3 أسباب ستدفع أسعار الغذاء إلى التراجع قريبا.. أبرزها الركود

3 أسباب ستدفع أسعار الغذاء إلى التراجع قريبا.. أبرزها الركود
تستعد الأسواق العالمية والمحلية لاستقبال انخفاضات مرتقبة في أسعار السلع الغذائية الأساسية، بعد موجة من الطفرات الصعودية ألهبتها معدلات التضخم الحادة، واستكملتها الحرب الروسية الأوكرانية.
ووفقا لمؤشرات أسعار السلع الغذائية، فإن الفترة المقبلة قد تشهد تراجعا في أسعار بعض السلع، في الوقت الذي بدأت أسعار سلع استراتيجية على رأسها القمح في التراجع الفعلي بشكل ملحوظ.
التضخم والركود والاتفاق الروسي الأوكراني
تسببت عدة عوامل في التراجع الحالي والمرتقب للسلع، يمكن حصرها في 3 عوامل رئيسية، أهمها زيادة موجة التضخم العالمية التي أدت بدورها لظهور العامل الثاني، الممثل في زيادة التوقعات بحدوث ركود اقتصادي على المستوى العالمي، وهو ما تمثل في تراجع الطلب، وانخفاض إنفاق المستهلكين في العديد من الاقتصادات، ومنها الاقتصاد الأمريكي.
وتشير توقعات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أكبر انخفاض في الطلب العالمي منذ سنوات، حيث أدى ارتفاع التضخم إلى إضعاف الطلب، أما العامل الثالث يتركز في الاتفاق الروسي الأوكراني من انفراجة في شحنات الحبوب، إذ يعتبر البلدان «سلة الخبز» العالمي، ما يجعل من الإفراج عن الشحنات الجديدة والمستقبلية أمرا حاسما في المعروض العالمي من السلع الغذائية الأساسية.
بحسب أحدث بيانات بورصة السلع، فقد تراجع سعر القمح إلى 7.6 دولارات للبوشل (27 كيلو تقريبا) في تعاملات اليوم، مقارنة بـ8.5 دولارات للبوشل في تعاملات 11 يوليو الماضي، لتكون بذلك متراجعة عن مستويات ما قبل الحرب الروسية.
وجاء التراجع الكبير كنتيجة تلقائية للاتفاق الروسي الأوكراني، والذي سمح باستئناف شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود الأوكرانية للمرة الأولى منذ 24 فبراير الماضي. وفقا للاتفاق فقد تم إنشاء ممرات تجارية آمنة، ما قد يؤدي في النهاية إلى فتح قنوات لتصدير نحو 20 مليون من الحبوب الأوكرانية المكدسة.
بحسب منصة «تريدينج إيكونوميكس» فقد انخفضت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو إلى 7.6 دولار خلال أغسطس، مقتربة من أدنى مستوى لها في ستة أشهر عند 7.5 دولار في وقت سابق من الشهر.
ضمن القائمة جاء أيضا فول الصويا، الذي تراجع عقوده إلى أقل من 16 دولارًا للبوشل، متراجعة من أعلى مستوى في خمسة أسابيع عند 16.7 دولارًا في 29 يوليو، وهو التراجع الذي ارتبط بانخفاضات السلع الزراعية بعد استئناف شحنات الحبوب والأسمدة من مواني أوكرانيا على البحر الأسود، الأمر ذاته ينطبق على سلع غذائية أخرى منها زيوت النخيل والزيوت النباتية، والبن والشاي، التي شهدت تراجعا أو ثباتا على الأقل لبعض السلع، مع توقعات بالمزيد من التراجعات الفترة المقبلة.
التراجع الحاد في أسعار الغذاء انعكس في مؤشر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، لأسعار الغذاء التي تراجع بنسبة 8.6% على أساس شهري وهو أكبر انخفاض منذ أكتوبر 2018.