جار الحاجة رضا ابنة بني سويف: «اتجوزت بائع كفيف وعاشت على أمل تلاقي أهلها»
![محمد العبد احد جيران الحاجة رضا ابنة محافظة بني سويف](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1087111051664996462.jpg)
محمد العبد احد جيران الحاجة رضا ابنة محافظة بني سويف
على مدار 45 عامًا، ظلت الحاجة رضا ابنة بني سويف البالغة من العمر 51 عامًا، تبحث خلالها عن أسرتها التي تاهت عنها في عمر 6 سنوات، وطوال تلك الفترة لم تستطع السيدة الخمسينية تذكر اسمها بالكامل فقط اسم والدها ووالدتها وشقيقتيها، ولم تتمكن أيضًا من معرفة بلدها وكل ما تحلم به هو أن تعرف هويتها الحقيقية وتلتقي عائلتها الغائبة عنها، ليتحقق الحلم بعد أن نشرت فيديو لها عبر «فيسبوك» عن رحلة معاناتها، ليجمعها القدر مع أسرتها مجددًا.
يحكي محمد العبد أحمد، أحد العاملين في مباحث سكك حديد الأقصر، أن الحاجة رضا ابنة محافظة بني سويف، جاءت إليه وهي في عمر الـ15عامًا في محطة السكة الحديد، في أواخر سبعينات القرن الماضي، ولم يكن أحد يعرفها: «البائعين قالوا ليا إنها تايهة ومتعرفش حاجة عن أسرتها، فأخدوها واستقبلوها»، وبعد وقت قصير، عرض «محمد» رفقة بعض الباعة على «جمال» وهو بائع ضرير يعمل في السكة الحديد، الزواج من «رضا» ووافق على الفور، فيما لم تبدي الأخيرة أي اعتراض.
زواج الحاجة رضا ابنة بني سويف من بائع في الأقصر
«كتبنا ليهم واتجوزوا ومن ساعتها مفترقوش عن بعض خالص».. أحب «جمال» زوجته الحاجة رضا ابنة بني سويف، بشدة وبادلته هي المشاعر نفسها وكانا بمثابة شخص واحد لا يفترقا عن بعض أبدًا، وأنجبا 5 أبناء: «هي سيدة محترمة وعاشت معانا بكل حب ومودة، وعمرنا ما سمعنا عنها سوء أبدا لا هي ولا عيالها»، بحسب حديث «محمد» لـ«الوطن».
كانت السيدة الخمسينية المعروفة إعلاميًا باسم «سيدة الأقصر» تحلم دائمًا بلقاء أسرتها، وتدعي في كل صلاة أن تعثر عليها، إذ كانت تلعب مع طفلة أخرى عندما كان عمرها 6 سنوات بجوار والدتها التي تعمل بائعة خضار في محطة القطار ببني سويف، وعندما توجهت للعب داخل أحد القطارات تحرك بها ولم تستطع النزول منه سوى في محطة ملوي بالمنيا، وأقامت لدى أسرة مأمور المركز في ذلك الوقت، وعند وصولها لسن الـ15 عامًا، عادت إلى محطة القطار مرة أخرى وتنقلت بين المحافظات حتى استقرت في الأقصر.
بعد وفاة زوج الحاجة رضا، ازدادت داخلها الرغبة أكثر في العثور على أسرتها، وبكت كثيرًا وهي تحكي قصتها للجميع، حتى قررت سيدة أن تجعل شقيقها يسجل مأساة «رضا» في مقطع فيديو وتنشره على «فيسبوك» على أمل التعرف على عائلتها، وبعد يومين تلقت «رضا» اتصالا من أهلها بعد تعرفهم عليها.
«محمد»: أنا زعلان إن الحاجة رضا هتسيب الأقصر
بكاء ممزوج بالفرحة وأحضان وقبلات، هكذا استقبلت والدة سيدة الأقصر البالغة من العمر 72 عامًا، ابنتها بعد فراق استمر أكثر نحو 45 عامًا، إذ كانت الأم على يقين أن ابنتها على قيد الحياة، وستعود معها إلى محافظة بني سويف، وعلمت الحاجة رضا أن والدها فارق الحياة حزنًا عليها بعد أن أخبره بعض الأشخاص أنها ماتت غرقًا في الترعة، وظن أنها ذهبت إلى مكان عمله كصياد.
«أنا فرحان وحزين في الوقت نفسه بعد رجوع الحاجة رضا لأهلها».. بتلك الكلمات وصف «محمد» شعوره بعد عثور سيدة الأقصر على أهلها: «أنا فرحان إنها رجعت لأهلها أخيرا، وفي نفس الوقت زعلان إنها هتسيبنا لأنها كانت جارة طيبة وبقت من أهل الكرنك».