الملكة إليزابيث تخطط لجنازتها قبل وفاتها بـ20 عاما.. «عزف ناي وإيقاف طيران»

كتب: محمد علي حسن

الملكة إليزابيث تخطط لجنازتها قبل وفاتها بـ20 عاما.. «عزف ناي وإيقاف طيران»

الملكة إليزابيث تخطط لجنازتها قبل وفاتها بـ20 عاما.. «عزف ناي وإيقاف طيران»

«جنازة يوم الاثنين ستهدف إلى توحيد الناس في جميع أنحاء العالم وسوف تمس وتتناغم مع الناس من جميع الأديان»، بهذه الكلمات وصف الإيرل مارشال، دوق نورفوك، المنظم الرسمي لجنازة الملكة إليزابيث الثانية، اليوم الأخير في رحلة نعش الملكة الراحلة، حيث إن الملكة إليزابيث الثانية قامت بوضع إضافات شخصية لترتيبات يوم جنازتها، لاسيما وأن بريطانيا ستشهد دقيقتين من الصمت حدادا مع اقتراب انتهاء القداس الجنائزي، قبل منتصف النهار بقليل.

الملكة استُشيرت بشأن جميع الترتيبات

ومن بين اللمسات التي طلبتها الملكة عزف معزوفة جنائزية من تأليف عازف الناي الخاص بها، ومن المرجح أن تكون الجنازة الرسمية في دير وستمنستر يوم الاثنين واحدة من أكبر الأحداث الرسمية الفردية التي تقام في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب بيان رسمي لقصر باكنجهام.

ومن المتوقع أن يعكس ترتيب الجنازة، وما تضمنته من مقطوعات موسيقية وتلاوات، المزيد من الخيارات الشخصية للملكة في الجنازة، حيث قال مساعدو القصر إن الملكة استُشيرت بشأن جميع الترتيبات، بحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية.

وستبدأ مراسم يوم الاثنين بموكب الجنازة، الذي سيشهد نقل نعش الملكة من قاعة وستمنستر، حيث يسجى جثمان الملكة إليزابيث الثانية، إلى دير وستمنستر القريب.

وسيسير الأمير هاري، دوق ساسكس، وشقيقه ويليام، أمير ويلز الجديد، مرة أخرى جنبا إلى جنب خلف نعش الملكة أثناء الموكب.

وسيُحمل نعش الملكة على عربة المدافع التي استخدمت في تشييع جنازات الملوك السابقين، مثل إدوارد السابع، وجورج الخامس، وجورج السادس، ورئيس وزراء بريطانيا الراحل، السير ونستون تشرشل.

كما سيدفع العربة 142 بحارا من البحرية الملكية، وقرب نهاية الجنازة، سيتم تشغيل آخر كلمة ألقتها الملكة، يتبعها صمت لمدة دقيقتين.

ستشهد السماء فوق لندن دقيقتين من الصمت

وبعد مراسم الجنازة في وستمنستر، سيتم نقل نعش الملكة إليزابيث الثانية في موكب آخر إلى ويلنجتون آرش، وعلى رأس الموكب شرطة الخيالة الكندية الملكية وبعض موظفي النظام الصحي الحكومي في بريطانيا، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

مع إنزال نعش الملكة في القبو الملكي، سيقرأ رئيس أساقفة كانتربري صلاة وستعزف مقطوعات جنائزية، وسيحضر مسؤول المجوهرات الملكية لاستلام التاج من نعش الملكة وإعادته إلى برج لندن.

وستقام خدمة دفن خاصة نهائية لأفراد الأسرة المقربين الساعة السابعة والنصف بتوقيت جرينتش وسيتم دفن الملكة في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية في وندسور، حيث سترقد جوار زوجها الأمير فيليب، دوق إدنبرة، الذي توفي العام الماضي.

فيما ستشهد السماء فوق لندن دقيقتين من الصمت، حيث يوقف مطار هيثرو جميع الرحلات المغادرة والقادمة لمدة 30 دقيقة من الساعة 11:40مساء.

لكن ضمان أن الحدث يسير بسلاسة بطريقة تلائم تكريم ملكة حكمت بريطانيا لمدة 70 عاما ليس بالمهمة السهلة، حيث استغرق الأمر 20 عاما من التخطيط، وفقا لصحيفة «ذا تايمز أوف لندن».

من جانبه قال المؤرخ البرلماني دانييل بريتين لصحيفة «التايمز» الخميس الماضي، إن التخطيط لجنازة الملكة إليزابيث الثانية كان من مسؤولية إدوارد فيتزالان هوارد، الذي ورث لقب دوق نورفولك الثامن عشر عندما توفي والده في عام 2002.

وأضاف بريتين: «ضمان أن الجنازة تسير كما هو مخيف جدا، لكنه يرتقي إلى مستوى المناسبة، كما أن هوارد  لديه تخطيط الأحداث الملكية في دمه، فقد ورث أيضا دور إيرل مارشال إنجلترا عندما توفي والده».

فيما ذكرت صحيفة «الجارديان» أن هذا يجعله مسؤولا عن التخطيط لافتتاح الولاية للبرلمان ، وجنازات الدولة الملكية ، وتتويج الملوك الجدد.

وأضافت الصحيفة البريطانية: «ينحدر الدوق من نفس العائلة التي خططت للجنازات الملكية والتتويج منذ عام 1672، على مدى عقدين من الزمن، أي منذ الوقت الذي تولى فيه المنصب في عام 2002 إلى أبريل من هذا العام ، أخبرنا فيتزالان هوارد أن فريق التخطيط للجنازة زاد من 20 إلى 280 شخصا».

وتابعت: «هوارد استطاع استخدام جنازة والد الملكة إليزابيث الملك جورج السادس المتوفى عام 1952 كنقطة مرجعية، لكن ذلك كان قبل 70 عاما، لطالما كنت مدركا تماما أن هذه الأحداث تحتاج إلى مواكبة العصر».

وأوضحت الصحيفة البريطانية: «من الضروري إجراء تغييرات على ما كان في السابق 200 عام من التقاليد المحيطة بوفيات العائلة المالكة البريطانية، وأحد أهم التغييرات الملحوظة هو موقع الجنازة، على عكس جنازات الملك جورج السادس والأمير فيليب ، الذي توفي في أبريل 2021 ، تُقام جنازة الملكة إليزابيث الثانية في دير ستمنستر وليس قلعة وندسور لحساب قائمة أكبر من الضيوف».

وعلى الرغم من كل السنوات التي قضاها في التخطيط للجنازة، أخبر الدوق بريطانيا أنه فعل كل ذلك دون أن يكسب أي أموال، حيث يقول هوارد: «أنا مصمم على ألا أتقاضى جنيها إسترلينيا من الدولة مقابل عملي كمارشال إيرل».


مواضيع متعلقة