بروفايل| كيم يونج أون.. الزعيم الحديدى

بروفايل| كيم يونج أون.. الزعيم الحديدى
ورث عن أبيه القوة والصمود، فاجتباه، وقرّبه إليه، ونصّبه وريثاً شرعياً لحكم بلاده، رغم أنه الأصغر من بين 3 أبناء.. وقتها سماه شعبه «الوريث العظيم»، فهو الابن الذى استطاع أن يحصل على لقب الوريث الشرعى للحكم رغم صغر سنه، بعد أن استبعد أبوه أشقاءه الكبار من الحكم بسبب تورطهم فى قضايا تزوير وشذوذ جنسى.
على الرغم من أنه لم يتخطَّ عقده الرابع بعد، فإن تاريخ ميلاد الرئيس الشاب كيم يونج أون، رئيس جمهورية كوريا الشمالية، غير معروف حتى الآن. البعض يقول إنه وُلد فى عام 1983 بينما يقول آخرون إنه ولد فى 1984 على أقصى تقدير، ولكن حداثة سنه لم تمنعه من الحصول على مرتبة «دايجانج» فى الجيش الشعبى الكورى التى توازى رتبة «فريق أول» فى الجيوش العربية.
قبل أن يتولى الحكم، نظر إليه المحللون على أنه «طوق نجاة» لنزاعات الجزيرة الكورية، فاعتقد المحللون وقتها أنه سيخلع «عباءة والده» التى اتسمت بالحكم الحديدى طيلة 17 عاماً قضاها فى الحكم، ليمهد لفترة جديدة تنهى نزاعاً دام عقوداً طويلة مع جارته الجنوبية، خاصة أنه اعتلى العرش فى ظل «خمول حالة الحرب» ضد كوريا الجنوبية، وهى حالة الخمول التى نتجت عن وقف الحرب التى اندلعت بينهما عام 1953 دون توقيع اتفاق سلام حتى الآن.
«تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن».. هذا المثل هو أفضل ما يمكن للتعبير عن الحال فى كوريا الشمالية، فالرئيس الشاب الذى كان أملاً فى نظر المحللين لإنهاء عقود من الخلافات، جاء ليشكل حلقة وصل مستمرة تستكمل عهد أبيه الحديدى، بل إن عهده شهد تراجعاً أكبر للحريات، وقمعاً للمعارضين، وصل فى بعض الأحيان إلى قتل المقربين منه لمخالفتهم أوامره، وكان أبرز من وقعوا فى مصيدة «الزعيم الحديدى»، زوج عمته الذى كان يعمل مستشاراً له.
كان إعلان الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية توقيع اتفاق جديد يعزز شروط التعاون العسكرى بين البلدين فى نهاية عام 2013 بمثابة «القشة التى قصمت ظهر البعير» فى علاقاته بأمريكا، فالزعيم الشاب اعتبر أن الخطوة جاءت استعراضاً للقوة.
ولم يتوقف رد فعل «أون» على النقد فقط، وإنما أعلن توقيع أوامر لوضع قواته العسكرية على أهبة الاستعداد، قائلاً إنه «حان الوقت لتسوية الحسابات مع الإمبرياليين الأمريكان». كانت تلك هى «القشة» التى دمرت أى محاولات للتهدئة بين الكوريتين، لتبدأ بعدها سلسلة من المواجهات المباشرة بين «بيونج يانج» و«واشنطن»، بدأت بحرب كلامية، وانتهت باتهامات لـ«واشنطن» بشن هجوم إلكترونى وإسقاط شبكة الإنترنت بأكملها فى بلاده، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فخرج «أون» يصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما صراحة بـ«القرد» لأنه يدعم فيلماً سينمائياً يجسد محاولة اغتيال وهمية لزعيم كوريا الشمالية، فى عمل وصفه «أون» بـ«عمل حربى مباشر».