صناعة الجريد تقاوم غبار الزمن.. «المنشاوي» لا يعرف غيرها ويحلم بإحياء المهنة

صناعة الجريد تقاوم غبار الزمن.. «المنشاوي» لا يعرف غيرها ويحلم بإحياء المهنة
- سوهاج
- مهن سوهاج
- حرف يدوية
- صناعة الجريد
- معارض الحرف التراثية
- جريد النخل
- سوهاج
- مهن سوهاج
- حرف يدوية
- صناعة الجريد
- معارض الحرف التراثية
- جريد النخل
رغم مساهمة التطور والتقدم التكنولوجي، في خدمة البشرية بصورة كبيرة، إلا أنه أكل في طريقه مهنا وحرفا تراثية، ظلت تتناقل بين الأجيال قرونا من الزمن، من بينها حرفة «القفاص»، الذي سخر جريد النخل قديما، لتوفير كل احتياجات المنزل وتأثيثه، لكن تغيرت الأحوال وتعددت البدائل، وبدأ العزوف تدريجيا عن تلك المنتجات، ليتبدل حال المهنة تماما، ويتراكم عليها غبار الزمن.
صناعة الجريد تنازع الموت
«مهنتنا قديمة أوشكت على الانتهاء، رغم أننا كنا مش قادرين نلاقي وقت من كتر الشغل»، بتلك الكلمات يبكي أبو الحميد المنشاوي، أحد صانعي الأقفاص ومنتجات جريد النخل في مركز المنشأة في محافظة سوهاج، حال مهنته التي باتت في مهب ريح تهددها بالاندثار، متابعا: «كنا نصنع السراير والكراسي والتربيزات من جريد النخل، لكن الآن أصبحت هذه الأشياء تصنع من الأخشاب والبلاستيك والمعادن».
يقول المنشاوي لـ«الوطن»، إن انتشار استخدم بدائل مصنوعات جريد النخيل، مثل الكراتين والبلاستيك والأخشاب، أدى إلى عدم الإقبال على الأقفاص والكراسي، والعزوف تماما عن كل منتجات الجريد، موضحا أن التراجع الشديد الذي ضرب مهنته التي توارثها عن أبيه وأجداده، دفعه إلى عدم الاهتمام بتعليم ابنه تلك الحرفة.
ارتفاع أسعار جريد النخيل
رغم ضعف الإقبال وقلة الإنتاج، إلا أن المنشاوي، يشير إلى أوضاعا أخرى زادت أوجاع مهنته وقللت هامش الربح المتراجع بالأساس، منها ارتفاع أسعار جريد النخل بحكم متغيرات الزمن ودخوله في صناعات أخرى، إضافة إلى تكلفة نقله، ليصبح العمل في مهنة الآباء والأجداد، لا يحقق ما اعتاد وعاش عليه، لكن في الوقت ذاته، لا مفر أمامه سوى مواصلة العمل: «ما أعرفش أشتغل حاجة غيرها».
أدوات بسيطة وبدائية للغاية، كل ما يعتمد عليه الرجل في ممارسة عمله، دون تدخل من أي آلات أو معدات: «حرفتنا يدوية 100%، ولا مش بنستخدم غير الساطور لتقطيع الجريد، والسكين لتقشير الزعف، الجريد، والخرامة لفتح قوايم الجريد».
إعادة إحياء تراث تشكيل جريد النخل
يتمنى «المنشاوي»، أن تقام معارض معارض متخصصة، تضم جميع «القفاصين»، والبارعين في فن تشكيل جريد النخيل، أسوة بباقي المهن والحرف اليدوية، مثل: «النول، والتلي والمكرمية، والكورشيه، وتنظيم ورش تدريب، وعمل دعاية وتسويق لكل ما يتم عمله، وإنتاجه لإعادة إحياء هذا التراث».