رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة: غزو روسيا وحد أوروبا وأعاد تفعيل الناتو

رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة: غزو روسيا وحد أوروبا وأعاد تفعيل الناتو
قالت يوليا تيموشينكو، رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة، إن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ فبراير الماضي، كان هدفها إعادة رسم خريطة أوروبا، وقد فشل هذا الهدف، ولكن على حساب آلاف القتلى، من الجنود والمدنيين الأوكرانيين، والجنود الروس العاديين أيضًا، فقد تم خداعهم ولم يتم إخبارهم بالحقيقة.
تداعيات غير مقصودة للغزو الروسي
وأضافت تيموشينكو، في مقال لها بمجلة «إيكونومست» البريطانية، أن الحرب كان لها تداعيات غير مقصودة على أوروبا، فقد ساعد الغزو الروسي على إعادة تفعيل الناتو وأعطى أوروبا سببًا للتوحد، ومن ناحية أخرى، منحت تصرفات روسيا تلك الوحدة الأوروبية إحساسًا عميقًا بالهدف الأخلاقي، وفي سياق الحشد من أجل حرية أوكرانيا، وفي تحدي لروسيا، ألقى الاتحاد الأوروبي عقدين من الشك والضيق السياسي، من خلال جعل أوكرانيا مرشحًا للعضوية
وجود «مناطق رمادية» في أوروبا غير ممكن
وأضافت رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة، أنه يجب الاتفاق على مبادئ معينة للأمن، منها أنه لم يعد من الممكن وجود «مناطق رمادية» في أوروبا، وهي دول أو مناطق تقع بشكل غير مريح بين مناطق النفوذ، فقد اختفت هذه المناطق فعليًا في 24 فبراير الماضي، حيث ظهر قرار فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو، لأن المناطق الرمادية تدعو ببساطة روسيا للعدوان، وكذلك الحال بالنسبة إلى «المناطق العازلة» و«الجسور» التي فضلها الدبلوماسيون خلال الحرب الباردة، فإن جميع تلك المناطق تخلق فراغًا أمنيًا يمكن للأنظمة الاستبدادية أن تستغله، تشكل مخاطرها درسًا لكل من أوروبا ومناطق أخرى من العالم، ولا سيما منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
لا أحد بأمان حتى يصبح الجميع آمنين
وأوضحت أن ثاني المباديء الاساسية للأمن، وطالبت جميع الأوروبيين باعتناقه هو أنه: «لا أحد بأمان حتى يصبح الجميع آمنين»، مؤكدة أن جميع البلدان تحتاج إلى الأمن عندما يتعلق الأمر بالدفاع والطاقة والغذاء والحق في اتخاذ خياراتها الخاصة فيما يتعلق بها، ولا يجوز لأي دولة أن تمارس حق النقض في المحافل الدولية على خيارات الآخرين في هذه المجالات.
وأشار تيموشينكو، إلى أن سنوات المفاوضات العقيمة والفاشلة منذ عام 2014، وأكثر من خمسة أشهر من أسوأ قتال شهدته أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يمكن معالجة أمن أوكرانيا من فراغ، فحماية سيادة أوكرانيا هي مصدر قلق عالمي، ويجب علينا اغتنام هذه اللحظة والدعوة إلى اتفاقيات جديدة تعكس وتعزز إجماعًا جديدًا على حرمة الحدود الوطنية، وتشارك في تلك الاتفاقات جميع القوى الكبرى في العالم، بما في ذلك الصين، فنحن في أوكرانيا نخوض حربًا من أجل أوروبا، وهذا يوفر فرصة تاريخية للعالم لمعالجة المنظومات الأمنية المتهالكة التي من المفترض أن تدعم السلام.