هيئة الرقابة الدوائية تصرف كادر المهن الطبية لـ«المحظوظين»

كتب: مروى ياسين

هيئة الرقابة الدوائية تصرف كادر المهن الطبية لـ«المحظوظين»

هيئة الرقابة الدوائية تصرف كادر المهن الطبية لـ«المحظوظين»

قبل أيام من قدوم شهر رمضان الماضى ترددت أنباء عن ضم الفنيين العاملين فى هيئة الرقابة الدوائية إلى كادر المهن الطبية، وسيتم ذلك بأثر رجعى منذ بداية العام، وفى أوائل الشهر الفضيل تم صرف المبالغ المالية عن الأشهر المنصرمة للعام المالى الحالى، فرحة لم تدم طويلاً على كافة الفنيين العاملين بالهيئة، إذ فوجئ الجميع بإدراج أسماء لفنيين متخصصين فى الكهرباء وآخرين فى الأمن وآخرين فى التكييفات ضمن كشوفات كادر المهن الطبية، لتظهر أزمة جديدة لدى إدارة الهيئة لتضطر الإدارة لوقف صرف المبالغ نظراً لإدراج أسماء غير مستحقة للكادر، الأمر الذى عانى منه الفنيون العاملون بالمعامل الذين تنطبق عليهم صفات الكادر. فى أوائل التسعينات انضمت عبير محمد للعمل داخل هيئة الرقابة الإدارية لتشغل وظيفة فنى معمل بشعبة السمية المزمنة، عاصرت الكثيرين من رؤساء الهيئة، لكنها تحكى عن أزمة كبيرة بدأت مؤخراً كان سببها تضارب القرارات التى يتم اتخاذها دون وعى، تذكر عبير ما شعرت به من فرحة بعدما تم إدراجها هى وزملائها ضمن كادر المهن الطبية، ليزيد راتبها الأساسى بقيمة 1000 جنيه، عبير وزملاؤها صرفوا الكادر بأثر رجعى، لكنها لم تكتف بذلك، إذ سارعت بالحصول على قرض من أحد البنوك بعد زيادة راتبها، لتستطيع أن تتمكن من سداد ديون لها سابقة، وتساعدها على الإنفاق على أبنائها، إذ إنها العائل الوحيد لأسرتها، تقول عبير: «بعد ما صرفوا الكادر وأصبحنا نتعامل على أساس الزيادات قاموا بخصم 200 جنيه من كل فنى لمدة ثلاثة أشهر ثم توقفوا عن صرف الكادر تماماً». عبير لم تحتمل الصدمة إذ تعرضت لذبحة صدرية بعدما صارت مدينة لأحد البنوك وراتبها لم يعد يكفيها، فقيمته تذهب إلى القرض الذى حصلت عليه. تقول عبير: «إحنا ذنبنا إيه إنهم جاملوا ناس على حسابنا ودخلّوا فنيين تكييفات وحراس للأمن داخل الكادر.. النهارده معنديش دخل أنا وأولادى ومش عارفة حتى أصرف على مرضى». لم تكن عبير وحدها التى مرت بالأزمة، تقول ميرفت مصطفى فنى معمل: «فوجئنا بأنه سيتم صرف كادر الأطباء، وصرفوا لنا ست شهور، واكتشفنا إن فيه ناس مش فنيين معامل صرفوا نفس المبالغ، من بينهم رجال أمن وفنى خياطة ولاسلكى وفنى تبريد وتكييف»، تقول إن الهيئة وُضعت فى أزمة بسبب هذه الأسماء الذين تم التعامل معهم باعتبارهم فنيى مهن طبية على عكس تخصصاتهم، وحينما أرادت الهيئة أن تصلح خطأها قامت بخصم المبالغ من الفنيين ثم أوقفت الكادر تماماً، وطالبت الجميع بدفع المبالغ التى أنفقوها». أزمة دفعت بالذين يستحقون صرف المبالغ لرفع قضية على إدارة الهيئة، إذ تقول: «إحنا رفعنا قضية فى إدارة فض المنازعات فى الشغل وحتى الآن مش عارفين هنوصل لإيه فى الموضوع ده». من جانبها قالت زنوبة عزازى فنى معمل بالرقابة الدوائية: «عاملين توكيلات لمحامى والتوكيلات واقفة قالوا إن رئيس الهيئة هيحلها، ولسة ماشفناش حاجة». فيما قالت فادية محمد، مدير إدارة الشكاوى والتحقيقات، جاءت لنا شكوى من الفنيين يطالبون بوقف الخصومات التى وقعت عليهم بعدما تم كشف التلاعب فى صرف كادر المهن الطبية من قبل مديرى إدارات الشئون القانونية والمالية والإدارية، وطالبوا جميعهم بعودة الكادر الذى توقف رغم استحقاقهم له، مشددين على ضرورة معاقبة من تسبب فى وقوع تلك الأزمة، ولفتت فادية إلى أن المشكلة مر عليها أكثر من أربعة أشهر وحتى الآن لم يبت فيها وما زالت رهن التحقيقات، وأعربت عن استيائها مما سمته مجاملات لصالح أشخاص بعينهم أو بعض الموظفين الذين لا يستحقون ذلك.