بريد الوطن.. العلاقة المعقدة بين القمامة وحفلات الزفاف

كتب: رنا حمدي

بريد الوطن.. العلاقة المعقدة بين القمامة وحفلات الزفاف

بريد الوطن.. العلاقة المعقدة بين القمامة وحفلات الزفاف

تبسّمت من تعبير حارس برج سكنى عن ساكن أقام حديثاً فى البرج الذى يقوم بحراسته بأنه غنى وابن ناس وعندما سألته: وكيف عرفت ذلك؟! قال: من قمامته العامرة بما لذ وطاب! وإذا كانت القمامة فى زماننا هذا تحدد مستوى الناس، فإنك ستندهش إذا علمت باحتجاج الوحدة المحلية فى مدينة ديروط الفقيرة على ارتفاع منسوب القمامة بشوارعها الناجم عن استهلاك سكانها، الأمر الذى دفعها إلى إسناد مهمة تجميع القمامة إلى شركات خاصة، تحسباً من أن تغزو أكوام القمامة جميع أركان المدينة وتفسد بيئتها النظيفة‏!!

فكرت فى كلام الحارس وأيقنت أن بين التخمة والجوع حكايات تختصرها القدرة الشرائية للناس، ما يزيد الاستغراب هذا الكم من حفلات الزفاف فتتساءل بينك وبين نفسك: من أين يظهر كل هؤلاء العرسان الذين لا تبقى صالة أفراح أو قاعة مناسبات إلا ويحجزونها لإقامة أعراسهم، فهى ليست أعراساً بسيطة، إنما أعراس زاخرة بالولائم الفاخرة، والطعام اللذيذ، والشراب الألذ، وكلها ذات تكاليف باهظة!

وتتساءل أيضاً: من أين لكل هذه الأسر أن يؤمّنوا تكاليف أعراسهم، إذ لا يقل مجمل هذه التكاليف عن مئات الآلاف من الجنيهات! الأمر يحيرنى فعلاً فى ظل المعاناة والشكوى من مصاريف مرهقة تثير الهم والقلق!

بطبيعة الحال، أنا وأنتم نتساءل عن سر هذا التناقض الغريب العجيب ما بين الشكوى من الغلاء وبين الإقبال على الشراء بشراهة، ربما تأتى الإجابات متعددة، إلا أن القاسم المشترك بين كل الإجابات هو أن كل هذه الظواهر الملفتة للانتباه تستحق الدراسة بعمق!

يوسف القاضى

مدير مدرسة بالمعاش

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة