسويس: «الحياة عايزة معافرة»
«سفينة تركها ربانها في وسط البحر لتتقاذفها الأمواج، لكنها أبت الاستسلام، فتسلحت بالعزيمة والإرادة لتصل بأبنائها لبر الأمان»، هذا هو حال سعيدة أحمد موسى، صاحبة الـ80 عامًا، من محافظة السويس، التي عاشت حياتها تتحدى الواقع الذي فُرض عليها بعد وفاة زوجها منذ عدة سنوات.
رحل زوج «سعيدة» وهي في ريعان شبابها، تاركًا لها مسؤولية تربية وتعليم 8 أبناء «7 بنات وولد وحيد»، كانت لهم الأم والأب، وبات عليها أن ترتدي ثوب الرجال لتتمكن من العمل في سوق الأنصاري للخضروات بالسويس، لتكسب قوت يومها وتلبي احتياجات أسرتها، حتى تجاوز عمرها 80 عامًا.
رحلة كفاح بدأت من الأقصر
«بدأت متاعب الحياة عندما جئت أنا وزوجي من إحدى قرى الأقصر، للإقامة في السويس، ومعنا 3 أبناء، ظل زوجي يعمل في مجالات مختلفة، يكسب قوت يومه يوما بيوم، ورُزقنا بـ5 بنات، فأصبح لدينا 7 بنات وولد، ولم يشكو من تعب أو يمل من بذل الجهد في سبيل تربية الأولاد»، هكذا تقول «سعيدة» لـ«الوطن» عن رحلتها في الحياة التي وصفتها بقصة كفاح.
رحيل مفاجئ للزوج.. و8 أبناء
توفي زوج «سعيدة» وترك لها مسؤولية تربية أبنائهما الـ8، لتتكبد عناء توفير متطلبات الحياة لهم، «لقيت ولادي خلفي والسوق أمامي، ولا مفر من مواصلة المشوار وقيادة الأسرة إلى بر الأمان من خلال العمل في السوق لتوفير المأكل والملبس والعلاج والتعليم وغيره، فبدأت الشغل ومرت الأيام والسنين على الحال ده، وكل فترة تمر لها طلبات مختلفة والحمل بيزيد يوم بعد يوم».
40 سنة في سوق الخضار
تقول «سعيدة» إن الدخول في تجهيز البنات للزواج كان أمرا في غاية الصعوبة، لكن الصبر وبذل الجهد ساعدني على إنجاز المهمة، «ربنا أعانني وتمكنت من تزويج 6 بنات وتجهيزهم بشكل كامل وكأن والدهم موجود، في ظل غياب الولد الوحيد واستقلاله بحياته».
تستيقظ «سعيدة» من نومها فجر كل يوم، تذهب للحصول على بضاعتها ثم تتوجه إلى السوق وتظل به حتى غروب الشمس، لتوفير حياة كريمة لأسرتها، استكمالا لما كان يقوم به زوجها، «الحمد لله قعدت على عيالي، زي ما بنقول في الصعيد، وجوزتهم وعبرت بيهم لبر الأمان، ومكملة رسالتي تجاه بنتي الأخيرة اللي لسه متجوزتش زي إخواتها».
