«حياة كريمة» تنتصر لتمكين المرأة: توفير حرف يدوية وفصول محو أمية وكشف طبي دوري

«حياة كريمة» تنتصر لتمكين المرأة: توفير حرف يدوية وفصول محو أمية وكشف طبي دوري
- حياة كريمة
- تمكين المراة
- التمكين الاقتصادي
- محو الأمية
- المراة الريفية
- حياة كريمة
- تمكين المراة
- التمكين الاقتصادي
- محو الأمية
- المراة الريفية
«المرأة نصف المجتمع».. الشعار الذى أصبح حقيقة فى المبادرة الرئاسية لتطوير الريف «حياة كريمة»، حيث احتلت المرأة جزءاً كبيراً من أولويات عملها، بما قدمته ولا تزال حول كيفية دعمها وإفادتها، سواء كانت مبادرات التمكين الاقتصادى أو الندوات التوعوية المختلفة، وخدمات تنظيم الأسرة، إضافة إلى ورش العمل المتنوعة، وفصول محو الأمية، وأيضاً الكشف الطبى الدورى، لتحسين صحة المرأة لا سيما فى المناطق النائية، فمنذ تم تدشين المبادرة فى 2019، حازت المرأة نصيباً كبيراً من الخدمات، بما عزز من حقوقها وتمكينها اجتماعياً واقتصادياً.
وأطلقت مؤسسة «حياة كريمة»، خلال السنوات الماضية عدداً من المبادرات المختلفة، التى كانت تمثل سنداً حقيقياً للمرأة الريفية، خصوصاً المعيلات والأرامل والمطلقات، فتوفر ورش عمل مهنية للسيدات فى القرى والمحافظات المختلفة، لتعليم السيدات الحرف اليدوية المختلفة، أو تطوير الحرف الموجودة لدى إحداهن، كالحياكة، وتربية الطيور والنول والخياطة، والمشاغل اليدوية لتصنيع السجاد، وغيرها، حتى تمتهنها السيدات بعد ذلك، وتتحول لمصدر دخل، وتختلف الورش فى كل قرية عن غيرها وفقاً للطبيعة وهوية القرية أو المحافظة، فمثلاً المحافظات المعروفة بصيد الأسماك، توفر لأهاليها ورش تعليم تصنيع مراكب الصيد، أو الشباك وغيرها.
وأثرت هذه الورش بشكل ملحوظ فى حياة «أمل أسامة»، ومثلت لها طوق النجاة من الفقر، حيث أصبح المقص والقماش لا يفارقان يدها، فيبدأ يومها باكراً حيث تنتهى من قضاء متطلبات المنزل وبناتها الـ3، ثم تتوجه لماكينة الخياطة، التى أصبحت مصدر الدخل الأساسى لها، وتبدأ فى قص الأقمشة لصنع «ملايات الأسرة»، دون ملل أو كلل، بعد أن عاونتها المبادرة على تعلم حرف الخياطة خلال 6 أشهر، وهى الحرفة التى لم تكن تتخيل أن تتعلمها، وأصبحت مصدر دخل أساسيا.
وتقول «أمل» لـ«الوطن»: «قبل أن تظهر المؤسسة كنت أعانى بشكل كبير من الظروف الاقتصادية الصعبة، ولم تكن إعانتى لبناتى الثلاث بالأمر اليسير، فسوء وضعنا الاقتصادى كان يعيق تلبية عدد من مطالبهن».
وقضت «أمل»، التى تعيش فى منطقة «تل العقارب»، مع المبادرة 6 أشهر، تعلمت خلالها حرفة الخياطة، التى كانت بمثابة الحائط الذى استندت عليه لتتمكن من أن تعول بناتها الـ3، حيث تقول: «مكنتش أعرف يعنى إيه إبرة وفتلة، وعمرى ما تخيلت أنى أعرف أتعلمها فى يوم، وعلمونى كل حاجة فى 6 أشهر، وبقت هى دى مصدر دخلى».
214 ألفاً و509 مواطنين تم محو أميتهم خلال العامين الماضيين
وتحت شعار «حياة كريمة بلا أمية» اهتمت المبادرة بالعمل على توعية المرأة ورفع مستواها الثقافى، بفصول محو الأمية، انطلاقاً من أهمية دور المرأة فى المجتمع وتنشئة الأجيال الجديدة، وبالتالى فإن توعيتها تؤدى إلى توعية الجيل الجديد أيضاً، وبالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، بدأت المؤسسة العمل على تحقيق خطتها الاستراتيجية لإعلان مصر خالية من الأمية قبل 2030، وتم خلال العامين الماضيين محو أمية 214 ألفاً و509 مواطنين، من أصل 279 ألفاً و708 مواطنين مستهدفين، فى 1408 قرى فى 20 محافظة، وفقاً لما جاء فى آخر إحصائيات هيئة تعليم الكبار.
