خطبة الجمعة الموحدة.. خطة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفوضى

كتب: إسراء سليمان

خطبة الجمعة الموحدة.. خطة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفوضى

خطبة الجمعة الموحدة.. خطة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفوضى

إجراءات عاجلة اتخذتها وزارة الأوقاف بشأن خطبة الجمعة لحقت بحزمة قرارات وإجراءات سابقة تتعلق بشكل الخطبة ومضمونها، آخرها ما أعلنه الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتعميم «الخطبة الموحدة»، موجهًا بعض التنبيهات للأئمة فيما يتعلق بتناول مقدمة الخطبة ومنع ما سماه بـ«السفسطة»، بهدف ضبط المساجد في تلك الفترة من تاريخ الوطن و«ليس فرض الوصاية عليها».

قرار توحيد خطبة الجمعة بجميع مساجد مصر

 الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أصدَر قرارًا بتاريخ 26 يناير 2013 بـ توحيد خطبة الجمعة بجميع مساجد مصر، بناء على خطة دعوية مسبقة تعمم فى بداية كل شهر تشمل أربع خطب متتالية، كما أوضح القطاع الديني بوزارة الأوقاف.

أكّدت وزارة الأوقاف مسئوليتها عن إقامة الجمعة والشعائر بجميع مساجد مصر، وأنَّها ماضية في ضم جميع مساجد مصر إليها، والأولوية في الضم ستكون لأي مسجد لا يلتزم بالخطة الدعوية التي تحددها والمنهج الذي تلتزمه من الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، دون أي توظيف سياسي أو حزبي أو مذهبي أو طائفي للمنبر أو للمسجد.

الالتزام بالخطبة

وزير الأوقاف أوضح أنَّه إذا كان جمهور الفقهاء قد اتفقوا على أنَّ الخطبة لا تنعقد إلا في المسجد الجامع وبإذن من الإمام أو نائبه، فإن القياس والمصلحة يقتضيان الآن جمع الشمل وتوحيد الكلمة والاجتماع على كلمة سواء، لذلك قررت وزارة الأوقاف توحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية في جميع مساجد مصر ابتداءً من الجمعة المقبلة.

ونبهت وزارة الأوقاف على أئمتها بضرورة الالتزام بالخطبة الموحدة؛ حفاظًا على استقرار المساجد وإبعادها عن أي صراعات حزبية أو سياسية أو مذهبية، لذلك اعتمدت الوزارة موضوع الخطبة الموحدة التي تعمم على أئمة الوزارة، وتتناول موضوعًا موحدًا يجرى تناوله في مساجد الوزارة، كما عممت الأذان الموحد، غذ أعلنت الوزارة تفعيله على مئات المساجد في القاهرة والجيزة قبل أيام باستخدام أجهزة لهذا الغرض.

وحسب الإجراءات التي اتخذتها وزارة الأوقاف فإن مدة الخطبة لابد أن تكون محددة لاسيما منذ انتشار فيروس كورونا المستجد وإعادة فتح المساجد، وعلى أئمتها الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على 10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعًاة للظروف الراهنة.

إجراءات التطبيق

ويأتي إجراء تطبيق الخطبة الموحدة ملزمًا لكل الأئمة، إذ وجّه وزير الأوقاف رسالة مهمة لكل خطيب أو إمام تضمنت تغيير التنميط في مقدمة الخطبة، موضحًا أنَّه شاع في العقود الماضية لدى بعض الخطباء، الوقوع في تنميط المقدمات والخواتيم، إذ كان الخطيب يسرد في مقدمة خطبته معظم آيات التقوى في القرآن الكريم، لتكون أشبه بالمقدمة الثابتة لكل خطبة، بغض النظر عن موضوعها، «غير مدرك أن الأمر بالتقوى، ليس شرطًا أن يكون في المقدمة، ولا يستوجب بالضرورة سرد جميع آيات التقوى أو معظمها أو بعضها، فكل أمر بخير هو أمر بالتقوى، وكل نهي عن شر فهو أمر بالتقوى أيضًا» على حد زعمه.

وطالب وزير الأوقاف بالبعد عن ما وصفه بـ«السفسطة» قائلًا إنَّ «الذي ننشده في بناء الخطبة، هو تكامل أركانها، وتعاضد أجزائها، مقدمة وموضوعًا وخاتمة، ووضوح هدفها ورسالتها، وإيجاز وقتها، وسلامة عباراتها، وبعدها عن أي لون من ألوان الجدل أو السفسطة».


مواضيع متعلقة