«هاجر» مريضة ضمور تحقق حلمها في الالتحاق بكلية الطب: خايفة من الكشف الطبي

08:05 م | الجمعة 09 سبتمبر 2022

فرحة كبيرة تعيشها هاجر محمود، طالبة الثانوية العامة المصابة بضمور عضلات، بعد قبولها في كلية الطب بجامعة الإسكندرية، عوضت ما مرت به من صعوبات خلال مشوارها، سواء مع المرض الذي أقعدها على كرسي متحرك، أو مع الثانوية العامة وصعوبتها وهي بهذا الوضع.

تحكي "هاجر"، أنها طالما حلمت بالالتحاق بكلية الطب، ولم تسعها الفرحة عندما قدمت بالفعل أوراقها، لكنها تخشى أن يتعكر صفو هذا الحلم، برفضها بعد الكشف الطبي، نظرا لإعاقتها، وقالت: "تعبت جدا في المذاكرة، وكنت مستحملة عشان عندي هدف ونفسي أحققه، وهو دخول كلية الطب، كل اللي أنا خايفة منه أترفض في الكشف الطبي".

"هاجر": حلم دخول الطب متوقف على الكشف الطبي

تبكي "هاجر" كلما تخليت أن حلم الالتحاق بكلية الطب لن يتحقق: "خايفة المرض يبقى عائق قدام تحقيق حلمي، رغم إنه مكنش عائق قامي خلال سنوات الدراسة والمذاكرة، كنت بسهر وبذاكر وبتحمل ضغوط كتير عشان أجيب المجموع اللي يدخلني طب".

تفوق وإصرار على النجاح.. شعار مشوار طويل خاضته "هاجر"، معتبرة أن مرضها كان دافعا قويا لها للنجاح والتفوق: "مرضي كان سبب إصراري على التفوق، رضيت به ومش معترضة وربنا عوضني بمجموع كبير في الثانوية العامة"، وقالت ابنة محافظة البحيرة إن مرض ضمور العضلات بدأ ينهش في جسدها عندما كانت في المرحلة الابتدائية، لتبدأ رحلة المعاناة في وقت مبكر، إلا أن إرادتها القوية جعلتها تستكمل دراستها دون توقف.

أفراح وزغاريد داخل منزل هاجر

ما زالت "هاجر" تتذكر ازدحام منزلها بالمهنئين لحظة إعلان نتيجة الثانوية العامة، أفراح وزغاريد أطلقها الأهل والجيران عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة، إذ حصلت على مجموع 93% لتجني حصاد اجتهادها طوال العام: "أبويا وأمي هما سبب نجاحي، أنا تعبتهم معايا كتير من وأنا في مرحلة الطفولة والحمدلله ربنا عوضني وعوضهم".

شقيق "هاجر" مريض ضمور عضلات

ويعاني شقيق "هاجر" أيضًا من المرض نفسه، مضيفة أن والديها تحملا كثيرًا من أجل الإنفاق عليها وعلى شقيقها: "كانوا بيشتغلوا في الأرض باليومية علشاني أنا وأخويا، تعبوا وشقيوا كتير واتحملوا ابتلاء ربنا بإصابتي أنا وأخويا بمرض ضمور العضلات".

وعن مذاكرتها أشارت إلى أن والدها كان ينتهي من عمله في الأراضي الزراعية ليعود سريعا لمساندتها في استعمال التابلت الذي كانت تستخدمه في المذاكرة، دون الحاجة إلى الدروس الخصوصية: "كنت معتمدة على التابلت في المذاكرة ومكنتش باخد دروس خصوصية ووقتي كله مذاكرة".

والد "هاجر" الذي عاش معها المعاناة منذ بدايتها، يحكي عن تلك اللحظات بقوله: "كنت بشتغل طول اليوم وبرجع أتابعها هي وأخوها، وأقعد جنبها وهي بتذاكر وأشجعها، ولو كنت أقدر أقدم لها أكتر مكنتش اترددت، والحمد لله فرحان بنجاحها وإنها خدت نصيبها على قد تعبها"، موجها النصح لأولياء الأمور بالاهتمام بأبنائهم: "نفسي فرحتها تكمل وتدخل كلية الطب، وأنا معاها وبساعدها على قد ظروفي".