"15 مايو" في بولاق أبو العلا.. من فوق "سور مخلع" وتحت "زبالة وأمراض"

"15 مايو" في بولاق أبو العلا.. من فوق "سور مخلع" وتحت "زبالة وأمراض"
حالة من الانفلات الأمني، وغياب البلدية كانت المتسببة في انتشار شغب الباعة الجائلين وفرض سطوتهم على الشوارع، قبل أن يتم نقلهم إلى موقف "الترجمان"، الذي لم ينهِ بقاياهم التي تركت أثرًا واضحًا على "سلم المشاة" أسفل كوبري 15 مايو ببولاق أبوالعلا، بعد أن هشَّمت حملة من الحي المحال المخالفة أسفل الكوبري وتركت أطلالها سدًا منيعًا أمام السلم الذي أصبح مشهدًا حيًا لـ"مقلب زبالة" اعتاد الأهالي والمارة أن يلقوا فيه القمامة طيلة الـ4 شهور الماضية.
بقايا جدران مفتتة، يغزوها طعام عفن وبعض الحيوانات النافقة، تحلِّق حولها عشرات الحشرات الطائرة البعض منها معلوم وآخر يجهل في تحديد فصيلته المارة.. صورة من واقع سلم مشاة أسفل كوبري 15 مايو الذي اعتاد "أيمن أبو العلا"، أحد سكان المنطقة، استخدامه للوصول إلى الشارع المقابل متحملًا في الماضى "فتونة" الباعة وعرقلتهم الطريق بالمحال المخالفة، وفي الحاضر الروائح الكريهة وانغماس قدميه في القمامة من خلال ممر ضيق بديلًا للسلم "الحي كسَّر محلات الباعة اللي سدوا بيها السلم وساب الهدد على الأرض، وبالتالي اللي رايح واللي جاي افتكره مقلب زبالة والكل بقى بيرمي، وقدمنا شكاوى وطلبات لكن محدش عبَّرنا، وبقينا لمؤاخذة نعدي من وسط الزبالة وهدومنا كلها بتلزق فيها الريحة، أحسن ما نعدي من فوق الكوبري وأنت وحظك يا إما عيشت أو موت".
الكارثة التي هددت "أبو العلا" لم يسلم منها تلاميذ مدرسة أبو الفرج الابتدائية، بعد أن أصبحت حياتهم عرضة للخطر نتيجة استبدال الطريق المكدس بالنفايات والركام، بالعبور من أعلى الكوبري الذي لم يختلف حاله عن الوضع المزري أسفله، هكذا أوضحت "أم دعاء" مأساة طفلتها التي تضطر لعبور الكوبري مسرعة عوضًا عن إتلاف ملابسها بالنفايات، وأضافت: "محدش بيسأل عن بولاق أبو العلا، والناس بتعتبرها حتة عشوائية مهملة، واللي ساكنين فيها ملهمش حق يعيشوا.. يعني لو عربية الصبح جات سريعة على الكوبري ممكن تموت عيلين تلاتة، لأن الحي مش فاضي يلف على تأمين المكان وبفضل على أعصابي لحد ما بنتي ترجع البيت"، وفق قولها.