بروفايل| هشام سليم.. «الابن المحب للحياة»

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل| هشام سليم.. «الابن المحب للحياة»

بروفايل| هشام سليم.. «الابن المحب للحياة»

بروح محبة للحياة أبى أن ينحني للمرض، فتح صدره أمام ضرباته المتتالية وقابلها بشجاعة الفرسان، ظلّ حتى الساعات الأخيرة مؤمنا راضيا متشبثا بالأمل، رغم الآلام المبرحة التي كانت تباغته بين الحين والأخر، ولكن «الابن»، كما كان دائما في عيون الجمهور الذي كان شاهدا على رحلته منذ كان طفلا مشاكسا حتى أصبح نجما يشار إليه بالبنان، لم يستطع الصمود أكثر أمام شراسة السرطان لتنتهي المعركة برحيل هشام سليم.

عيون «الخبيرة» كشف موهبة هشام سليم

64 عاما عاشها هشام سليم قضى الجزء الأكبر منها تحت الأضواء التي عرفها في سن مبكرة، ودخل الابن الأصغر للاعب كرة القدم ورئيس النادي الأهلي صالح سليم، إلى عالم الفن «صدفة»، بسبب الصداقة التي تربط عائلته بأسرة الفنانة فاتن حمامة، والتي عرفت بعيون الخبيرة أنّ تلك العيون المشاكسة تخفي خلفها موهبة بحاجة إلى الدعم والرعاية، ومنذ ظهوره السينمائي الأول عشقه الجمهور وصدقت نبوءة «حمامة».

روح مرحة وملامح هادئة دعمت موهبة «سليم»

كبرت بذرة الموهبة داخل الشاب الذي بدأ يخطو خطواته الأولى في عالم الفن، روحه المرحة وملامحه الهادئة فتحت له الباب على مصراعيه، فتنوعت الأدوار وأثبت براعته بين السينما والتلفزيون وحتى المسرح الاستعراضي، فقدّم على مدار 40 عاما أكثر من 100 عمل، بينها أعمال تعتبر من كلاسكيات الدراما المصرية، فلا يستطيع أحد نسيان «عادل سليم البدري» في سلسلة «ليالي الحلمية»، أو «محسن الشاذلي» في هوانم «جاردن سيتي»، أو شقاوة «حمودة» في مسرحية «شارع محمد علي»، وغيرها من الشخصيات التي منحها من روحه وموهبته فأجادها وتعلق بها الجمهور.

صاحب أخلاء النبلاء

أكثر من وجه ميز الفنان هشام سليم فكان الجانب الإنساني هو الأكثر عمقا في حياته، «صاحب أخلاق النبلاء» هكذا عرفه الوسط الفني، «الأب المحب» في علاقته بأبناءه، رغم الصعوبات التي واجههوا معا كان يحرص دائما على دعمهم والوقوف بجانبهم، وكانت العائلة هي الدرع الذي ارتداه «سليم» في مواجهة صعوبات الحياة التي تمسك بها حتى النهاية.

كان الاختبار الأصعب في حياة هشام سليم اكتشاف إصابته بالسرطان مؤخرا، ليدخل في دوامة العلاج الكيماوي التي أثرت على صحته بشكل كبير، لكنه تحامل على نفسه لينهي جميع تعاقداته الفنية في ذلك الوقت حيث كان يصور مشاهده في مسلسل «هجمة مرتدة»، رغم التعب والإنهاك الذي شعر به، ومع تدهور حالته الصحية كان الرضا يملأ حياته، وكانت آخر كلماته «أنا راضي.. كل اللي يجيبه ربنا كويس».


مواضيع متعلقة