كرمه شيخ الأزهر.. «البسيوني» 70 عاما في تحفيظ القرآن لأبناء قريته

كرمه شيخ الأزهر.. «البسيوني» 70 عاما في تحفيظ القرآن لأبناء قريته
- حفظ القرآن الكريم
- كتاتيب حفظ القرآن الكريم
- الشيخ الشعراوي
- شيخ الأزهر
- حفظ القرآن الكريم
- كتاتيب حفظ القرآن الكريم
- الشيخ الشعراوي
- شيخ الأزهر
كهل يجلس ووجه يشيع منه النور، والشيب في الرأس والقلب ما زال في ريعانه، أمامه طاولة، وحوله الأطفال ملتفون، وبأيدي كل واحد منهم مصحف، وإذا أخطأ أحد منهم في التلاوة، فهو على التصحيح موجود، وفي غرفة أسفل البيت مجتمعون، يتدارسون كتاب الله، ويتعلمون.
ما زال الشيخ محمد عطا البسيوني، صاحب الـ85 عاما، يعمل على تحفيظ القرآن الكريم، داخل كتابه في غرفة أسفل منزله، المتواجد في قرية سجين، إحدى قرى مركز قطور بمحافظة الغربية، مستكملا خطى والده في تحفيظ كتاب الله لأبناء القرية والقرى المجاورة.
حفظ القرآن وعمره 8 سنوات
يقول البسيوني، لـ«الوطن»، إنه من مواليد عام 1938، يعمل على تحفيظ القرآن الكريم منذ أكثر من 70 عاما، ويبلغ من العمر 83 عاما، وحفظ القرآن عن ظهر قلب وعمره 8 سنوات، بعد أن تعلم في گتاب والده وجده اللغة العربية والحساب، والتحق بمعهد القراءات ولكنه لم يستكمل دراسة، نظراً لظروف خاصة تعرضت لها الأسرة، كما قام بتجويد الذكر الحكيم على يد والده والشيخ سيد علم الدين.
وأشار إلى أنه عمل في وزارة الأوقاف لمدة 30 عاما، وكان يمتلك هو ووالده گتابا بجوار المسجد، يقوما فيه بتحفيظ الطلاب القرآن، وتم تكريمه من قبل محافظ الغربية في ذلك الوقت وهو المستشار فكري عبد الحميد، بعد أن رشحته المنطقة الأزهرية بطنطا، كونه حفّظ طفلا يبلغ من العمر 7 سنوات القرآن كاملا.
تلميذ «البسيوني».. حكاية تكريم «الشافعي الصغير» من شيخ الأزهر
وأضاف أنه تم تكريمه من قبل شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، بسبب هذا الطفل الذي حفظ القرآن الكريم كاملاً في عمر 7 السنوات، لافتا إلى أن المنطقة الأزهرية أطلقت على الطفل الشافعي الصغير، وحصل على رحلة حج هو وزوجته، والطفل ووالده، كنوع من التكريم لهم، من قبل مجموعة من الأثرياء، بعد أن أشاد بهم الإمام الأكبر حينها.
وتابع بأنه وهذا الطفل تصادفا بمقابلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، جالسا في إحدى المكتبات الموجودة في طنطا، عام 1984 وصاحب المكتبه كان يعرفه جيدا، نظراً لكثرة تردده عليها من أجل شراء بعض الكتب والمصاحف، فأخبر الشعراوي بذلك، فاستضافهما وبدأ يختبر الطفل في حفظ القرآن الكريم، وبعدها أعطاه 20 جنيها، ومنح شيخه 30 جنيها.
3 أبناء و12 حفيدا من حفظة القرآن
ولفت «البسيوني»، إلى أنه لديه 3 أبناء، و12 حفيدا جميعهم من حفظة القرآن الكريم، وفي أي مسابقة يحصدون المراكز الأولى، وأن نجله الأكبر يعمل في مديرية الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، وجرى تكريمه أكثر من مرة من قبل وزير الأوقاف.
واضاف أن الكُتاب يدرس به طلاب من جميع الأعمار، والمراحل الدراسية المختلفة، منهم الحاصلون على البكالوريوس، والليسانس، وأصغرهم تؤام عمرهما 3 سنوات، «جنى وإبراهيم»، ويحفظان من القرآن ما يقارب 4 أجزاء.
يقول «البسيوني»، إنه طيلة حياته عمل على تحفيظ القرآن الكريم لمئات من الطلاب، حتى أصبح منهم الأطباء وأساتذة الجامعات والمستشارين، وغيرهم الكثير، مشيرا إلى أنهم على تواصل معه حتى الآن.
عطاء متواصل في خدمة حفظة كتاب الله رغم كبر السن والمرض
ومن ضمن الأعمال الخيرية التي يقدمها الشيخ البسيوني، هو تغسيل وتكفين الموتى، علاوة على وقوفه إماما بالمصلين في شهر رمضان، ورغم مرضه حريص على عدم الاستسلام له: «التعب بيروح لما أقعد وسط طلابي وسماع القرآن الكريم».