أسباب حرب أذربيجان وأرمينيا على إقليم «ناجورنو كاراباخ».. قتال منذ عقود

كتب: محمد حسن عامر

أسباب حرب أذربيجان وأرمينيا على إقليم «ناجورنو كاراباخ».. قتال منذ عقود

أسباب حرب أذربيجان وأرمينيا على إقليم «ناجورنو كاراباخ».. قتال منذ عقود

أعلنت السلطات الأرمينية، صباح اليوم، مقتل 135 من جنودها على مدار الأسبوع، خلال تجدد الاشتباكات مع أذربيجان، أعقب ذلك حديث عن هدنة بين البلدين على خلفية نزاع حدودي ممتد منذ عقود، لتسيطر الأزمة على عدد من التقارير الغربية التي عملت على سرد وشرح أسباب الخلاف بين «باكو ويريفان».

وتتهم أذربيجان أرمينيا، المتحالفة عسكريًا مع موسكو وتضم قاعدة عسكرية روسية، بقصف وحدات جيشها، ما فجّر النزاع مرة أخرى هذا الأسبوع، وسط مخاوف من أن يكون للنزاع تأثير على أسعار الطاقة.

قتال منذ عقود.. بداية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان وأسبابه

وفي هذا السياق، أشارت شبكة «سي إن إن»، الأمريكية، في تقرير صباح اليوم، إلى أن النزاع بين أرمينيا وأذربيجان بدأ منذ عقود من أجل إقليم «ناجورنو كاراباخ»، والإقليم عبارة منطقة جبلية غير ساحلية معترف بها كجزء من دولة أذربيجان، إلا أنه كان موطنًا لعدد كبير من السكان الأرمن.

واندلع القتال لأول مرة بين الدولتين قبيل نهاية الحكم السوفيتي، وسيطرت وقتها القوات الأرمينية على مساحات شاسعة من الأراضي داخلها وحولها في أوائل التسعينيات، لكن أذربيجان، بدعم من تركيا، استعادت تلك الأراضي إلى حد كبير خلال ستة أسابيع، عام 2020.

ومنذ ذلك الحين اندلعت مناوشات بشكل دوري على الرغم من الاجتماعات بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بهدف التوصل إلى تسوية سلمية شاملة.

مقاومة سكان إقليم «ناجورنو» للحكم الأذري

ولعل المحرك الأبرز للأزمة هو أن سكان «ناجورنو كاراباخ»، من الأرمن قاوموا الحكم الأذربيجاني، وفق ما نقلته صحيفة «جارديان» في تقرير، أمس الأول، حول أسباب القتال بين أرمينيا وأذربيجان.

ولفتت «جارديان»، إلى أنه في عام 1991، أعلنت المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة استقلالها، ومنذ ذلك الحين حكمت نفسها، بدعم من أرمينيا، وعلى أنها جمهورية أرتساخ غير المعترف بها.

وعلى الرغم من الدلائل في السنوات الأخيرة على التقدم نحو السلام في هذا المنطقة، اندلع «الصراع المجمد» مرة أخرى عام 2020، ونجحت أذربيجان في استعادة مساحات واسعة من ناجورنو كاراباخ في حرب استمرت ستة أسابيع أسفرت عن مقتل أكثر من 6600 شخص وانتهت باتفاق سلام توسطت فيه روسيا، كما نشرت موسكو نحو 2000 جندي في المنطقة كقوات حفظ سلام.

وأذربيجان ذات أغلبية مسلمة وأرمينيا أغلبية مسيحية، وتسعى بعض العناصر من كلا الجانبين إلى تصوير الصراع من منظور ديني، على الرغم من أن المحللين يقولون إن هذه الزاوية مبالغ فيها.

استياء شعبي داخل أرمينيا بسبب هزيمة 2020

وتقول «سي إن إن»، إن الاستياء المحلي في أرمينيا بشأن هزيمة 2020 أثار احتجاجات متكررة ضد «باشينيان»، الذي نفى التقارير التي تفيد بأنه وقع اتفاقًا مع باكو، وفي منشور على فيسبوك، ألقى باللوم على ما أسماه «تخريب إعلامي موجه من قبل قوى غير صديقة».

وقال نائب وزير الخارجية الأرميني «باروير هوفهانيسيان»، إن الاشتباكات قد تتصاعد إلى حرب، وهي ثاني نزاع مسلح كبير في الاتحاد السوفياتي السابق بينما يركز الجيش الروسي في الوقت الحالي على أوكرانيا.

القتال ألأشد بعد حرب الأسابيع الستة

وقالت وكالة أنباء رويترز، في تقرير اليوم، إن القتال الحالي بين أرمينيا وأذربيجان هو الأكثر دموية منذ ما يقرب من عامين على الحرب التي استمرت ستة أسابيع في عام 2020، التي خلفت آلاف من القتلى وحققت أذربيجان مكاسب إقليمية كبيرة في ناجورنو كاراباخ وحولها.

وفي نفس السياق، تقول أيضا صحيفة جارديان إن الثورة في أرمينيا عام 2018 أدت إلى ظهور جيل جديد من القيادة وأثارت الآمال في أن نزاع ناجورنو كاراباخ يمكن أن يتجه نحو حل، وقد تضاءلت هذه التطلعات منذ ذلك الحين، حيث اتخذ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خطاً استفزازياً في نظر قادة أذربيجان بشأن هذه القضية.

وتقول أذربيجان، التي تخضع لسيطرة عائلة واحدة منذ عام 1993، إنها ترد على العدوان الأرميني في المناطق التي تعتبر من الناحية القانونية أراضيها والتي احتلتها قوات العدو والانفصاليون لعقود.

شروط أذربيجان

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف أنه التقى فيليب ريكر مستشار وزارة الخارجية الأمريكية في القوقاز، وأبلغه أن أرمينيا يجب أن تنسحب من الأراضي الأذرية.

بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قبل أيام، إن روسيا يمكنها إما تحريك الحرب، أو استخدام نفوذها للمساعدة في تهدئة الأجواء بين باكو ويريفان.


مواضيع متعلقة