عندما زار ماكرون مصر.. اتفاقية بمليار يورو لتأسيس شراكة استراتيجية

كتب: خالد عبد الرسول

عندما زار ماكرون مصر.. اتفاقية بمليار يورو لتأسيس شراكة استراتيجية

عندما زار ماكرون مصر.. اتفاقية بمليار يورو لتأسيس شراكة استراتيجية

في يناير من عام 2019 قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية لمصر استمرت 3 أيام، وكانت الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة في العام 2017، بهدف تعميق أواصر الصداقة بين كل من مصر وفرنسا، وتقوية الروابط التاريخية التي تجمعهما.

فرنسا تعول كثيرا على مصر.. وكثير من الملفات المهمة على جدول الزيارة

جاء الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر آنذاك محمّلا بالكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، خاصة وأن مصر تعتبر شريكا استراتيجيا لباريس في منطقة الشرق الأوسط منذ عدة عقود، وتعول فرنسا كثيرا على الثقل الجيوسياسي للقاهرة وعلاقاتها المتينة بالأطراف الفاعلة في المنطقة، مثل السعودية والإمارات وسوريا وروسيا، حسبما أشار تقرير لفرنسا 24 وقتها.

الملفان السوري والليبي على رأس الملفات الخارجية ذات الاهتمام المشترك

على الصعيد الخارجي، كان الملفان السوري والليبي على رأس المباحثات المشتركة بين الرئيسين المصري والفرنسي، حيث كانت الأوضاع في سوريا آنذاك تقلق فرنسا كثيرا خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي وقتها، دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية الموجودة هناك، وإلى جانب الوضع في سوريا كان الوضع الأمني في ليبيا وتأثيره على دول الاتحاد الأوروبي شمالي البحر المتوسط، من أكثر ما يشغل فرنسا، في الوقت الذي تتمتع بنفوذ وثقل في هذين الملفين.

تدعيم الروابط والعلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، هدفت زيارة ماكرون الرسمية الأولى للقاهرة إلى تدعيم وتقوية الروابط والعلاقات التاريخية التي تربط مصر وفرنسا، التي تعود إلى أكثر من قرنين وتحديدا مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت في العام 1798، والتي لعبت دورا مهما في الاحتكاك بين مصر وأوروبا وحضارتها آنذاك، وما تلى ذلك من تحول فرنسا إلى الوجهة الأولى للبعثات العلمية المصرية منذ منتصف القرن التاسع عشر وهو ما ساهم في ظهور طبقة كبيرة من المثقفين والقضاة والتكنوقراط ورجال الدولة المصريين ذوي الثقافة الفرنسية أو الفرانكوفونيين من أمثال رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وطه حسين وجعل اللغة الفرنسية ذات يوم ولمدة أكثر من قرن من الزمان لغة الثقافة والقانون والدبلوماسية في مصر.

البعد الاقتصادي حاضر بقوة في أول زيارة رسمية لماكرون إلى مصر

وفي هذا السياق أيضًا، فقد كان البعد الاقتصادي حاضرًا بقوة في زيارة الرئيس الفرنسي لمصر وقتها، لاسيما وأن ماكرون كان يصاحبه في هذا الزيارة عددا كبيرا من رجال الأعمال ومديري الشركات الفرنسية. وبالفعل فقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره الفرنسي، إلى أنّه تمّ الاتفاق على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاريّ والاستثماريّ بين البلدين، كاشفا عن أنّه تمّ توقيع اتفاقيّة بقيمة مليار يورو لتأسيس شراكة استراتيجيّة مع الوكالة الفرنسيّة للتنمية خلال الفترة من عام 2019 حتّى 2023، حسبما ذكر موقع المونيتور الإخباري التحليلي وقتها.


مواضيع متعلقة