«البصل مش بس للأكل».. تصدير للخارج وباب رزق لآلاف طول العام بالفيوم (صور)

كتب: أسماء أبو السعود

«البصل مش بس للأكل».. تصدير للخارج وباب رزق لآلاف طول العام بالفيوم (صور)

«البصل مش بس للأكل».. تصدير للخارج وباب رزق لآلاف طول العام بالفيوم (صور)

تنتشر العشرات من السيدات في حقول البصل بمحافظة الفيوم، تقودهن إحداهن والتي يطلق عليها «رئيسة العمال»، فيخترقن التربة بأيديهن الناعمة ليخرجن البصل منها، ثم يقطعن العروش الزائدة عنها ويتركنه في أكوام.

وعقب الانتهاء من حصاد المساحة كاملةً يبدأن في إزالة الزوائد وتعبئة البصل في أجولة قبل أن يذهب إلى محطة التصدير، والتي يعمل من فيها كخلية نحل في الفرز والتعبئة، تمهيداً لتصديره لمختلف أنحاء العالم، حيث تنتشر مئات السيدات داخل المحطة للعمل في المراحل المختلفة لفرزه وتعبئته على مدار ثماني ساعات، ثم يغادرن لتأتي مجموعة أخرى وتبدأ العمل.

الفدان يحتاج 45 عاملا وعاملة

وقال أبو محمد قرني لـ«الوطن»، أنّه يبدأ زراعة محصول البصل في شهر نوفمبر، ثم حصاده في شهر مايو، موضحاً أنّ الفدان الواحد ينتج ما بين 15 إلى 20 طن بصل، ويحتاج إلى 45 عاملا وعاملة في التقليع، ومعظمهن من السيدات.

السيدات تعمل تحت رئاسة إحداهن

ونبّه إلى أنّ السيدات يتم إحضارهن بواسطة رئيسة العمال التي تكون مسؤولة عن قرابة 20 سيدة، بينما تعمل هي معهن وتشرف عليهن لإنجاز حصاد البصل سريعاً، حيث يتم تقليع البصل من الأرض وقرمه «إزالة الزوائد» وتعبئته، ثم يتم تحميله على السيارات ويرسل لمحطات التصدير، أو أسواق الجملة.

أكبر محطات تصدير البصل

وفي قرية قصر بياض بنطاق مركز أبشواي بمحافظة الفيوم، تقبع أحد أكبر محطات تصدير البصل، التي توفر مئات فرص العمل لسيدات وشباب القرية والقرى المجاورة، فهنا من تفرز البصل، وهناك من تعبأه، وأخرى تنقله إلى الماكينات التي تقوم بوزنه وتغليفه، وأخريات يعملن في تخزين البصل بطريقة صحيحة حتى يظل العمل مستمراً طوال العام دون أن يفسد البصل.

تصدير البصل لمختلف أنحاء العالم

وقال المهندس جمال بياض، مالك المحطة، إنّه أسس محطة تصدير البصل في الثمانينيات من القرن الماضي، وهي الوحيدة في الفيوم، وبين أكبر محطات تصدير البصل في مصر، موضحاً أنّه يقوم بتصدير البصل إلى مختلف أنحاء العالم، سواء الدول العربية أو الأجنبية، حتى أصبح البصل الخاص به شهيراً في كل مكان، مؤكداً أنّه يمتلك مزارع خاصة به تنتج البصل الذي يريده للتصدير.

يوفر آلاف فرص العمل طوال العام

وأشار في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنّ البصل هو أكثر منتج يحتاج إلى أيد عاملة لذا يوفر آلاف فرص العمل سواء في الحقول أو داخل محطة التصدير، موضحاً أنّه لديه 1000 عامل يومية، و30 آخرين عمالة ثابتة، معظمهن من السيدات والفتيات نظراً لكونهن أدق في العمل وأكثر حرصاً عليه.

محصول البصل أورجانيك تماماً

وأضاف أنّه يقوم بتصدير البصل لمختلف أنحاء العالم، مثل أمريكا، وكندا، وألمانيا، وهولندا، مشيرا إلى أن هيئة سلامة الغذاء والحجر السعودي زارت محطة التصدير مؤخرا.

وأوضح أن طلبات كل دولة من البصل تختلف عن أخرى، فهناك من تطلب البصل الأبيض وهناك من يطلب الأحمر، كما يختلف المقاس الذي تطلبه كل دولة، موضحاً أنّ مقاس البصل من 30 سم وحتى 100 سم وكل دولة لها طلب مختلف، مؤكدا أنّ البصل يكون «أورجانيك» وخال من المبيدات والأمراض تماماً.

زراعة مربحة حال توافر الأسمدة

وأوضح، أنّ زراعة البصل مربحة للمزارعين، لكن الأزمة الوحيدة تكمن في زيادة أسعار الأسمدة، موضحاً أنّه يعمل على مدار العام في التصدير، وما يتبقى من التصدير يتم تعبئته وطرحه في الأسواق المحلية وبيعه للمواطنين.


مواضيع متعلقة