تفاصيل آخر جنازة رسمية في بريطانيا قبل 57 عاما من وفاة الملكة إليزابيث

12:08 ص | الاثنين 19 سبتمبر 2022

أصبحت جنازة الملكة إليزابيث الثانية التي ستبدأ اليوم الاثنين، حديث العالم بأسره خلال الأيام الماضية، إذ إنها أول جنازة رسمية كاملة تعقد في بريطانيا منذ وفاة السير ونستون تشرشل في 24 يناير من العام 1965.

350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تابعوا جنازة تشرشل

ويعد تشرشل ، الأول من بين 15 رئيس وزراء خدموا مع الملكة إليزابيث الثانية، وتعد جنازته أكبر جنازة رسمية في التاريخ، حيث شهدها جمهور تلفزيوني يقدر بنحو 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

ويمكن أن تصبح جنازة صاحبة الجلالة، التي تأتي بعد 70 عاما من حكمها الذي حطم الرقم القياسي، أكثر البث التلفزيوني مشاهدة في التاريخ، بحسب قناة سكاي نيوز البريطانية.

وبالرغم من أن الجنازات الرسمية في بريطانيا محجوزة تقليديا للنظام الملكي، فأن تشرشل الذي كان رئيسا للوزراء من عام 1940 إلى عام 1945 ومن عام 1951 إلى عام 1955، هو واحد من ثلاثة قادة سياسيين بريطانيين فقط حصلوا على هذا الشرف.

التخطيط لترتيبات جنازة تشرشل قبل سنوات من وفاته

والفرق الرئيسي بين جنازة تشرشل وجنازة الملكة إليزابيث الثانية هو إقامة جنازة رسمية يدفع ثمنها الجمهور ويتعين مناقشتها والاتفاق عليها من قبل أعضاء البرلمان وتتطلب موافقة كل من ولي العهد والبرلمان.

وجرى التخطيط لترتيبات جنازة تشرشل قبل سنوات من وفاته، تحت الاسم الرمزي «عملية الأمل لا».

وكتبت الملكة شخصيا قبل 57 عاما إلى البرلمان حينها للتعبير عن رغبتها في أن «تتاح الفرصة للأمة بأكملها للتعبير عن حزنها بوفاة تشرشل».

وفي رسالة إلى أعضاء البرلمان منح الإذن لاستخدام قاعة وستمنستر وكاتدرائية القديس بول كجزء من جنازة الدولة، كتبت الملكة:

«أعلم أنه سيتمنى كل شعبي أن تتم مواجهة الخسارة التي تكبدناها جميعا بوفاة الرايت أونورابل السير ونستون تشرشل بالطريقة الأنسب وأن تتاح لهم الفرصة للتعبير عن حزنهم في خسارتهم وإجلالهم لذكرى ذلك الرجل البارز الذي خدم بلاده في الحرب والسلام بلا كلل لأكثر من خمسين عامًا ، وفي ساعات الخطر الأعظم كان القائد الملهم الذي عززنا ودعمنا جميعا».

وأضافت الملكة في خطابها مشيرة إلى تشرشل باعتباره «بطلا قوميا»: «لقد وجهت أن يكون جسد السيد وينستون في الولاية في قاعة وستمنستر وبعد ذلك ستقام مراسم الجنازة في كاتدرائية كنيسة القديس بول».

يذكر أن آرثر ويليسلي دوق ويلينجتون الأول، وويليام جلادستون إنهما مصدر إلهام لتشرشل وهما رؤساء الوزراء البريطانيين الآخرين الوحيدين اللذين حصلا على نفس الامتياز.

وانضم أكثر من 320 ألف شخص إلى قائمة الانتظار التي يبلغ طولها ثلاثة أميال لتقديم احترامهم الأخير لتشرشل أثناء وجوده في الولاية لمدة ثلاثة أيام في قاعة وستمنستر حتى يوم السبت 30 يناير 1965، مع وصف الموكب بأنه «تأثير ساحر لنهر يتدفق في الماضي».

كما تم إسكات ساعة بيج بن في الساعة 9.45 صباحا قبل وضع نعشه على عربة مدافع ترافقها فرق عسكرية إلى كاتدرائية القديس بولس، وأطلقت 90 طلقة تحية، واحدة لكل عام من حياة رئيس الوزراء السابق، بينما كان الموكب يمر في سانت جيمس بارك.

نُقل التابوت إلى الكاتدرائية في الساعة 10.49 صباحا بحضور أكثر من 3000 شخص، بما في ذلك العائلة المالكة وممثلون من أكثر من 100 دولة.

وتميز ترتيب الخدمة بعدد من ترانيم تشرشل المفضلة، التي اختارتها زوجته، كليمنتين وعائلته، ثم نقل جثمان تشرشل في رحلته الأخيرة على طول نهر التايمز على متن السفينة ذات المحركات «هافينجور»، والتي قادت أسطولا من القوارب الصغيرة في الرحلة التذكارية.

وجرى استخدام القارب نفسه لاحقا لنقل تسعة أفراد من العائلة المالكة خلال احتفالات اليوبيل الماسي للملكة في عام 2012، حيث قاد أسطولا يضم أكثر من 1000 سفينة خلال مسابقة ملكية في نهر التايمز.

وبعد ثلاث سنوات في عام 2015، استعادت «هافينجور» الرحلة الأصلية التي قام بها في عام 1965 للاحتفال بالذكرى الخمسين لجنازة تشرشل.

وانضمت عائلة زعيم زمن الحرب العالمية الثانية إلى كبار الشخصيات في خدمة إحياء الذكرى التي أقيمت على متن السفينة، مع إكليل من الزهور على المياه المقابلة لقصر وستمنستر، ووفقا لرغبته في أن يُدفن إلى جانب والديه، تم تكليف قطار بخاري خاص لنقل نعش تشرشل من لندن واترلو إلى هاندبورو في أوكسفوردشاير.

عربة الأمتعة الخاصة في القطار عرفت بـ«Locomotive No. 34051 Winston Churchill» التي كانت واحدة من 44 سُميت على اسم أشخاص شاركوا في معركة بريطانيا، قد استخدمت في السابق لنقل الحمام والخضروات، وفقا لمتحف السكك الحديدية الوطني، ثم نُقل جثمانه بعد ذلك إلى كنيسة القديس مارتن بقرية بلادون لدفنه منفردا.