عباس شومان: استقالتى حلم بعيد المنال و«غير واردة بالمرة»

كتب: وائل فايز

عباس شومان: استقالتى حلم بعيد المنال و«غير واردة بالمرة»

عباس شومان: استقالتى حلم بعيد المنال و«غير واردة بالمرة»

الأزهريون لا يخضعون لأى سلطة.. والدليل أنهم رفضوا مشروع «قانون الصكوك» إبان حكم «مرسى» لو كان الأزهر يخشى شيئاً لحكم بكفر أعضاء «داعش».. لكنه طوال تاريخه لم ولن يكفّر أحداً وصلتنى 5 «رسائل تهديد» لى ولأبنائى كل باسمه ومكان دراسته تتوعد بقتلهم جميعاً ثم قتلى بعد ذلك قناة الفتنة «الجزيرة» هاجمتنى وحرّفت كلامى مراراً.. وأطلقت علىّ لقب «الشيخ الانقلابى» و«بوق شيخ الأزهر» اتُهمت «زوراً» بأننى كنت أنافق «مرسى» خلال فترة حكمه.. ولن أترك منصبى إلا حين يثبت فشلى لا أخاف إلا الله.. ولا أريد الدخول فى «مهاترات».. وبعض الناس لهم صلات مع إيران والشيعة قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الأزهر يتعرض لـ«هجمة منظمة» من قِبل بعض الإعلاميين لم يسلم منها حتى الشيخ أحمد الطيب نفسه، مشيراً إلى أنه لو كان الأزهر يخشى شيئاً لحكم بكفر أعضاء «داعش»، ولكنه طوال تاريخه لم ولن يكفر أحداً. وأضاف «شومان» فى حوار لـ«الوطن» أنه لو كان الأزهريون من «علماء السلطة» كما يقال لوافقوا على مشروع «قانون الصكوك» إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، موضحاً أنه ليس له ولا لأحد من أفراد أسرته أى انتماءات حزبية أو دينية، وأنه يبتعد عن السياسة كالمبتعد عن «الجرب» حسب قوله.. وإلى نص الحوار: ■ هل ما يحدث حالياً تجاه الأزهر هجوم أم نقد؟ - الحقيقة أنها هجمة غير مبررة ولا تخدم أى مصالح قومية أو إسلامية، والمفترض أن البلاد الآن فى مرحلة صعبة تحتاج لتضافر كل الجهود والمؤسسات لبناء البلد وإخراج الناس من حالة الاحتقان والتربص والتقلبات التى أعقبت ثورة 25 يناير، ونحن فى أمس الحاجة إلى استعادة الاستقرار والثقة فى المؤسسات، وبفضل الله يحظى الأزهر بثقة كبيرة، ولكن للأسف ثقة العالم الخارجى فى الأزهر أكبر من الداخل، ففى كل الدول التى زرتها وجدت احتراماً وتعظيماً للمؤسسة الأزهرية ولدورها وعلمائها. ■ ولِمَ الهجوم على الأزهر الآن؟ - هى هجمة منظمة من قِبل بعض الإعلاميين لم يسلم منها حتى شيخ الأزهر نفسه، وهو لا يحتاج إلى دفاع لأنه فوق الاتهام، ومواقفه مشرفة دينياً ووطنياً، وقد واجهت شخصياً ظلماً شديداً وهجوماً غير مبرر من قِبل هؤلاء الإعلاميين، واتهمت ظلماً وزوراً بنفاق الدكتور محمد مرسى حين كان رئيساً للبلاد، ما يعنى أننى أحمل فكراً إرهابياً، ولا أستبعد أن يخرج أحدهم ليزعم أنى من الإخوان أنفسهم. وليس دفاعاً عن نفسى ولكن إظهاراً للحق سأذكر بعض الحقائق فى حياتى، علها تبلور للرأى العام ولأصدقائى فكرى الذى أحمله كأزهرى يعتز بأزهره ومنهجه بشكل علمى لا إعلامى، ولذا لن أذكر إلا الموثق الذى يمكن لأى أحد أن يرجع إليه إن شاء. ■ بم ترد على الاتهام الموجه لك بأنك صاحب «ميول إخوانية» وأنك كنت خطيب الرئيس المعزول «مرسى»؟ - أنا لست خطيب أحد، لا «مرسى» ولا غيره، ولا يوجد رجل يحمل علماً شرعياً يقبل أن يكون خطيباً لأى مسئول كان، وهذه الاتهامات خطأ، ربما هو متعمد أو عن جهل، فليس فى حياتى سوى فيديو محرف يذاع ليل نهار، «مرسى» كان رئيساً حتى 3 يوليو 2013، وعلى حد علمى فإن رئيس الدولة مهما كان يجب أن يُدعم من قِبل المرؤوسين ومن جميع المؤسسات، وأنا كتبت آرائى على صفحتى الشخصية فى «فيس بوك» تأثراً بالأحداث وقتها، وربما أكون مصيباً أو مخطئاً ووقتها كنت مواطناً وأستاذاً جامعياً فقط، وأنا فى الأساس كنت رافضاً لفكرة تولى رئيس من الإخوان مقاليد الحكم فى البلاد. ■ لماذا؟ - لأن نهج الأزهر يختلف جذرياً وفكرياً مع النهج الإخوانى، ولا يمكن أن يتلاقى أو يتوافق مع الإخوان أو السلفيين، ولكن الأزهر بالمناسبة لا يحمل عداء لأحد، ولكن حينما جاء «مرسى» رئيساً للبلاد عاملته كرئيس وليس كقيادة إخوانية، ولم أسمع به وقت أن كان رئيساً لحزب «الحرية والعدالة» نظراً لعدم اهتمامى بالسياسة، وعندما تولى الرئاسة دعوت له بالتوفيق بصفته رئيساً للمصريين وليس إخوانياً، كما ندعو الآن للرئيس «السيسى» أن يوفقه الله. ■ وهل الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى الذى يصور خطبتك أمام الرئيس المعزول محرف؟ - نعم، لأن بعض الفضائيات اجتزأت عبارة من مقطع الفيديو وهى أن «لرئيس الدولة فى صدر الإسلام أن يتولى القضاء بنفسه إن كان يحسن القضاء»، وكانت خطبتى هذه عن وحدة الصف وحقن الدماء فى مسجد حسن الشربتلى بالتجمع الخامس، وفوجئت بحضور «مرسى» الصلاة، ووقتها كان ميدان التحرير محتقناً وكان يُخشى من انفلات الأمور وخطبت أكثر من خطبة فى هذا الصدد، وكان هدفى تهدئة الناس ووقف نزيف الدماء، كما استعرضت تاريخ القضاء فى الإسلام، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده كانوا يتولون القضاء ويعينون ويعزلون القضاة، لكنهم لم يتدخلوا فى الأحكام الصادرة عنهم، وأنا لم أقل إن «مرسى» خليفة الله. ■ وهل كان يجوز للرئيس «مرسى» تولى القضاء وقتها؟ - طبعاً لا، لا يجوز لـ«مرسى» تولى القضاء، لأنه لا يحسن القضاء، علاوة على أن هناك سلطة قضائية مستقلة، و«مرسى» أصلاً مهندس ولا خبرة له بالقانون. ■ فى تقديرك من كان له حق تولى القضاء من الرؤساء؟ - الرئيس عدلى منصور لأنه كان قاضياً على رأس أعلى جهة قضائية، ولكن لم يكن يجوز له تولى القضاء وهو رئيس للجمهورية لأنه كان على رأس السلطة التنفيذية.[FirstQuote] ■ فى هذا الفيديو المتداول هجوم عليك أثناء إلقائك الخطبة؟ - من اعترض على الخطبة هو شخص واحد، وقال لى «أنت تنافق مرسى»، فتهجم عليه المصلون لأنهم يعرفوننى، فأنهيت الخطبة. ■ وبم تفسر مدحك المتكرر للرئيس المعزول؟ - فى أول حكم «مرسى» كنت أتمنى له النجاح، ولكنى لست منتمياً للإخوان أو متعاطفاً معهم، وإنما أطبق علمى فى رئيس الدولة ولو كنت كارهاً له، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «اسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشى». ومن يرد تتبع شخصى فإن عليه أن يكون منزهاً عن الأغراض والأهواء، فأنا لم أذكر الإخوان بكلمة واحدة فى كل تدويناتى وكتاباتى، ولم أسئ مطلقاً للجيش أو الشرطة، وبالتالى فمن ينتقدنى عليه أن يكون أميناً. ومن ضمن ما لا يعلمه الناس أن «مرسى» رفض الموافقة على قرار «الطيب» بتعيينى وكيلاً للأزهر، كما أننى كنت من أشد المعارضين لمشروع «الصكوك» الإخوانى. ■ كيف؟ - اعترضت على مشروع القانون بـ11 اعتراضاً، منها ما هو شرعى ووطنى، تمثلت فى مخالفات شرعية تصل إلى حد التعامل الربوى، ومخالفات أخرى وطنية، حيث يتيح للأجنبى السيطرة على ممتلكات أجيال من المصريين، وذكرت هذه الاعتراضات فى ثلاثة مؤتمرات علمية، أحدها عُقد فى مقر «المصرف المتحد» بالقاهرة فى ٥ يناير 2013، والمؤتمر الثانى كان فى كلية التجارة جامعة عين شمس فى 22 يناير من العام نفسه، والثالث شرفت بتنظيمه فى جامعة الأزهر حيث كنت رئيساً لقسم الشريعة فى ٤ مارس من نفس العام، وقد واكبت هذه المؤتمرات مناقشة المشروع فى مجلس الشورى كما يظهر من تواريخها، وأثرت كثيراً فى اتجاه المناقشات الرافضة للمشروع. ومن خلال هذه الجهود التى لمسها الإمام الأكبر من مواقف علمية، قرر فضيلته دعوتى لحضور جلسة هيئة كبار العلماء واستمعت الهيئة الموقرة لهذه الاعتراضات على مشروع «الصكوك» بعد أن ناقشه كبار العلماء، وقررت الهيئة تشكيل لجنة مصغرة لدراسة القانون وصياغة التقرير النهائى الذى رفع إلى الدكتور «مرسى»، وشرفنى الإمام الأكبر بأن أكون أحد أعضائها، وقد ضمنت هذه الملاحظات مع ما أبداه كبار العلماء ورفعت للدكتور «مرسى» كشروط للموافقة على القانون، وقد كان لمشاركتى أثر طيب عند الإمام الأكبر، وأعتقد أنها كانت سبباً فى إسناده منصب وكيل الأزهر لشخصى. كما أننى شاركت بتكليف من «الطيب» فى مناظرتين مع محمد الفقى الإخوانى رئيس اللجنة الاقتصادية فى مجلس الشعب المنحل، وكانت المناظرة على قناة «إم بى سى» فى برنامج «جملة مفيدة» فى 20 مارس2013، وفى برنامج «الحدث» على قناة «العربية» مع الإعلامى محمود الوروارى، وكاد «الفقى» يخرج عن شعوره أثناء المناظرة قائلاً: «أنت شككت الناس فى الصكوك».[SecondQuote] ■ هل تتابع الانتقادات والهجوم عليك من خلال بعض الفضائيات؟ - لا أتابعها، وإنما يحدثنى الناس عما قيل عنى، لأننى مشغول بالعمل حتى ساعات متأخرة من الليل يومياً، فنحن فى مرحلة بناء ونرفض الالتفات إلى معاول الهدم، ويكفى من يتهموننى بالباطل أن ينظروا إلى واقعة استهداف منزلى من قِبل الإخوان. ■ كيف تم استهداف منزلك؟ - فى أثناء نومى وأولادى فى الثالثة فجر يوم 28 يناير الماضى تعرض المنزل لهجوم بقنابل المولوتوف واشتعلت النيران فيه، ولولا عناية الله التى أيقظت الجيران فسارعوا إلى إخمادها لأتت النار على كل شىء، ولكن لا تزال آثارها باقية حتى اليوم، وقد تركوا 5 رسائل تهديد لى ولأبنائى كل واحد باسمه ومكان دراسته، تتوعد بقتلهم ثم قتلى بعد ذلك، وهى مرفقة فى محاضر نيابة القاهرة الجديدة، ما زلت وأبنائى فى خطر الاستهداف، وقد رصد فرد الأمن الخاص بحراسة بيتى عدة محاولات لسيارات مشبوهة تحوم حول البيت من أجل تتبع تحركات أولادى، ولكن كل هذا لن يفت فى عضدى، ولن يسكت صوتى أو أى صوت أزهرى عن مقاومة الإرهاب وصانعيه ومنفذيه على السواء. ■ لك آراء تهاجم فيها «جبهة الإنقاذ الوطنى» وتلقبها بـ«جبهة الخراب» وتنتقد المستشار أحمد الزند وتقدم الشكر للمواطنين على انتخاب «مرسى»؟ - كل مرحلة لها ظروفها، وهذه كانت آرائى الشخصية وقتها وربما أكون مخطئاً أو مصيباً، فلا يعلم الغيب إلا الله، وأنا تفاءلت بـ«مرسى» لاهتمامه بأمور الإسلام لكنه ما اهتم يوماً بقضية من قضايا المسلمين. ■ هل كانت لك يوماً انتماءات حزبية أو سياسية؟ - ليس لى أى انتماءات لأحزاب سياسية أو دينية وكذلك أسرتى، ونحن نبتعد عن السياسة كالبعد عن «الجرب»، فالسياسة لها رجالها ونحن نفر منها لأننا نريد أن نكون ضمن مؤسسة دعوية تعليمية تثقيفية لا علاقة لها بالسياسة، ولكنها تعمل لتخدم السياسيين بمعنى أن تدعم الاستقرار والأمان، فنحن لسنا منعزلين عن الدولة، وقد رفضنا دعوات 28 نوفمبر الهدامة من أجل استقرار البلاد، ونحن فى الأزهر تعاونا مع «مرسى» فى البداية، ولكن حينما ثبت فشله وانحرافه عن المسار كان شيخ الأزهر أول المؤيدين لإقصائه فى 3 يوليو. ■ بم تفسر الهجوم عليك حالياً؟ - أنا لا أخاف إلا الله، ولا أريد الدخول فى مهاترات، ولهذا الهجوم أسباب كثيرة، فبعض الناس لا تستريح لموقف الأزهر فى 3 يوليو، بالإضافة إلى أن بعض الناس لهم اتصال قوى مع إيران والشيعة، وأنا لى مواقف ضد الشيعة، واتخذت قرارات ضد قراء القرآن الذين رفعوا الأذان الشيعى فى إيران والعراق، كما أن لى موقفاً ممن سافروا إلى طهران دون إذن من الجهات المختصة. واستقبلت وفداً من محافظة «الديوانية» العراقية، وأشاعت الوكالات الشيعية أننى التقيت وفداً من حزب «الفضيلة» الشيعى للتنسيق حول مؤتمر مكافحة الإرهاب الذى عقده الأزهر مؤخراً، وهو ما كذبته تماماً، فأنا قابلت الوفد بصفته من محافظة الديوانية وليس له علاقة بمؤتمر الأزهر، علاوة على إقصاء قيادات إخوانية من وظائف إدارية بالأزهر، ناهيك عن أن البعض لا يستريح للقرارات التى اتخذتها ومنها إلغاء 3 اختبارات للثانوية الأزهرية العام الماضى بسبب تسريب الامتحانات، وهذا أمر غير مسبوق، كما أن هناك من لهم مطامع وأهواء شخصية فى الأزهر. ■ أنت تتهم إيران بالتورط فى «الهجمة الشرسة» ضد الأزهر؟ - نعم، لأن الأزهر له مواقف مناهضة لإيران ومن على شاكلتها، حتى يعترفوا بخلافة الصحابة الأربعة ويتوقفوا عن سب أمهات المؤمنين والسيدة عائشة وألا يتدخلوا فى شئون البلاد السنية مثلما هو حادث فى البحرين، ولا يتطاولوا على مذهب أهل السنة والجماعة، فنحن فى جامعة الأزهر ندرس كل المذاهب للطلاب، بما فيها الشيعة الزيدية والشيعة الإمامية. ■ ولكن الأزهر استضاف رموزاً شيعية من مختلف الطوائف فى مؤتمره الأخير لمكافحة الإرهاب؟ - نعم، نحن وجهنا الدعوة لكل الرموز الشيعية المعتدلة من كل الطوائف فى العراق ولبنان وإيران وغيرها من دول العالم.[ThirdQuote] ■ هل هناك نية لإصدار بيان رسمى من المشيخة أو اتخاذ أى إجراء تجاه الانتقادات الموجهة لكم؟ - هذا أمر غير وارد، فنحن لن ندخل فى أى مهاترات مع أحد، وإنما هناك إجراء قانونى قد يتخذ ضد جهات معينة، والقانونيون التابعون للمشيخة يدرسون الأمر حالياً لهذا الغرض، أما أنا فلا أشغل نفسى بالأمر. ■ هناك اتهام موجه لعلماء المؤسسة الدينية بأنهم «علماء السلطة» فما قولك؟ - هذا غير صحيح، فهناك فارق بين أن تدعم رئيس الدولة كواجب دينى ووطنى، وأن توافق على كل ما يقوله الرئيس، ولو كنا نحن الأزهريون من علماء السلطة كما يقولون لوافقنا على مشروع «قانون الصكوك» إبان حكم الرئيس المعزول «مرسى»، ولكن أى مسألة أو قضية تتعارض مع الشرع نرفضها قطعياً، وليغضب من يغضب. ■ وهل الأزهر فوق النقد أو «مقدس»؟ - ليس مقدساً، وإنما هو مؤسسة يجب أن يكون لها تقديرها واحترامها نظراً لاختصاصه وطبيعته، فهو معنىّ بالشأن الإسلامى وكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأؤكد أن الأزهر ليس فوق النقد، ونحن نرحب بالنقد البناء لأنه يعيننا على الإصلاح. أما من يبيع الأزهر لزيادة عدد متابعيه ومشاهديه بالنقد الهدام فنحن نرفضه، وصفحتى على موقع التواصل الاجتماعى تتناول معظم مشكلات التعليم الأزهرى من الغش والتكدس فى الفصول والدروس الخصوصية وغياب المدرسين والمعاهد الآيلة للسقوط، فنحن نعترف بأن لدينا مشكلات عديدة كأى مؤسسة، منها مشكلات فى المناهج وطريقة إدارة الامتحانات، وقد تتخذ قرارات خاطئة ولكننا نتداركها فيما بعد، فنحن لا نعرف العناد أو الكبر. ■ وما القرارات التى تراجعت فيها؟ - ما زلت مقتنعاً بأن العمل يوم السبت فى المعاهد الأزهرية ضرورى جداً، ولكنى تراجعت عن قرار عمل المعاهد يوم السبت نظراً لطلبات الكثيرين وليس بضغوط من أحد، وأعدنا يوم السبت إجازة كما كان من قبل على الرغم من أن مناهجنا تتطلب العمل طوال أيام الأسبوع. ■ حدث لبس بشأن بيان الأزهر الرافض لتكفير «داعش» فما ردكم؟ - هذا جزء من الحرب على الأزهر، وكل ما فى الأمر أن مفتى نيجيريا اتصل بالمشيخة وقال إن تصريحاته فى مؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب عن «داعش» انتزعت من سياقها وإنه لم يفت بتكفير «الداعشيين»، وكان من حقه على الأزهر توضيح ذلك، فلا يمكن لإحد أو هيئة دينية أن تكفر جماعة ما، ونحن نؤكد أن ممارسات «داعش» إرهابية ولا تتفق مع صحيح الإسلام ويجب مواجهة شر هذا التنظيم ولو باستخدام القوة المؤدية للقضاء عليهم، ولكن لا يجوز الحكم على أعضاء الجماعة بالكفر أبداً. ■ قيل إن الأزهر أصدر هذا البيان تخوفاً من ردود الفعل؟ - لو كان الأزهر يخشى شيئاً لحكم بكفر أعضاء «داعش»، ولكن الأزهر طوال تاريخه لم ولن يكفر أحداً. ■ أنت متهم بالمحسوبية وتعيين أقاربك؟ - هناك مئات من عائلتى يعملون فى الأزهر منذ زمن طويل وقبل وصولى إلى منصبى فى المشيخة، ومن حق أى موظف كفء أن يترقى. ومن الظلم أن أمنع شخصاً من تولى منصب ما لمجرد وجود صلة قرابة معى، وشيخ الأزهر نفسه حينما علم فى إحدى المرات أننى تعسفت ضد أحد أقاربى قال لى: «اتركهم يأخذون حقهم». وأما بالنسبة لتعيين شقيقى وعمره 37 سنة فهو خريج كلية «أصول الدين» وتقدم لمسابقة وخضع للاختبارات، ولكنى لا أعلم من اختبره حتى الآن، ولم أتدخل فى شأنه على الإطلاق. ■ ما حقيقة اتهام مكتب شيخ الأزهر بأنه يضم «إخوان»؟ - هذا افتراء وظلم فأنا لست إخوانياً، وبالنسبة للدكتور محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء رئيس تحرير مجلة «الأزهر» فهو ليس إخوانياً كذلك، وليس معنى أنه رفض 3 يوليو أنه من الإخوان. أما الدكتور حسن الشافعى عضو الهيئة فقد كان إخوانياً ثم ترك الجماعة منذ زمن طويل، والإخوان يعتبرون هؤلاء شوكة فى حلوقهم. ■ هل رد «السيسى» الاعتبار للأزهر؟ - اعتبار الأزهر موجود، ولكن فى فترات سابقة تم تهميشه ووضعت أمامه العراقيل، ولكن حالياً توجد إرادة سياسية لدعم الأزهر، وتجاوب رسمى مع مطالبه. ■ ما ردك على القائلين بأن عمل المستشار محمد عبدالسلام فى المشيخة «مخالف للقانون»؟ - من يقل بذلك ليس بأعلم من مجلس الدولة «أبوالقوانين»، و«عبدالسلام» من الرجال الذين ألقى الله فى قلوبهم نكران الذات والعمل فى صمت لرفعة المؤسسة الأزهرية. ■ هل يفكر وكيل الأزهر فى الاستقالة؟ - لن أسير على هوى كل من يهاجمنى، والاستقالة غير واردة بالمرة، فهذا حلم بعيد المنال، ولكنى سأترك منصبى حين يثبت فشلى فى الأزهر، وحين لا يرضى عنى الإمام الأكبر، لأنه هو من اختارنى لهذا المنصب.