«مصر الخير» تطلق تقريراً حول دور المنظمات الأهلية في العمل المناخي

كتب: يسرا البسيوني

«مصر الخير» تطلق تقريراً حول دور المنظمات الأهلية في العمل المناخي

«مصر الخير» تطلق تقريراً حول دور المنظمات الأهلية في العمل المناخي

نظمت مؤسسة «مصر الخير» حلقة نقاشية اليوم الأربعاء، للخروج بورقة سياسات تشمل خطة عمل للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، في مواجهة التغيرات المناخية خلال المرحلة المقبلة، بحضور عدد من المسؤولين بوزارة التخطيط والبيئة، إضافة إلى عدد من الخبراء الدوليين، والمسؤولين بالمنظمة، وذلك بمقر المؤسسة في المقطم.

وتهدف مؤسسة مصر الخير، من خلال هذه الورشة، إلى الخروج بتقرير يعد الأول من نوعه بالنسبة لدور الجمعيات الأهلية في العمل المناخي، وما يمكن أن يقدمه المجتمع المدني خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع الدولة والقطاع الخاص في هذا الإطار، ودعت المؤسسة أجهزة الدولة إلى تبني هذا التقرير والنظر في التوصيات التي تخرج منه.

منهجية عمل الجمعيات الأهلية في مواجهة التغيرات المناخية

وقالت الدكتورة إقبال السمالوطي، عضو مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، إن المؤسسة تتبنى منهجية علمية رزينة لتفعيل دور المجتمع المدني، وليس لتفعيل دور مصر الخير فقط، فالمؤسسة تتفاعل مع آلاف الجمعيات في مصر، مؤكدة أهمية تفعيل الشراكات المختلفة بين الجمعيات الأهلية والقطاعات الأخرى كالقطاع الخاص، وذلك في مجال مواجهة التغيرات المناخية، وغيرها من المجالات أيضاً حتى تكون النتائج مبهرة.

وأضافت «السمالوطي» أن المؤسسة أعدت الكثير من المناقشات وورش العمل والندوات، إضافة إلى تجميع الآراء والتوصيات المختلفة من جميع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والخبراء الدوليين والمتخصصين وأهل الخبرة في المؤسسات الحكومية ذات الصلة، للخروج بورقة سياسات وخطة تنفيذية لعمل المجتمع المدني في مواجهة التغيرات المناخية، وذلك لإقناع متخذي القرار السياسي بهذه الخطة، وتبني تنفيذها على الأرض، بحيث تكون هناك ورقة سياسات محددة مقنعة لكل الأطراف المعنية بالتنمية المستدامة في مصر.

وتابعت أن هناك العديد من الممارسات الفعلية للعمل الأهلي في مواجهة التغير المناخي، والحفاظ على البيئة، وهناك شراكات دولية ترحب بالعمل مع المجتمع المدني في هذا الاتجاه لخدمة التنمية، ومن ثم يحتاج الأمر إلى دعم متخذي القرار.

وأشارت «السمالوطي» إلى أن المؤسسة منذ أربع سنوات، تطلق جوائز لدعم الجمعيات الأهلية في مجال العمل الخيري والتنموي، ضمن جائزة العطاء الخيري للعمل الخيري والتنموي، وقد أطلقتها العام الأول في مجال التعليم ثم الفقر ثم الصحة، ثم الجائزة الرابعة للتغير المناخي، تزامناً مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP-27)، التي تنعقد في مدينة شرم الشيخ نهاية العام الجاري، لافتةً إلى أن المؤسسة أسهمت في رفع وعي ما لا يقل عن 5500 منظمة أهلية محلية، من قبل فريق عمل قطاع تطوير الجمعيات الأهلية، في مجال التغيرات المناخية.

244 جمعية تستثمر 3.3 مليار جنيه بمشروعات المناخ

من جانبها، قالت الدكتورة سحر البهائي، مدير مركز التخطيط والتنمية البيئية بمعهد التخطيط القومي، إن المعهد أعد تقريراً حول دور المنظمات الأهلية في العمل المناخي، بهدف الوقوف على الأثار المتوقعة للتغيرات المناخية على المستوى العالمي والمحلي، ومن ثم دور الدولة، ودور منظمات المجتمع المدني، والمقترحات المتوقع تقديمها، مشيرةً إلى أن التقرير يعرض التوقعات المحتملة للتغيرات المناخية على المستوى المحلي، إضافة إلى عرض الرؤية الدولية للجهود المصرية بملف التغير المناخي، والجهود الوطنية التي تبذلها الدولة لمواجهة التغيرات المناخية.

