رسوم متحركة و«كارتون» بالصلصال لأطفال الأسمرات.. يقدمها مُحرك شخصية «بكار»

رسوم متحركة و«كارتون» بالصلصال لأطفال الأسمرات.. يقدمها مُحرك شخصية «بكار»
سعادة كبيرة شعر بها الدكتور إسماعيل الناظر، مخرج الرسوم المتحركة والمتخصص فى ورش تدريب الأطفال منذ ما يزيد على 19 عاما، عندما وجد نفسه وسط مجموعة متميزة من أطفال الأسمرات الذين حضروا ورشة يشرف عليها فى مجال الرسوم المتحركة منذ سنوات عديدة.
نشأة «الناظر»، الذى يعمل أستاذا بجامعة المنيا، فى الريف جعلته يشعر بحزن شديد لأنه كان محروما فى طفولته من تعلم الفن والثقافة، حتى جاء ذلك اليوم الذى كان بالنسبة له عند طفولته مصدر سعادة ما زال يتذكره حتى الآن: «كنت معزول تماماً ومعنديش ثقافة لحد مرحلة الابتدائى وفى يوم صادفت فوج من الأجانب كانوا بيرسموا على الجدران فى القرية عندنا، ودى كانت أول مرة أشوف فنانين حقيقيين قدّامى وأتعرف على فن الرسم، ومن هنا بدأ حبى للفن بشكل عام والرسم بشكل خاص وبدأ حلمى يكبر معايا فى إنى أكون متخصص فى الرسم فى يوم من الأيام».
بعد ذلك اليوم، قرر «الناظر» الذى يعمل حالياً فى تنمية مهارات الرسم والفنون لدى طلاب الجامعة، أن يمضى فى طريق الفن الذى يعتبره غذاء للروح ومصدر إلهام وسعادة ولا بد من تربية الأطفال عليه: «من 2003 وأنا شغال فى مجال التدريب بورش الأطفال، اشتغلنا بشكل فردى مع الأطفال وكانت البداية مع الأطفال فى القرى، كنا بنحط لنفسنا هدف معين وهو الوصول للأطفال المحرومة من الفن واللى صعب توصل لهم الثقافة يعنى اللى زيى وأنا صغير».
المخرج إسماعيل الناظر: أطفال الأسمرات اكتشاف مهم ولازم الورش تستمر
أطفال الأسمرات لا يعلمون الكثير عن فن الرسم ومن هنا وافق «الناظر» الذى عمل فى تحريك شخصية «بكار» الشهيرة على تعليمهم هذا الفن، رغبة منه فى تنمية مهاراتهم وخلق جيل جديد من الأطفال القادرين على الابتكار.
داخل الورشة كان الأطفال فى سعادة غامرة وهم يشاهدون الشخصيات التى قاموا بتشكيلها من الصلصال تتحرك أمام أعينهم بعد عمل مونتاج لها وتوثيقها فى شكل فيلم لا تتجاوز مدة 3 دقائق: «نتمنى إن ده ما يكنش طفرة وتنتهى، لأن الأطفال هنا عندهم مواهب كتيرة ومحتاجين اهتمام من الجميع». بعد عرض الفيديو القصير الذى قام الأطفال بالمشاركة به بعدما صمموا شخصيات كرتونية بالصلصال، يقوم الدكتور محمد غالب، أستاذ الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بتدريب الأطفال على استخدام الهاتف المحمول فى تصوير تلك الشخصيات بدلاً من استخدام الهاتف فى اللهو غير المفيد: «لما اتعرضت عليّا الورشة قلت لنفسى إيه المانع إنى أشارك معاهم فعلاً، علمت الأطفال يعملوا إزاى الشخصية بالصلصال، وكل طفل منهم أضاف إضافة للشخصية من وحى خياله، وبعد كده بدأنا نعمل تحريك للشخصيات دى، وعملنا المسرح، وحركنا «فريم» بـ«فريم» علشان نعمل الفيلم وعجبهم جداً فى الآخر»
الناظر: الأطفال متفاعلون.. وعلّمتهم إزاى يصمموا شخصيات صلصال
ويتابع: «الأطفال هنا متفاعلين جداً، ولما عرفوا إنى كنت بعمل تحريك لشخصية بكار زاد اهتمامهم أكتر بالورشة وده الهدف من زيارتنا لهم إنهم يحبوا الورش وما تقدمه من فن».