«موته عشان 50 جنيه».. قصة مقتل «أحمد» شهيد لقمة العيش في المرج

كتب: حسن سمير

«موته عشان 50 جنيه».. قصة مقتل «أحمد» شهيد لقمة العيش في المرج

«موته عشان 50 جنيه».. قصة مقتل «أحمد» شهيد لقمة العيش في المرج

داخل أحد الشوارع بمنطقة المرج شمال محافظة القاهرة، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، حتى ارتطم في أذهان البعض صوت استغاثات من أحد الشباب في العقد الثاني من عمره، خلال مشاجرة مع صديقه بأحد المحلات التجارية، التي انتهت بمقتل أحدهما بطعنة في البطن باستخدام سلاح أبيض (سكين)، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات قبل أن يتلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن انتهت حياته أثناء إسعافه.

أحداث الجريمة 

دارت أحداث الجريمة عندما كانت الساعة تتجه عقاربها إلى الحادية عشرة من صباح أول أمس الاثنين، فور تلقى اللواء محمد عبدالله مدير مباحث القاهرة، إخطارا من اللواء علاء بشندي مدير المباحث الجنائية بالقاهرة، مفاده تلقي المقدم كريم بحيري رئيس مباحث المرج بلاغا بنشوب مشاجرة وسقوط قتيل بأحد الشوارع دائرة القسم.

سرعان ما انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مسرح الجريمة، لجمع معلومات، وسؤال أحد شهود العيان، والتحفظ على كاميرات المراقبة تمهيدًا لتفريغها، تبين أن المجني عليه يدعى «أحمد.م» في العقد الثاني من العمر، وعمل برفقة صديقه المتهم بأحد المحال المخصصة لبيع اللحوم، من أبناء محافظة الشرقية.

تحريات الأجهزة الأمنية

وفقًا لما أشارت إليه تحريات مباحث المرج التي أشرف عليها المقدم كريم البحيري، أن المتهم والمجني عليه أصدقاء وفي يوم الواقعة أعطى المتهم صديقه 100 جنيه فقط «يومية» بدلا من 150 جنيها «السعر المتفق»، ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة قام على أثرها المجني عليه باستلال سكينة وأصاب المتهم بجرح في وجهه، فقام الأخير باستلال سكين أيضا وطعن المجني عليه بطعنة في بطنه وتوفى متأثرا بإصابته، ونجح رجال المباحث في القبض على المتهم أثناء هروبه لمحافظة الشرقية.

اعترافات المتهم: «كان هيموتني»

خضع المتهم لجلسة تحقيق، أمام جهات التحقيق لكشف تفاصيل ما دار بينه وبين المجني عليه، وأدلى باعترافات تفصيلية، إذ أوضح أن المجني عليه تعدى عليه في بادئ الأمر، وأصابه في وجهه، مضيفا: «كان هيموتني عشان 50 جنيه». 

أشار إلى أنه اكتشف نفسه يستل سكينًا ويسدد له طعنة نافذة بالبطن، وأمرت جهات التحقيق بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضي المعارضات 15 يومًا، كما أمرت بعرضه على مصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات لبيان تعاطيه مخدرات من عدمه.

العقوبة القانونية

وحول العقوبة القانونية، يقول رامي عبد المنعم المحامي والخبير القانوني، إن المادة 240 من قانون العقوبات، نصت على الآتي: «كل من أحدث بغيره جرحًا أو ضربًا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته، أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين، أو نشأ عنه عاهة مستديمة يستحيل برؤها (شفاؤها) يعاقب بالسجن من 3 سنين إلى 5 سنين، أما إذا كان الضرب أو الجرح صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بأشغال شاقة من 3 إلى 10 سنوات، ويضاعف الحد الأقصى للعقوبات المقررة إذا ارتكب الجريمة، تنفيذا لغرض إرهابي وتكون العقوبة الأشغال الشاقة لمدة لا تقل عن 5 سنين، إذا وقع الفعل من طبيب، بقصد نقل عضو أو جزء منه من إنسان حي إلى آخر، وتكون العقوبة السجن المؤبد إذا نشأ عن الفعل وفاة المجني عليه.

أضاف خلال تصريح خاص لـ«الوطن» أن المادة 241 نصت على كل من أحدث بغيره جرحا أو ضربا نشأ عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية، مدة تزيد على عشرين يوما يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين، أو بغرامة لا تقل عن عشرين جنيها، ولا تجاوز ثلاثمائة جنيه مصري، أما إذا صدر الضرب أو الجرح عن سبق إصرار أو ترصد أو حصل باستعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى فتكون العقوبة الحبس، وتكون العقوبة السجن الذى لا تزيد مدته على خمس سنوات، إذا ارتكب أيا منها تنفيذا لغرض إرهابي، كما قالت المادة 244 من قانون العقوبات، ومن تسبب خطأ في جرح شخص، أو إيذائه، بأن كان ذلك ناشئا عن إهماله، أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تجاوز مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تجاوز ثلاثمائة جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين إذا نشأ عن الإصابة عاهة مستديمة، أو إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالا جسيما بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيا مسكرا أو مخدرا عند ارتكابه الخطأ، الذي نجم عنه الحادث أو تكاسل وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.  

 

 


مواضيع متعلقة