حكاية 4 ساعات تحت الأنقاض.. «منى» ضحية انهيار منزلها بعد إهمال «7 سنوات»

كتب: كريم عثمان

حكاية 4 ساعات تحت الأنقاض.. «منى» ضحية انهيار منزلها بعد إهمال «7 سنوات»

حكاية 4 ساعات تحت الأنقاض.. «منى» ضحية انهيار منزلها بعد إهمال «7 سنوات»

أصوات الدعوات تتعالى، الأيادي ترفع إلى السماء، ومناجاة الحاضرين لربهم لا تتوقف، الجميع يقف على أطراف أصابعه، تتعلق أنظارهم بمبنى منهار، حطام البيت منتشرة في أرجاء الشارع، ورائحة الدفء انهارت بسقوطه، ملابس السكان وأمتعتهم أصبحت عرضة للجيران، لكنهم فضلوا الهرب والنجاة بأنفسهم مهما بلغت الخسائر، إلا واحدة، لم تتمكن من الفرار، وحُبست تحت الجدران، الجميع ينتظر خروجها، لكنها لم تفلت بجسدها، وظلت حبيسة حطام العقار المنهار، في شارع البرنسيسات بمنطقة كرموز غربي بمحافظة الإسكندرية.

4 ساعات كاملة أمام المنزل المنهار جزئيًا، ظلت خلالها «منى»، البالغة من العمر 13 عاما تحت الأنقاض على قيد الحياة، الجميع يدعو أن تخرج سالمة، وقوات الإنقاذ تعمل على قدم وساق تسابق الزمن لإنقاذ الفتاة، طوال 240 دقيقة من العمل الشاق.

حكاية 4 ساعات تحت الأنقاض

في تمام الخامسة مساء أمس، قطع انهيار سقف عقار هدوء شارع البرنسيسات، المتفرع من ابن طولون، الحادث أفجع الجميع وهرعوا خيث مصدر الصوت، سكان المنزل جميعهم خرجوا بسلام، عدا «منى» ابنة جارهم عبدالعظيم مصطفى، التي ظلت تحت أنقاض المنزل وطوابقه الأربعة.

انهار سقف المنزل من الطابق الثالث حتى الأولى العلوى على رأس «منى»، التي كانت نائمة على سريرها، ورغم ذلك قاومت وصرخت طلبا للنجاة، قوات الحماية المدنية وسيارة الإسعاف كانوا حاضرين في موقع انهيار العقار، وبدأت أعمال رفع أنقاض العقار لإنقاذ «منى» التي ما زالت آنذاك على قيد الحياة.

صوت صراخ الطفلة من تحت الأنقاض كان يتردد بين السقفين المنهارين ويدمي القلوب، الحضور يحاولون طمأنتها، «اثبتي يا منى، هنخرجك إن شاء الله، متخافيش هتطلعي»، بينما تواصل قوات الحماية المدنية رفع الأنقاض، لكن جهودها لم تنتهي بإنقاذ منى كما خطط وحلم الجميع.

بعد ساعات بدأ صوت الفتاة يهدأ رويدا رويدا، حتى اختفى تماما، وحين انتهى رفع الأنقاض من فوقها، كان كل شيء انتهى، لقيت «منى» مصرعها بعد أن خارت قواها، لم تتحمل الجوع والعطش والرعب والظلام، اجتمعت عليها الظروف السيئة وفتكت بها، لتلاقي ربها بعد معافرة لساعات. 

غرفة عمليات حي غرب الإسكندرية وقسم شرطة كرموز، تلقيا بلاغًا يفيد سقوط أجزاء من العقار، وبالانتقال والمعاينة تبيّن سقوط سقف غرفة بالطابق الثالث حتى الطابق الأول علوي، ما أسفر عن مصرع طفلة عمرها 13 عامًا، ونقل جثمانها إلى المشرحة.

قراران لم يُنفذا

سحر شعبان، رئيس حي غرب الإسكندرية، أوضحت أنّ العقار صادر له قرار بترميم طابقين وإزالة طابقين منذ العام 2015 لكنه لم ينفذ، وتحرر محضر بقسم شرطة كرموز، وجار العرض على النيابة العامة للتحقيق.

وعن كيفية بقاء الفتاة لساعات تحت الأنقاض على قيد الحياة، علّق الدكتور حسني سلامة، أستاذ المناعة والطب العام، قائلًا إنّ نجاة الشخص الواقع تحت الأنقاض تعتمد بالأساس على ما يحدث لحظة وقوع الانهيار، وموقع الضحية من السقوط.

وأضاف لـ«الوطن»، أنّ المكوث تحت الأنقاض لوقت طويل في مساحة ضيّقة، يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة ثاني أكسيد الكربون، ما قد يؤدي إلى الاختناق حال وصوله إلى مستويات عالية. 


مواضيع متعلقة