أقدم ترزي في كفر الشيخ يتحدى الزمن بـ«ماكينة خياطة»: لسه بيجيلي زباين

07:54 م | الأحد 18 سبتمبر 2022

منذ أكثر من 52 عامًا وهو يعمل بمهنة الخياطة التي ورثها عن والده، تعلم منه فنون الحرفة منذ صغره، حتى وجد نفسه بديلا لوالده ويحظى هو الآخر بنفس شهرته ويتردد على محله بكفر الشيخ الكثير من الزبائن حاملين قطع متنوعة من القماش ليُحولها إلى ملابس بتصميمات عصرية ترضي جميع الأذواق.

محمد سويلم، صاحب الـ64 عاماً، ابن محافظة كفر الشيخ، أحد أقدم الخياطين في المحافظة، قضى معظم أيام حياته داخل محل والده، ليُحافظ على المهنة من الانقراض بعد أن زحف جموع الناس سواء في الريف أو الحضر إلى محال الملابس الجاهزة، بدلا من تفصيل الملابس.

عمل في مهنة الخياطة من سن 12

يحكي «سويلم»، أنه منذ أن وعي على الدنيا وهو يعيش داخل محل والده في مدينة بيلا بكفر الشيخ: «وعيت على الدنيا لقيت أبويا الله يرحمه خياط كبير ومعروف في بيلا، واتعلمت منه الصنعة وأنا عندي 12 سنة كُنا في أواخر الستينيات، لحد ما اتقنتها كويس وبقيت أساعده، وبعد ما مات استلمت الراية»، وفقا لحديثه لـ«الوطن».

كان «سويلم»، يجلس أمام والده ويمسك إبرة وفتلة ويعمل على حياكة القماش: «كنت بتعلم عليها ولما كانت تطلع معووجة كان بيضربني، اتعلمت تدوير المكنة اليدوية اللي كانت موجودة زمان قبل ظهور الماكينات الحديثة دلوقتي، والتركيز كله كان بيبقي في القص، وهو أهم من التقفيل لأن لو القص باظ الزبون مش هيعرف يلبس الهدوم اللي بتتفصل، دلوقتي الموضوع اتغير عن زمان كتير والدنيا اتقدمت».

التقشيطة والسديري أشهر ملابس زمان

ملابس متنوعة كان يصنعها «سويلم» في الماضي تكاد تكون اختفت تماماً خلال الفترة الحالية: «هدوم كتير كُنا زمان بنفصلها ودلوقتي معدش عليها إقبال زي التقشيطة بتاعة الفلاح، والسديري، وحتى الملابس الداخلية، ودلوقتي الدنيا اتغيرت وظهرت حاجات أحدث زي القميص الأفرنجي، والبنطلون الجينز، وأصعب حاجة في الشغل حالياً الجلابية البلدي والعباية الشتوي»، موضحا أن الإقبال على التفصيل انخفض عن الماضي، لرغبة الناس في شراء الملابس جاهزة.

يحكي أنه كان يعمل أيام زمان على نور «الكلوب»، وحينما تتعطل الماكينة اليدوية يصبح صاحبها في كارثة لأن «أكل عيشه يتوقف»: «الأسعار زمان كانت مختلفة عن دلوقتي، يعني كُنا بنفصل الجلابية بـ15 قرش، والسديري بـ10 قروش، والملابس الداخلية بـ5 قروش، وفي قماش اختفى زي الزوفير والكاستور».

«سويلم» ينصح الشباب: الحياة محتاجة كفاح

«كل واحد بيسعى ربنا يكرمه»، نصيحة «سويلم» للشباب للعمل دون انتظار الوظيفة: «بتمنى للشباب كل التوفيق، ولازم يسعوا عشان ربنا يكرمهم، إنما تقعد على القهوة وهنا وهناك ربنا مش هيسعى معاك، خدوها نصيحة من واحد قد أبوكم بيتشغل من 52 سنة وربى ولاده وعلمهم وجوزهم من الخياطة، ونظره بدأ يضعف بس لسه مستمر في العمل، الحياة محتاجة كفاح».