«مي»: تطوعت لمحاربة الأمية وعلشان نفسي أخدم أهل بلدي
ولا تعمل المبادرة على تحقيق هذا الهدف وحده، فإلى جانب تعاون الجهات المعنية المختلفة، شارك أيضاً العديد من المواطنين فى العمل على تحقيق هذا الهدف، فتطوع العديد من أصحاب العلم للمساعدة فى محو أمية أهالى القرى، وكان الإقبال ملحوظاً من السيدات على التطوع فى محو أمية المواطنين، منهم «مى مجاهد»، بهدف تقديم الخدمة لأهالى بلدها.
وتقول لـ«الوطن»: «أنا عايزة أخدم أهل بلدى، وحياة كريمة هى فرصة حقيقية لتحقيق هذا»، فشاركت المؤسسة فى العديد من المبادرات، أبرزها فعاليات «حياة كريمة بلا أمية»، من أجل محو أمية المسنين، إضافة إلى تعليم المتسربين من التعليم، بمختلف فئاتهم العمرية، ويتم ذلك من خلال توفير فصول مخصصة لمحو أمية كبار السن، أما المتسربون من التعليم بمختلف أعمارهم فيتم ذلك فى فصول مجتمعية، يتمكنون من خلالها استكمال تعليمهم، وشاركت فى مساعدتهم على ذلك، وقالت «مى»: إن الفصول تضم أفراداً يختلفون فيما بينهم من حيث العديد من الخصائص الأيديولوجية، ينصتون جميعاً بانتباه لما تلقيه عليهم من علم يضمن لهم فرصة للخروج من ظلمات الجهل إلى نور العلم.
ولم تقتصر تطوعات «مى» مع «حياة كريمة» على محو الأمية فقط، حيث قالت لـ«الوطن»: «نزلت أشارك فى أعمال التطوير فى مختلف المحافظات، وكنت بلف معاهم فى كل المحافظات المستهدفة تقريباً، رحت سوهاج والغربية والبحيرة وأسوان والأقصر وغيرها من محافظات المرحلة الأولى لمساعدة أهالينا فيها».
وتحرص المبادرة على صحة المرأة، وقد استفادت آلاف السيدات من القوافل الطبية للمبادرة، منهم «نورا محمد»، التى قضت أعواماً تعانى الألم، والذى أثر بدوره على سير حياتها اليومية، لا سيما أنها تعيش وحدها بحى الدخيلة بالإسكندرية، حيث قالت لـ«الوطن»: «أعانى من ارتفاع فى ضغط الدم ومرض السكر، ومياه بيضاء على العين، وبيجيلى آلام شديدة فى المرارة، بعانى من كل ده بقالى سنين، وما بقتش عارفة أخدم نفسى كويس زى الأول».
ومدت مؤسسة «حياة كريمة» يد العون للسيدة صاحبة الـ56 عاماً، التى توفى زوجها منذ سنوات طويلة قبل أن يرزقوا بأى أطفال، حيث عاونتها على بدء رحلة العلاج التى كانت من وجهة نظرها مستحيلة، وتقول: «بمجرد ما تواصلت مع المبادرة كانت استجابتهم سريعة، وخدونى من البيت لحد المستشفى وعملت الإشاعات والفحوصات، اللى من خلالها عرفت الأمراض اللى عندى بالتحديد لأنى قبل كدا مكنتش عارفة أنا عندى إيه بالظبط، ولولا تدخلهم كنت هفضل مش عارفة أنا بعانى من إيه».
«نورا»: أنقذتنى بإجراء الفحوصات الطبية حتى العلاج
وأوضحت «نورا» أنه تم إجراء أشعة على الصدر ورنين مغناطيسى على فقرات الظهر والرقبة، التى أوضحت نتائجها الحاجة لعمل عمليتين فى عينها، إضافة إلى عمل عملية فى المرارة، وقالت: «لازم أبقى كويسة علشان أعرف أخدم نفسى.. وأعمل العمليات وأبقى أحسن»، حيث أوضحت أنه منذ وفاة زوجها، لا يبقى أحد فى حياتها غير أختها التى تعيش بالقرب منها، ومن أبنائها، وقالت: «أختى ساكنة جنبى وماليش فى الدنيا غيرها، من وقت للتانى بتعدّى عليّا أو حد من عيالها».
«صفاء»: «البيت بقى أحسن من اللى كنا نحلم بيه وكل الخدمات دخلت عندنا من مياه شرب وكهرباء»
وفى ظل تدخلات مبادرة «سكن كريم»، حظيت «صفاء على محمد»، بمنزل آدمى يصلح للعيش فيه، بعد أن كانت تسكن مع ابنتيها فى منزل، جزء من سقفه من الخوص، والجزء الآخر من الصاج الذى أكله الصدأ، وكانت تعانى الأم صاحبة الـ29 عاماً من الأمطار والصقيع خلال الشتاء، والحرارة الشديدة خلال الصيف، وقالت لـ«الوطن»: «حياة كريمة خبّطت على الباب، وكل حاجة اتغيرت والبيت بقى أحسن من اللى كنا نحلم بيه، وكل الخدمات دخلت عندنا من مياه الشرب إلى الكهرباء، ده غير تجهيز البيت بالفرش النضيف».