المشهد الأخير في حياة طفلة حدائق أكتوبر.. «وصلة لعب انتهت بجثة»

كتب: شيماء مختار

المشهد الأخير في حياة طفلة حدائق أكتوبر.. «وصلة لعب انتهت بجثة»

المشهد الأخير في حياة طفلة حدائق أكتوبر.. «وصلة لعب انتهت بجثة»

ارتطام قوي، وقع على مسامع أهالي منطقة حدائق أكتوبر، وارتطمت معه قلوبهم، هرعوا للخارج لمعرفة ما سبب هذا الصوت، إذ تحل على وجوههم الصدمة ثم تحولت للحزن والألم على الطفلة الصغيرة، التي لم تتجاوز عقدها الأول، شاهدوها غارقة وسط دمائها تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن سقطت من شرفة منزلها بإحدى الشقق السكنية بالمنطقة ذاتها.

وداع خاص من الطفلة لأسرتها

حالة من الصخب والضوضاء وضحكات مرتفعة تسببت بها الطفلة الصغيرة، خلال لهوها بالمنزل برفقة شقيقها الأصغر، يقطعا مسافات منزلهما ذهابا وإيابا مضيفا جو من السعادة والمرح، غافلة عن أنها المرة الأخيرة لسماع ضحكتها في مسكنها والمرح برفقة شقيقها، وكانت هذه طريقة وداع مفجعة لقلب الوالدين، إذ ودعت الطفلة حياتها ومنزلها وأسرتها بطريقة محببة إلى قلبها.

فكرة العبور بين النافذتين

في الساعات الأولى صباحا، استيقظت الفتاة وبدأت وصلة اللعب برفقة شقيقها الأصغر، وخلال ذلك احتجزها الأخير بإحدى غرف المنزل، مر الوقت وفشلت في أن تقنع شقيقها في إخراجها، ظلت تدور حول نفسها باحثة عن مخرج لتكملة اللعب مع شقيقها، هنا راودتها فكرة العبور من النافذة التي تقابل الشرفة الأخرى بداخل المنزل، وشرعت في تنفيذها.

مصرع الطفلة

بحركات حذرة بدأت الطفلة في استقلال سور الشرفة، وخلال عبورها اختل توازنها وفقدت سيطرتها على التحكم بأعصابها، إذ تسقط طريحة الأرض والدماء منتشرة من حولها، نظرات أخيرة يشوبها الألم، ألم الفقدان لحياتها وعائلتها، وألم وجع السقوط، وأغلقت عينيها، التي أعلنت عن صعود روحها إلى بارئها.

تفاصيل الواقعة

تفاصيل الواقعة تعود حينما تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة، إخطارا بسقوط طفلة من شرفة منزلها، جثة هامدة، وباجراء التحريات  تبين أنها كانت تلهو مع شقيقها الأصغر الذي احتجزها لمدة طويلة داخل غرفتها، وعندما عجزت عن فتح الباب توجهت نحو النافذة وحاولت العبور لغرفة أخرى بالمنزل، لكن اختل توازنها وسقطت وسط الشارع جثة هامدة بحدائق أكتوبر.

وتعليقا على ذلك، أوضحت الدكتورة سحر هاشم أستاذ علم الاجتماع، أن هذه الواقعة تعد إهمالا من الأم، كان عليها أن تراقب أطفالها خلال لعبهم، وأن تبحث عنهم حال اختفائهم لو لحظة من أمام أعينها، قائلة: «المفروض الطفل ميلعبش وحده في البلكونات وكمان مينفعش نسيب أي حاجة فيها يقدر الطفل يطلع عليها الأطفال مش مدركة لخطورة الموقف اللي هما فيه» حسب ما روته في حديثها مع «الوطن».


مواضيع متعلقة