عماد عبدالحليم.. طائر الفن الحزين الذي تبناه العندليب الأسمر

كتب: هبة أمين

عماد عبدالحليم.. طائر الفن الحزين الذي تبناه العندليب الأسمر

عماد عبدالحليم.. طائر الفن الحزين الذي تبناه العندليب الأسمر

«جينا يا دنيا ليه وفين رايحين مدام إنتِ بتقسي على العاشقين.. خليكِ يا دنيا دموع في دموع.. هو إنتِ يا دنيا ضحكتِ لمين؟»، كلمات تغنى بها عماد عبدالحليم، في ثمانينيات القرن الماضي من خلال أغنية حظي معاكِ يا دنيا كده، والتي كانت تجسيدًا وملخصًا لحياة هذا الشاب الذي غادر الدنيا عن عمر ناهز الـ35 عامًا يوم 20 أغسطس عام 1995.

«أنا حظي كده مكتوب لي أعيش الناس والدنيا مترحمنيش.. أنده على الحب ميسمعنيش ولا حتى لصوتي سمعت صدى»، يوم 4 فبراير عام 1960 جاءت ولادة الطفل عماد لأسرة تتكون من عدد من الأشقاء، ينتمي بعضهم للوسط الفني أبرزهم والده الملحن علي سليمان، وشقيقه الموسيقار محمد علي سليمان والد الفنانة أنغام.

27 عامًا على وفاة عماد عبدالحليم

تسلل حب الفن إلى قلب الطفل الصغير، الذي تبين مع الأيام امتلاكه لخامة صوت تخطف الآذان، ظهر جليًا خلال ترديده بعض آيات من القرآن، وقبل أن يكمل الثانية عشر من عمره بدأ الغناء في بعض الحفلات والأفراح بمسقط رأسه بمحافظة الأسكندرية.

صدفة وضعته وجهًا لوجه أمام عبدالحليم حافظ

«ليه في الأحزان تفتكريني وفي عِز الفرحة تنسيني.. وارسم لك ضحكة تبكيني وتخليني مش عارف غير لليأس طريق ولا شايف غير للحزن صديق.. ولا قادر أهرب من ده وده»، يشاء القدر أن يكون عماد علي سليمان بصحبة والده الملحن، ضمن الحضور في أحد الأفراح بالأسكندرية، والتي جاء إليها عبدالحليم حافظ، ويحصل اللقاء بين نجم ساطع في سماء الفن، وطفل صغير لم يتلمس خطواته الفنية بعد.

يقوم الصغير بالغناء أمام العندليب الأسمر الذي يُفتتن بصوته، وينزل الله الحب في  قلبه، ولم يقرر فقط التبني الفني لهذا الطفل الموهوب، ولكن منحه اسمه ليصبح عماد عبدالحليم، كأنها تحقيق لحلم الأبوة الذي لم يتم في الواقع، وإعادة الزمن للوراء عندما كان عبدالحليم شبانة في بداية خطواته ويقرر حافظ عبدالوهاب تبنيه فنيًا ويمنحه اسمه ليكون شرارة انطلاق موهبة خالدة اسمها عبدالحليم حافظ.

في إحدى الحفلات يقف الصغير عماد عبدالحليم، منتشيًا يغني ويُطرب كل من حوله، ينتزع التصفيق الحار والصراخ من الجمهور، وتبدأ الصحف في الكتابة ويبدأ الناس في التهامس والإشارة إلى أن هذا الشبل الصغير ابن حقيقي لـ عبدالحليم حافظ، ويسارع الأخير بنفي الأمر وتأكيده «لو عندي ابن زي عماد أخبيه ليه؟»، وذلك بحسب تصريحات تليفزيونية سابقة.

طاردته الشائعات في حياته وبعد وفاته

«أنا مين مش عارف أبقى أنا مين.. أنا جرح ويأس وقلب حزين.. مش عارف أبكي على امبارح ولا سنيين عمري الجايين»، لم تكتمل فرحة عماد عبدالحليم بالنجاح الذي قد بدأ يحيط به، مع وفاة أبيه الروحي العندليب الأسمر عام 1977، ويصبح الحزن رفيق دربه ومشواره في الفن والحياة، وأصبحت تقاسيم وجهه تنم عن حزن أصبح ساكنًا في القلب والضلوع.

عدد من الأغنيات قدمها عماد عبدالحليم، غلب طابع الشجن عليها كأنها أصبحت تناسب هذا الجسد النحيل والقلب العليل منها «مهما خدتني المدن، على عيني، في القلب جرح، يتيم صادني الهوى، بعدين وياكي»، بخلاف أغنيات الفتي الأسمر عبدالحليم حافظ التي كان يحملها أينما حّل في أي مكان.

«ليه فيكِ الحب يا دنيا عذاب.. ليه أبني أمل وألاقيه كداب.. ليه كلمة ليه مش لاقية جواب.. ما تردي يا دنيا بأي نِدا»، لم يكشف عماد عبدالحليم طيلة حياته عن وقوعه في الحب، ولكن حاوطته شائعات ارتباطه بإحدى الفنانات التي تكبره بنحو 30 عامًا، ولكنها نفت الأمر، وأكد شقيقه محمد علي سليمان كلامها، في تصريحات صحفية، وتأكيده أن «عماد» قبل وفاته بأيام كان على وشك الارتباط بفتاة من خارج الوسط الفني وهى شقيقة صديق له.

«ليه حظي معاكي يا دنيا كده.. ليه أتوه وياكي يا دنيا كده» وفاة عماد عبدالحليم، سيطرت على كل عشاقه ومحبيه في مصر والوطن العربي، وهل إذا ما كانت وفاته جاءت بشكل طبيعي جراء أزمة قلبية حادة أم بسبب شيء أخر؟، تساؤلات كثيرة لم تلق إجابة محددة في ظل اختلاف الروايات، ولكن بقيت الحقيقة الواحدة أنه رغم مشواره الفني القصير، إلا أنه أصبح أحد أشهر أيقونات الطرب الأصيل.

 


مواضيع متعلقة