حكايات صيادي البرلس عن رحلات البحر الليلية: كلها رزق وساعات بتقلب بنكد

كتب: خير الله فؤاد

حكايات صيادي البرلس عن رحلات البحر الليلية: كلها رزق وساعات بتقلب بنكد

حكايات صيادي البرلس عن رحلات البحر الليلية: كلها رزق وساعات بتقلب بنكد

شدوا رحالهم قاصدين رب كريم، تركوا كل ما لديهم في قراهم الصغيرة باحثين عن أرزاقهم في وسط البحر، اعتاد صيادو البرلس أن يودعوا أسرهم ويرحلوا على متن مراكب صيد بمياه البحر المتوسط، في رحلات رزق قد تستغرق شهراً أو يزيد، متحملين درجات الحرارة المرتفعة في الصيف والأمواج العاتية في الشتاء، أملاً في العودة برزق لأبنائهم بمهنة أجدادهم، التي لا يعرفون غيرها في كفر الشيخ.

أسرار وحكايات رحلات الصيد

يروي محمود صابر، صياد من أبناء البرلس بمحافظة كفر الشيخ، أنهم يذهبون بمراكب الصيد يحملون شباكهم على مراكبهم ويسيرون طيلة يوم أو أكثر حتى يصلون إلى مناطق تجمع الأسماك داخل مياه البحر الأبيض المتوسط، قد يكون سبب ذلك عمقها أو لضعف تيارات المياه بها.

تبدأ مهمة الصيد حسب "صابر"، بتهدئة سير المركب بالبحر، ثم رمي شباك الصيد أو الحظ كما يطلقون عليها لتمر عقب ذلك المركب وسط الشباك الكبير والتي يوجد بها "تقل حديدي" لتنزل للعمق ثم الضرب بقطع خشبية طويلة حتى يفزع السمك هرباً؛ ليقع في فخ الشباك المنصوبة ويكون صيدًا ثمينا.

قصص وحكايات في الليل المظلم

يحكي صابر، أن الصيد يكون أكثر في أوقات الظلام الحالك بالأوقات المتأخرة من الليل، ومعها تكون الأسماك أقل للرؤية وتقع في فخ الشباك سريعاً، لأنواع القاروص، واللوط، وموسى، والكابوريا، والبوري البحري، والحبار، والجمبري، وغيرها من أنواع الأسماك البحرية من خيرات الله في البحر.

حكايات البحر.. رزق وخير ووداع للأحباب 

يحكي سلامة سالم، صياد من أبناء البرلس، أن الليل الطويل داخل مياه البحر المتوسط، يتحول إلى أمسيات يرون فيها قصصًا من الطفولة: "كنا نلعب ونذهب للصيد مع والدي على مراكب صيد لليوم الواحد؛ لنتعلم طرق الصيد وننزع من قلوبنا هيبة البحر، وتارة أخرى نحكي قصصًا عن البحر وأمواجه المتقلبة، التي أحيانا تعرض بعض مراكبنا للغرق وخلال هذه الحوادث نفقد أصدقائنا دون أن نودعهم".

ويشير حمدي شرابي، رئيس جمعية الصيد الآلي بالبرلس، لـ الوطن، إلى أن سكان قرى ومدن الساحل المطلة على مياه البحر المتوسط، أغلبهم يعملون في مهنة الصيد، ولذا يبحثون عن رزقهم داخل مياه البحر هم وأبنائهم؛ سعياً منهم للرزق، لكن البحر بقدر ما به من رزق وخير وفير، بقدر ما يترك ألمًا وأثرًا في قلوبنا لمن رحلوا عن عالمنا غرقاً.


مواضيع متعلقة