رحلة «عزبة البرج» نحو العالمية.. من صناعة مراكب الصيد إلى إنتاج اليخوت السياحية

رحلة «عزبة البرج» نحو العالمية.. من صناعة مراكب الصيد إلى إنتاج اليخوت السياحية
- محافظة دمياط
- مدينة عزبة البرج
- مدينة رأس البر
- صناعة مراكب الصيدصناعة اليخوت
- محافظة دمياط
- مدينة عزبة البرج
- مدينة رأس البر
- صناعة مراكب الصيدصناعة اليخوت
عزبة البرج قرية تقع في نهاية النيل عند التقاء النهر بالبحر الأبيض المتوسط، وتحدها من الشرق بحيرة المنزلة ما جعل أهلها بحكم الطبيعة والمكان يتجهون للصيد، وخلال فترة زمنية وجيزة وبالتحديد في سبعينات القرن الماضي، تحولت القرية إلى قلعة لصناعة المراكب والشباك وأدوات الصيد وصناعة الثلج، إضافة إلى تصنيع وصيانة مراكب الصيد واليخوت على امتداد شاطئ النيل.
تعد عزبة البرج إحدى وجهات صناعة السفن واليخوت في العالم، علاوة على امتلاكها ترسانة من ورش صناعة السفن والمراكب واليخوات والشباك والحبال ومصانع الثلج، وصولا لحلقات بيع الأسماك.
«نكسة 67» نقطة تحول
وأحدثت نكسة 1967 نقطة تحول في تاريخ المدينة، فقد تضألت مساحات الصيد بالحبر المتوسط وبحيرة المنزلة بسبب احتلال إسرائيل لسيناء ومنع المراكب من ممارسة أعمال الصيد، بالمنطقة الواقعة ما بين العريش وبورسعيد.
ومن هنا بدأت فكرة إنشاء مراكب صيد ضخمة تستطيع ممارسة أعمال الصيد بالمياه الدولية وصولا لشواطئ ليبيا وتونس وأوروبا، وتحديدا قبرص واليونان وإيطاليا، حيث وصلت مراكب صيادى عزبة البرج إلى تلك الدول، وبدأوا التعرف على طريقة صناعة المراكب الضخمة من الحديد بدلا من الأخشاب، فضلا عن احتوائها على ثلاجات ضخمة تمكن المراكب من المكوث لأكثر من شهر داخل البحر مع ضمان الحفاظ على الأسماك مجمدة.
يحكي صلاح السمبسكاني، صاحب أكبر ورشة لصناعة المراكب واليخوت بعزبة البرج بدمياط، أنه تعلم مهنة صناعة المراكب من والده، عندما كان في العاشرة من عمره.
وقال السمبسكاني لـ«الوطن»: في منتصف الستينيات كنا نقوم بصناعة مراكب الصيد الشراعية التي كانت تعمل منذ طلوع الشمس وحتى الغروب أمام سواحل دمياط، ثم دخلت الماكينات فقمنا بصناعة المراكب الصغيرة وكانت تعمل في المياه الإقليمية المصرية.
وتابع: جاءت نكسة 67، لتكون منعطفا مهما في صناعة المراكب، حيث تم منع المراكب من الخروج للصيد نظرا لبدء حرب الاستنزاف، وكانت القوات المصرية تستخدم مراكب الصيادين في أعمال استطلاع لسفن العدو، في المنطقة الواقعة بين مدينتي دمياط وبورسعيد.
خروج أبناء عزبة البرج للعمل بأوروبا
وقال السمبسكاني، إن مئات الصيادين بمدينة عزبة البرج خرجوا للعمل في دول اليونان وإيطاليا وقبرص ومالطا، وظلوا على هذا الحال طوال فترة حرب الاستنزاف، وعقب انتهاء حرب 73، عادوا ومعهم الأموال اللازمة لصناعة تلك المراكب.
وأكمل: بالفعل ازدهرت تلك المهنة حيث زاد الطلب على بناء المراكب، فبدأ الأخ يشارك شقيقه وأبناء العم يتشاركون في بناء مركب صيد، وازدادت أعداد المراكب في مدينة عزبة البرج، ولم يعد البحر يتسع لها، فبدأ العشرات يتجهون إلى مدينة السويس لاستخراج تراخيص عمل هناك.
بدء ظهور صناعة اليخوت بعزبة البرج
وأشار إلى أنه في مطلع الثمانينيات، بدأ ظهور اليخوت بسبب انتشار السياحة في الغردقة وشرم الشيخ، ما أدى رواج صناعة اليخوت والسفن الكبيرة.
وأوضح: صناعة اليخوت شهدت تطورا كبيرا، حيث بدأت باليخت طول 12 و13 مترا، ومع انتشار السياحة بالبحر الأحمر وتوافد الأثرياء من دول الخليج وأوروبا شهدت الصناعة طفرة كبيرة، ووصلنا بطول اليخت إلى 55 مترا، إذ يستخدم في رحلات السفاري والغطس لمدة تصل إلى 15 يوما.
وتابع: أقوم بتصنيع اليخوت بالطلب وأصدرها إلى 12 دولة عربية وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، منها ليبيا والسعودية والإمارات وقطر وسويسرا واليونان وقبرص ومالطا وإسبانيا والهند وإندونيسيا وماليزيا وجزر الملاديف، محققين أعلى درجات الجودة وبأسعار منافسة.
دور عزبة البرج في تعمير رأس البر
وأكد السمبسكاني، أن عزبة البرج تحولت من قرية صغيرة إلى مدينة تشتهر بأعمال الصيد وصناعة المراكب، مشيرا إلى أن أهالي العزبة كانوا كان لهم دور كبير في إنشاء وتعمير مدينة رأس البر، حيث سكنوها صيفا وشتاء بعد أن كانت عبارة عن عشش من البوص يتم إزالتها عند انتهاء المصيف.
وأكمل: عوائد الصيد جعلت أصحاب المراكب يفكرون في التوسع في أنشطتهم المتعلقة بالصيد، وبدلا من امتلاك عدد أكبر من المراكب أو إنشاء مصانع للثلج، بدأ البعض يفكر في إنشاء فنادق وفيلات برأس البر والاتجاه إلى السياحة، وهي عوامل ساعدت في انطلاق رأس البر إلى وضعها الحالي، حيث سكنها أغنياء عزبة البرج لتتحول إلى مدينة منتجة.