وأضافت «البهائي» أن العالم يواجه أثاراً صعبة للتغيرات المناخية، حيث سيكون هناك ارتفاع في درجات الحرارة من درجة إلى درجتين مئويتين في عام 2059، وبمقدار 3 درجات بنهاية القرن، عما كانت عليه قبل فترة الثورة الصناعية، كما سيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة التغيرات المناخية، إلى غرق 25% من المدن الساحلية بحلول عام 2100، إلى جانب تآكل 14% من الشواطئ على مستوى العالم، وزيادة التصحر، وغيرها من التأثيرات الضارة.

وتابعت أن مصر بدأت مبكراً مواجهة التأثيرات الضارة للتغيرات المناخية، حيث تخطط إلى أن تكون 50% من المشاريع صديقة للبيئة عام 2025، وأطلقت 750 مليون دولار سندات في الاقتصاد الأخضر، وحتى الآن، تم تحويل 437 ألف سيارة للعمل بالغاز الطبيعي، وهناك 850 محطة للغاز الطبيعي، كما أن 99% من القش ومخلفات الأرز يتم جمعها وكبسها، ومن ثم تم التخلص من الأزمة الكبيرة التي كان يسببها حرق قش الأرز.

وعن دور الجمعيات الأهلية، قالت «البهائي» إن عدد الجمعيات الأهلية التي تعمل في مواجهة التغيرات المناخية، يبلغ 244 جمعية، فيما بلغ حجم الاستثمارات التي وضعتها الجمعيات الأهلية في هذا المجال، حوالي 3 مليارات و290 مليون جنيه، بينها 59% من المشروعات للتخفيف من أثار التغيرات المناخية، و29% منها للتكيف مع البيئة، والنسبة المتبقية تجمع بين المجالين.

توعية العاملين بالعمل الأهلي بمخاطر التغيرات المناخية

وقال محمد ممدوح، رئيس قطاع تطوير الجمعيات الأهلية بمؤسسة «مصر الخير»، إن هذه الورشة تُعد الثانية التي يجري تنفيذها في إطار تفعيل أنشطة حملة «مناخ مستدام»، التي أطلقها القطاع تزامناً مع اهتمام الدولة المصرية والمنظمات الأهلية المعنية بقضايا البيئة بالإعداد لاستضافة مصر مؤتمر تغير المناخ (COP-27 )، وتهدف الحملة إلى توعية العاملين في القطاع الأهلي بمخاطر التغيرات المناخية، ودورهم في التخفيف والتكيف مع تلك التغيرات.

وأكد «ممدوح» أن هذه الحملة تأتي إيماناً من مؤسسة «مصر الخير» بأن القطاع الأهلي هو أحد أضلاع مثلث عملية التنمية المستدامة، بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وأن المنظمات الأهلية لديها العديد من الخبراء والكوادر في مجالات مختلفة، تستطيع من خلالها مساندة الدولة في النهوض بالمجتمع والارتقاء به.

وقال الدكتور حسين أباظة، المستشار الدولي في مجال الاقتصاد الدولي، إنه لابد من الربط بين الاستراتيجيات المختلفة للدولة للخروج بالنتائج المتوقعة، ومن أهم الاستراتيجيات الواجب، وأضاف أن الربط بينها هي الربط بين استراتيجية الدولة لمواجهة تأثير التغيرات المناخية، ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، إلى جانب التنسيق بين أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في هذا الاتجاه.

وأوضح «أباظة» أن دور الجمعيات الأهلية في هذا الإطار محوري، حيث تعمل على الربط بين التعامل مع المتغيرات المناخية، ومكافحة الفقر، وتستطيع القيام بدور كبير في هذا الصد، حيث لديها القدرة على التواصل مع المجتمعات المحلية، مشيراً إلى أن مثل هذه المبادرة ستساعد في تنمية قدرات الجمعيات الأهلية، وشدد على ضرورة التنسيق مع المنظمات الدولية.


مواضيع متعلقة