بريد الوطن.. موعدكم مع جنى الثمرة
بريد الوطن.. موعدكم مع جنى الثمرة
لا تتعجب عندما ترى موظفين يقومون بتزوير تواريخ الصلاحية على معلبات الطعام، ولا تتعجب عندما تعرف أن فلاناً حصل على شهادة مثلاً «كورس لغة إنجليزية»، أو «حاسب آلى» مزورة، لأن لديه أحد معارفه يعمل فى أحد هذه المراكز، ولا تتعجب من «علان» الذى حصل على شهادة تطعيم مزورة حتى يتمكن من دخول أحد المصالح الحكومية، أو المقاول «ترتان» الذى يغش فى مواد البناء التى يشيد بها عقارات، يسكنها أشخاص قد تنهار عليهم وتنهى حياتهم.
هذا ليس بالشىء الذى يثير تعجبك واندهاشك الآن، لأن لكل شىء جذوراً، فتعود أن تبحث فى الجذور قبل حل أى مشكلة أو مسألة تثير انتباهك، تذكر الحكمة «من شب على شىء، شاب عليه»، فكيف تتوقع أن تجد أمامك مواطناً صالحاً لا يزور ولا يغش فى عمله أو حتى حياته، وهو تربى على الغش منذ صغره، وبمساعدة ومرأى ومسمع أحد والديه؟! إنها نتيجة منطقية لا تثير العجب، إنكم بذلك أيها الآباء تعلمون أولادكم أن يؤمنوا بنظرية ميكافيللى التى مفادها «الغاية تبرر الوسيلة»، فلا تفرحوا بالدرجة المزيفة التى سيحصل عليها أبناؤكم فى الاختبارات، ولا بتعديكم على المعلمين الذين ينبغى عليكم توقيرهم، فالمسألة لا تقتصر على اختبار ودرجة، بل هى أسلوب حياة يتعلمه الطالب ممن مفترض أن يكونوا قدوة، فهل رأيتم قبل ذلك شجرة حنظل تطرح تفاحاً؟! احذروا لأنه سيأتى عليكم الوقت الذى ستجنون فيه هذه الثمرة الفاسدة وستكونون أول من يعانى منها.
مروة مصطفى حسونة
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
