"محدود الدخل".. جملة "سيئة السمعة" من سياسات مبارك إلى تصريحات السيسي

كتب: رحاب لؤي

"محدود الدخل".. جملة "سيئة السمعة" من سياسات مبارك إلى تصريحات السيسي

"محدود الدخل".. جملة "سيئة السمعة" من سياسات مبارك إلى تصريحات السيسي

"محدود الدخل" جملة لم تكن تبارح خطابات الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تمتعت بسمعة سيئة وسخرية امتدت لبرامج الكارتون، التي التقطت الكلمة، التي تحولت فيما بعد إلى أيقونة الإفقار. انتهى العهد واختفت الجملة، لكنها عاودت الظهور من جديدة مؤخرا، تارة على لسان وزير الإسكان الذي خصص بعضا من وحدات الإسكان الاجتماعي لتلك الفئة، التي جعل الانتماء إليها شرطا، مسألة مرت مرور الكرام، قبل أن يذكر الرئيس السيسي الجملة في اجتماعه الأخير مع الوزراء، حيث أكد على الاهتمام بالمواطنين محدودى الدخل وحمايتهم اقتصاديا واجتماعيا. "أول ما سمعت الجملة دي عرفت إن الأسعار هاترتفع" هكذا عاودت الجملة "سيئة السمعة" دورها على مسامع نجم اللبان، المواطن الذي مل من تكرار الجملة التي لم يفهمها أبدا في عهد مبارك: "كل ما كان يقول الجملة دي في خطاب أعرف بعدها على طول إن الهم والغم في الطريق، أسعار عالية وبهدلة اكتر وأكتر، وأغنياء عمالين يزيدوا غنى، وفقراء عمالين يزيدوا فقر، وبكل أسف مش قادر أفترض حسن النية عند السيسي لأن البشاير باينة، من أول الأسعار اللي عمالة تطلع، مرورا بالبرلمان اللي كان أملنا فيه لكن للأسف خلاص شكله رايح كدا كدا للي معاهم ملايين يصرفوها في دعاية شغالة من دلوقتي بدون ظابط أو رابط، وانتهاء بالمصالحات اللي عمالة تحصل مع رجال الأعمال وتخفيض الغرامات المستحقة عليهم". يشعر اللبان أن الأمور تسير للخلف، يتجعد وجهه أكثر فأكثر مع مشاهدة الأخبار اليومية: "البلد في حالة حرب، وكل يوم مطالبات أكتر بالتقشف والتبرع لصندوق تحيا مصر، فواتيرنا كل يوم أعلى وأعلى، اللي كنا بندفعه جنيه بقى 100، ومع ذلك الكورة واخدة حقها ومكافآتها زي زمان، المليارات هاتتصرف بنفس الطريقة على الانتخابات، رجال الأعمال واخدين حقوقهم وأكتر، واللي بهدلونا براءة، والحكومة كل يوم والتاني عمالة تشد أكتر وأكتر.. خايف كفقراء ومحدودين نوصل لمرحلة نفقد معاها الثقة في الرئيس". "محدود الدخل" مصطلح تم تدشينه في السبعينات للتهرب من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن السياسات المتبعة التي أغنت الأغنياء وأفقرت الفقراء أكثر، وكانت تستخدم باستمرار لتجنب الحديث عن الفقراء أو الأغنياء" يتحدث الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الخالق فاروق، مفسرا سبب سوء سمعة المصطلح الشهير مؤكدا أنه محمل دائما بمضامين أيديولوجية واجتماعية معادية للمستويات الدنيا من الطبقة المتوسطة. "تكرار المصطلح على لسان الرئيس يعني غياب رؤية اقتصادية واجتماعية لدى مؤسسة الرئاسة، صحيح أن الرئيس يمتلك نوايا طيبة، لكن لم تشهد مصر حتى الآن قرارات واضحة نحو إعادة بناء الاقتصاد على نحو يضمن لتلك الطبقات وغيرها حد أدنى من الحياة".