شروط الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء أوقات العمل.. «الإفتاء» توضح

كتب: محمد إبراهيم

شروط الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء أوقات العمل.. «الإفتاء» توضح

شروط الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء أوقات العمل.. «الإفتاء» توضح

ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على الإنترنت سؤالًا يقول صاحبه ما حكم الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء أوقات العمل وما شروط ذلك، حكم الإسلام فيمن يشغل إذاعة القرآن الكريم ولا ينصت ولا يستمع إليه ينشغل بالحديث.

وقالت دار الإفتاء إنَّ القرآن الكريم كلام الله وهو الحق المبين، ولا يحيط بما فيه إلا الله، ولا يمكن لمخلوق أن يحيط ببعض ما فيه ولا يدرك دقائق معاينه، لكن الله أكرم الإنسان بأن خاطبه بكلامه تعالى وبلسان بني آدم؛ لكي يعلمه أصول الحقائق ويفتح أمام عقله آفاق التفكير والنظر؛ والله يقول عن كتابه: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾.

وأوضحت أنَّ المولى عز وجل أمر المسلمين بأن يتدبر آيات كتابه و قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وكما أرشد الله تعالى بتدبر آيات كتابه ذكر تعالى أن القرآن: ﴿بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ﴾، وقد أمر الله تعالى بالإنصات عند تلاوته وذلك إعظامًا له واحترامًا، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ .

آداب الاستماع إلى القرآن الكريم

وأضافت الدار، أنَّ من آداب الاستماع للقرآن الإنصات إلى الآيات التي تتلى وفهم معانيها، والتأثر أيضًا من آيات الزجر، والانشراح لآيات الرحمة وما ينتظر المؤمن من ثواب عظيم أعده الله للمتقين من عباده؛ وذلك امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.والواجب أن يلتزم السامعون للقرآن الذي يتلى عليهم في الراديو أو أي وسيلة حديثة هذه الآداب، وألا يشغلوا أنفسهم بأحاديث تبعدهم عن الإنصات للقرآن وفهم معانيه.

شروط الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء أوقات العمل

وتابعت أنَّ القرآن الكريم ليس في قراءته وسماعه ضرر، بل هو نور وهداية ورحمة لجميع الخلق بما في ذلك الإنس والجن والسماوات والأرض والشجر والدواب؛ لأن كل شيء يسبح بحمده؛ قال تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾.

وأشارت إلى أنَّ قراءة القرآن في أي مكان طاهر محترم لا حرج فيها مطلقًا إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله سبحانه وتعالى أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته؛ ويدل على ذلك إطلاق قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ ، وإطلاق قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۞ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾، وقال عبدالجبار بن أحمد في «فوائد القرآن» كما نقله عنه الإمام القرطبي في تفسيره: «إن المشركين كانوا يكثرون اللغط والشغب عنادًا لكي يصرفوا الناس عن الاستماع لتلاوة القرآن».

واختتمت دار الإفتاء حديثها بأنَّه إذا قام بعض المسلمين بتشغيل القرآن الكريم أثناء عملهم وانشغالهم بهذا العمل دون أن يتعمدوا الانصراف عن الاستماع أو صرف المستمعين عن الاستماع فلا مانع شرعًا من ذلك.


مواضيع متعلقة