مأساة "عم صالح" مع الإهمال الطبي.. أجرى عملية جراحية بالخطأ وبترت ساقه

مأساة "عم صالح" مع الإهمال الطبي.. أجرى عملية جراحية بالخطأ وبترت ساقه
تجربة مرضية مريرة وحكاية مأساوية بألوان مختلفة، وطعم واحد مر المذاق تتجسد في العم "صالح كمال"، من أهالي طور سيناء (بالمعاش)، والذي عاش ولا يزال نحو ما يقرب من عامين طريح الفراش لا حول له ولا قوة.
البداية كانت في إصابة نجله الأكبر "أحمد" بسرطان الغدة اللمفاوية واستمر يتلقى العلاج ما يقرب من عام، استنفد العم صالح خلالها كل ما يملك من طاقته المالية، والتي تعدت الـ 200 ألف جنيه، وفي النهاية توفاه الله، وما كان على العم صالح سوى أن صبر واحتسبه عند الله.
ولأن الفراق صعب زادت نسبة السكر عند العم صالح والذي يعانيه وهو في عمر العشرين، تم على إثره بتر بالساق اليمنى بعد أن صرف على علاجها 80 ألف جنيه وتم تركيب جهاز "تعويضي" فما كان من العم صالح سوى أن فوض أمره إلى الله ورضي بقضاء الله وقدره.
وفي أثناء توجه العم صالح من جنوب سيناء إلى القاهرة لضبط الجهاز وإصلاحه، أصيب في حادث سير، أسفر عن كسر في عظم الفخذ بالساق اليسرى السليمة، تم على إثره إجراء عملية جراحية بمستشفى شرم الشيخ الدولي مر عليها الآن ما يقرب من عام وبعد مرور نحو 5 شهور من إجراء العملية بشرم الشيخ ثبت أن العملية تمت خطأ وكان من المفترض تغيير المفصل من البداية.
وأوضح صالح أنه لم يكن هناك أي تواصل بينه وبين الطبيب الذي أجرى له العملية نهائيا.
و"تابع" ونصحني أحد الأصدقاء بأن حالتي الصحية في حاجة إلى مستشفى جامعي فتوجهت إلى مستشفى الحسين الجامعي لما لها من سمعة طيبة في علاج العظام فتم تغيير الشريحة بشريحة أخرى وبعد شهرين من تركيب الشريحة الثانية لم يتم تثبيت العظم وأخبرني الطبيب المعالج بالحسين أنني في احتياج لعملية ثالثة لتركيب شريحة أخرى فما كان على سوى السمع والطاعة لأنني ليس أمامي غيرهم وبالفعل تم إجراء جراحة ثالثة وللأسف فشلت العملية الثالثة بعد يومين من التركيب.
وتوجهت بطلب إلى القوات المسلحة لعلاجي في إحدى مؤسساتها العسكرية على نفقة القوات المسلحة لما لها من خبرات في مجال العظام بعد فشل الحسين الجامعي في علاجي، وللأسف وجهتني إلى إحدى مؤسسات وزارة الصحة وفشلت هذه المؤسسات التابعة لوزارة الصحة في علاجي ولم أجد مفر سوى أن أتوجه إلى طبيب خاص على نفقتي الشخصية بعد أن قمت بعمل قرض من بنك ناصر الاجتماعي على معاشي لإتمام علاجي.
وأضاف صالح أنه بالفعل أجرى عملية جراحية لإزالة أخطاء الأطباء السابقين في مستشفى الحسين الجامعي.
ورفض الطبيب الخاص أن يتقاضى أتعابه تعاطفا معي ومع حالتي الصحية ووعدني بأنني سوف أعود إلى حياتي الطبيعية وأمشي على رجلي بعد تركيب مفصل مناسب لحالتي.
وأكد صالح أن الطبيب الخاص أن كل ما تم لي كان عن طريق الخطأ وكان يجب تداركه منذ البداية بعد أن أنفقت عليها ما يزيد عن 70 ألفا حتى عملية البتر التي تمت في الرجل اليمنى انتقدها الطبيب الخاص رغم أنها تكلفت نحو 80 ألف جنيه.
وأشار صالح أنه في انتظار حتى إجازة نصف العام لإجراء الجراحة، مؤكدًا أن جميع الإشاعات التي أجراها تؤكد خلو مكان المفصل الجديد من أي آثار سابقة أو صديد أو التهابات.
وقال صالح وعينيه مثقلة بالدموع: لقد عشت في جنوب سيناء أكثر من 30 عاما تحملت فيها كل ظروف الحياة الصعبة فضلا عن أنني كنت رئيس فريق الكوارث بالهلال الأحمر، وشاركت في كل النكبات التي وقعت بجنوب سيناء، من حوادث إرهابية، وكوارث طبيعية فترة السيول، وكارثة الطائرة الفرنسية المنكوبة التي وقعت قبيل سواحل شرم الشيخ، وللأسف كل ذلك لم يقدره أحد!!