بروفايل| زياد الرحباني.. "هدية جارة القمر"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

بروفايل| زياد الرحباني.. "هدية جارة القمر"

بروفايل| زياد الرحباني.. "هدية جارة القمر"

يُسحرك بكلماته، ويُمتعك بألحانه، وإذا تطلب الأمر، يَذهب بك بالقرب من جارة القمر بصوته، وصاحب نظرة ساخرة عميقة في تناول الموضوعات، ويمتلك القدرة على مزج الواقع اللبناني الحزين بفكاهة عالية، فهو فنان شامل قاده القدر إلى أن يكون ابنًا لوالدين مشهورين، صار على دربهم. إنه زياد الرحباني الخليفة الشرعي لحارسة الديار اللبنانية، والنور الذي ولد من قلب ظلمات الحرب الأهلية، وخطف صوت أمه حتى فازت بأغلب ألحانه، وتفوق على أبيه حتى بات واحدًا من عمالقة الرحابنة. "زياد" ابن الفنانة فيروز، ووالده هو عاصي الرحباني، أحد الأخوين رحباني، رواد المسرح والموسيقى اللبنانية، ولم يظنا أبدًا أن مولودهما هذا سيتحول إلى شخصية مثيرة للجدل في عصره من خلال موسيقاه وشعره ومسرحياته. بدأ حياته الفنية الموسيقية وهو في عمر 17 سنة، حيث خدمه القدر في أن تكون أولى ألحانه لجارة القمر "فيروز" من خلال أغنية "سألوني الناس"، كلمات كتبها عمه وغنتها أمه لأبيه الذي سكن المستشفى أثناء عرض مسرحية "المحطة"، لتلقي نجاحًا مزهلًا، لاسيما وأن اللحن تميز بالرصانة الموسيقية بالنسبة لشاب في عمره، تمكن من مضاهاة ألحان والده. وظهر بعدها في "ميس الريم" بدور الشرطي أيضًا، والذي يسأل فيروز عن اسمها الأول والأخير، وعن ضيعتها في حوار ملحن، وفي ذات المسرحية كتب زياد موسيقى المقدمة، والتي أذهلت الجمهور بالرتم الموسيقي الجديد الذي يدخله هذا الشاب على مسرحيات والده وعمه. أما بالنسبة لأولى أعماله الشعرية، فكانت من خلال ديوان شعر باسم "صديقي الله" وهو عمره 11 سنة، لتشهد انطلاقة شاعر عظيم، لديه فلسفته الخاصة، فهو فنان بدرجة ثائر، ولد وبين شفتاه كلمات تحمل أعذب المعاني، وخرجت من أصابعه أروع الألحان، وحمل منذ نعومة أظافره هم الوطن "لبنان"، فكتب عن مشاكله في مسرحياته، وعزف الألحان في أوقات أفراحه وأشجانه. لم تقتصر أعمال زياد الرحباني على الكتابة المسرحية وكتابة الشعر والموسيقى، فكان الوجه الثاني لزياد هو "السياسي"، وتميز بجرأة منقطعة النظير، وفي مهرجان الذكرى الثانية والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني ألقى كلمة إلى جانب كلمة الأمين العام وتتطرق فيها لإعادة هيكلة الحزب الشيوعي اللبناني، قائلًا: "إنه لم يخرج من الحزب إلا من كان يجب أن يخرج"، وعبَّر عن انتمائه العميق قائلًا: "الشيوعي لا يخرج من الحزب إلا إلى السجن أو البيت". أما زياد "الصحفي" كتب في أكثر من جريدة لبنانية منها جريدة النداء والنهار أثناء الوجود السوري في لبنان، وتميزت كتاباته بالجرأة والقدرة الهائلة على التوصيف، كما كتب لفترة في جريدة الأخبار اللبنانية، دعمًا لانطلاق الجريدة الجديدة في زحمة الإعلام والصحافة اللبنانية، من خلال عمود "مانيفستو".