بريد الوطن.. بين القلق المعمم واضطراب القلق

بريد الوطن.. بين القلق المعمم واضطراب القلق
قد يكون القلق صفة مرتبطة بشخصية الإنسان، وقد يكون اضطراباً منفصلاً أيضاً، فكيف يمكننا فهم ذلك؟
هناك فهم مغلوط يخلط بين القلق المعمم واضطراب القلق، فقد تجد شخصاً قلقاً فى جميع حالاته، قلقاً من أى شىء وكل شىء، ويعرف ذلك بالقلق المعمم، فهى صفة عامة لا ترتبط بمواقف محددة ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة، حيث إنه يبدأ فى الغالب فى مرحلة الطفولة ويستمر لسنوات عديدة يصاحبه توتر عضلى وسهولة نرفزة وعصبية، والأمر هنا يتعلق بنوعية التربية والتنشئة وليس له علاقة بالوراثة كما يظن البعض، والإشكالية هنا أن القلق المعمم يعيق الإنسان عن ممارسة حياته بشكل طبيعى، ويؤثر بالسلب على صحة اختيار القرارات أو الحكم السليم على الأشياء.
أما اضطراب القلق فهو يظهر بشكل حاد، أى أنه يظهر فى صورة قوية ولكنها غير مزمنة، ويحدث نتيجة الضغط أو الكبت النفسى أو ضغوطات العمل والحياة، ومن صور اضطراب القلق حالات الهلع والذعر، والوسواس القهرى، وهذا النوع يستجيب أكثر ويتحسن بتناول الأدوية النفسية أولاً وقد يحتاج إلى الدعم بالعلاج النفسى، بعكس القلق المعمم الذى يعتمد فى المقام الأول على العلاج النفسى، لأنه يرتبط بصفة سلوكية أكثر من كونه اضطراباً.
أخيراً علينا أن ندرك أن التشخيص الصحيح يمثل جزءاً كبيراً من حل المشكلة.
د. ريمون ميشيل استشارى الصحة النفسية وكاتبفى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com