بوتين في عامه الـ70.. هل تقترب روسيا من مواجهة مباشرة مع أمريكا والغرب؟

كتب: عبدالله مجدي

بوتين في عامه الـ70.. هل تقترب روسيا من مواجهة مباشرة مع أمريكا والغرب؟

بوتين في عامه الـ70.. هل تقترب روسيا من مواجهة مباشرة مع أمريكا والغرب؟

صار عمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، 70 عامًا بالتمام والكمال، قضى نحو ثلثها متربعا على عرش الكرملين مساعدا لسلفه «يلتسن» ورئيسا للوزراء ورئيسا للدولة، لتشهد روسيا في عهده حقبة جديدة تأسست على ركام الاتحاد السوفيتي، وتسعى لتشكيل نظام عالمي جديد يناطح القطب الأوحد «أمريكا».

حرب نووية تلوح في الأفق

 يحتفل «بوتين» اليوم بعيد ميلاد مختلف وسط عملية عسكرية بالغة الصعوبة شنها على أوكرانيا ومن ورائها الغرب، بدأت تلوح في أفقها شبح حرب أوسع تمتد إلى صراع نووي، وسط انهيارات اقتصادية يشهدها العالم على كافة المستويات، من اقتصاد وطاقة، وغذاء.

ومنذ أن كان ضابطا في مخابرات الاتحاد السوفيتي «كي جي بي»، وحتى رئاسة البلاد التي قامت على أنقاض ذلك الاتحاد، لا يمكن فصل تاريخ روسيا الحديث في نواحٍ كثيرة عن تاريخ فلاديمير بوتين، الذي ولد في 7 أكتوبر 1952، في مدينة «لينينغراد»، إبان عهد الاتحاد السوفيتي، والتي تعرف حاليا باسم «سانت بطرسبرغ».

 

ومع بلوغ «بوتين» عامه الـ70، يترقب الخبراء خلال الأيام المقبلة في ظل الحرب الدائرة الآن سيناريوهات عديدة قد تشهد تغيرًا في النظام العالمي، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن قرار الرئيس الروسي خلال الأيام الماضية بضم الـ4 مناطق الأوكرانية إلى بلاده، وتلويحه بمهاجمة أمريكا والغرب، خطوة طبيعية جاءت  لكبح جماح الدعم الأوروبي والأمريكي لكييف بالسلاح والمال.

واشنطن لا تملك سوى فرض مزيد من الضغوط على موسكو

وأضاف «فهمي» لـ«الوطن»، أنه على الرغم من تهديدات «بوتين»، إلا أن كل ما تملكه الولايات المتحدة هو فرض مزيد من العقوبات على روسيا، التي أثبتت فشلها في إثناء موسكو عن قرارها.

 

وتابع أستاذ العلوم السياسية بأن الدول الغربية ليس في مقدورها سوى مزيد من الدعم لأوكرانيا، لمحاولة استرداد أراضيها بالكامل، مشيرا إلى أنه بعد قرار الضم، هناك الكثير من نقاط التماس بين روسيا وأوكرانيا، مما يزيد من خطورة الوضع داخل الأراضي الأوكرانية خلال الأزمة.

روسيا ماضية في طريقها

وأكد أن روسيا ماضية في طريقها ولن يوقفها أي شيء حتى العقوبات أو الحرب المباشرة مع الناتو، مضيفًا أنه حال الضغط على روسيا ستلجأ إلى سيناريو «التخريب»، هو مثل ما نراه من تخريب خط غاز «نورد ستريم 1 و2»، وتوقف الغاز الذي يمد أوروبا، وفي النهاية «الرئيس بوتين يفعل ما يريد ولن يوقفه شيء».

 

وعن السيناريوهات المتوقعة للغرب خلال الفترة المقبلة في مواجهة بوتين، قالت الدكتورة سارة كيرة، المتخصصة في الشؤون الدولية، إن إعلان روسيا إقامة مراسم ضم 4 مناطق أوكرانية إلى موسكو أمر متوقع، موضحة أن قادة جمهوريات دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون أمس الأربعاء وصلوا إلى موسكو؛ للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لاستكمال الإجراءات القانونية لتصبح تلك المناطق جزءًا لا يتجزأ من روسيا.

وأضافت «كيرة» في تصريحات لـ«الوطن»، أنه خلال الفترة المقبلة بعد أن تكون نتيجة الاستفتاء لصالح روسيا، سيقبل بوتين على الجلوس على طاولة المفاوضات، وبحكم القوانين الدولية ستكون هذه المدن التي قبلت الانضمام إلى روسيا خارج المفاوضات بناء على مبدأ «من حق الشعوب تقرير مصيرها»، وبالتالي سيكون التفاوض على ترسيم الحدود من الجزء المتبقي من أوكرانيا.

وأكدت أنه في الفترة المقبلة سيستخدم «بوتين» الغاز كوسيلة ضغط على أوروبا للتراجع عن موقفها، وسيحاول أن يضغط بشتى الطرق عليها، موضحة أن الرئيس الروسي سيعمل على مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية التي تساند أوكرانيا وتمدها بالسلاح، ومن المحتمل أن تكون هناك مواجهات مباشرة بينهما.


مواضيع متعلقة