نجلاء بدر: داود عبدالسيد غيّر نظرتى إلى المخرجين الكبار

نجلاء بدر: داود عبدالسيد غيّر نظرتى إلى المخرجين الكبار
نجحت الفنانة نجلاء بدر فى حجز مقعد لنفسها وسط نجمات جيلها، مما دفع المخرج الكبير داود عبدالسيد للاستعانة بها كبطلة فى فيلمه الجديد «قدرات غير عادية» الذى يشارك فى المسابقة الرسمية بمهرجان «دبى» السينمائى فى دورته الجديدة، كما أنها تصور حالياً مشاهدها الأخيرة فى مسلسل «أنا عشقت»، المقرر عرضه بعد أيام قليلة.. نجلاء فى حوارها مع «الوطن» تتحدث عن كواليس تعاملها لأول مرة مع داود عبدالسيد، وتكشف عن رأيها فى الهجوم الذى تعرّض له بطل الفيلم خالد أبوالنجا بسبب آرائه السياسية المناهضة للنظام الحالى، وتوضح موقفها من الإعلام بحكم عملها كمذيعة فى الأساس.
■ كيف رُشحتِ للمشاركة فى بطولة فيلم «قدرات غير عادية»؟
- تلقيت اتصالاً مفاجئاً فى البداية من المخرج داود عبدالسيد، ولا أستطيع وصف حالة السعادة التى انتابتنى آنذاك، والتقينا بعدها وأخذت منه سيناريو الفيلم دون أن أعلم من رشحنى له. وظل هذا السؤال يلح على ذهنى على مدى شهرين، إلى أن سألت الأستاذ داود بخصوصه، فأجابنى بأنه صاحب ترشيحى، فاندهشت بشدة وسألته: هل شاهدت أياً من أعمالى السابقة؟ فأجاب: نعم، وهنا أدركت أنه متابع جيد للدراما التليفزيونية، كما أنه يختار بنفسه الممثلين المشاركين فى أفلامه دون وصاية من أحد، ولذلك أجد نفسى محظوظة لكون أعمالى حظيت بمتابعة مخرج كبير فى مثل مكانة داود عبدالسيد، خصوصاً أننى لم أكن أتخيل أنه يعرفنى من الأساس.
■ هل ترين نفسك محظوظة لكون أول أعمالك السينمائية من إخراج داود عبدالسيد؟
- بالتأكيد.. هناك فنانون دخلوا المجال وغادروه دون أن يتعاملوا مع بعض المخرجين الكبار وعلى رأسهم داود عبدالسيد الذى حلمت يوماً ما بالوقوف أمامه كممثلة، لأن العمل مع هذا المخرج الكبير يُعد بمثابة حجر أساس يستند عليه أى ممثل فى أعماله المستقبلية، ومن ناحية أخرى فأنا أحب كل أفلامه وأحرص على مشاهدتها دائماً، وللعلم كان هناك مشروع سينمائى بينى وبينه قبل 6 سنوات، ولكنى اعتذرت عنه لتخوفى الشديد وقتها من اقتحام بوابة السينما.
■ ما أبرز التغيرات التى طرأت عليكِ كممثلة بعد وقوفك أمام كاميرا هذا المخرج الكبير؟
- «داود عبدالسيد» ينتمى كمخرج إلى مدرسة الواقعية التى تعتمد على التوغل إلى أدق تفاصيل الشخصية، كما أنه غيّر من نظرتى إلى المخرجين الكبار، لأنى كنت أعتقد أنهم يفرضون أداء تمثيلياً معيناً على ممثليهم، ولكنى وجدت العكس تماماً عند التعامل مع أستاذ «داود»، إذ إنه تركنى أمثل بطريقتى الخاصة ودون أى تدخل منه، كما أنه لم يطلب من الفنانين المشاركين فى الفيلم أى أداء تمثيلى أثناء بروفات القراءة، علماً بأن هذه الجزئية كانت تمثل هاجساً لى، لأنى أفشل ممثلة فى هذه النوعية من البروفات، ودائماً ما يكرهنى المخرجون بسببها، وبعيداً عن هذا وذاك أرى نفسى محظوظة بشكل عام لعملى حتى الآن مع مخرجين ذوى طابع خاص أمثال خيرى بشارة، ومحمد سامى، وأخيراً مريم أحمدى فى مسلسل «أنا عشقت» رغم كون هذا العمل بمثابة أولى تجاربها الإخراجية.
■ وما طبيعة دورك فى الفيلم؟
- أجسد شخصية سيدة مطلقة لديها ابنة، وتمتلك فندقاً صغيراً يقيم فيه عدد من النزلاء، من بينهم «خالد أبوالنجا» الذى تنشأ بينه وبينها قصة عاطفية، ومن هنا تتوالى الأحداث فى إطار يمزج ما بين الرومانسية والكوميديا والأكشن، ويُعد هذا الفيلم فى رأيى مختلفاً بشكل كامل عن كل الأفلام التى قدمها «داود عبدالسيد» على مدار مسيرته الإخراجية.
■ هل يصنف «قدرات غير عادية» فى تقديرك الشخصى كفيلم تجارى أم فيلم مهرجانات؟
- لا أجد تفسيراً واحداً للنظرة السائدة عن أفلام المهرجانات فى منطقة الشرق الأوسط بأنها لا تحظى بإقبال جماهيرى، فكيف نفكر بهذه الطريقة ونحن ننتظر بشغف شديد عرض أفلام المهرجانات الأمريكية فى دور العرض كى نشاهدها؟، وبالحديث عن فيلم «قدرات غير عادية» فهو يجمع بين أكثر من قالب فنى، فمثلاً إذا كان المشاهد يرغب فى رؤية قصة ومضمون فهذا متوافر فى أحداث الفيلم، وإذا كان يبغى الكوميديا أو الرومانسية فكلاهما موجود أيضاً.
■ ما توقعاتك لمشاركة الفيلم فى مهرجان «دبى» بدورته الحالية؟ وهل تطمحين لحصولك على جائزة أفضل ممثلة؟
- أتمنى من كل قلبى حصول أستاذ «داود» على جائزتَى أفضل سيناريو وإخراج عن الفيلم، الذى يُعد مشروعه من الأساس، وعن نفسى لا أطمح إلى أى جائزة، لأن حصول مخرج الفيلم على الجائزة ينعكس بالتبعية على طاقم العمل، ويؤكد أننا نجحنا فى صون الأمانة التى ائتمننا عليها داود عبدالسيد.
■ كيف كان تعاونك مع الفنان خالد أبوالنجا؟
- خالد أبوالنجا حالة فنية خاصة، فهذا الفيلم يُعد بمثابة أول تعاون فنى بيننا، رغم تعاوننا مسبقاً فى المجال الإعلامى، ولكنى اكتشفت فى هذه التجربة أن خالد يتوحد بشكل كامل مع الشخصية التى يجسدها، وهذا ما اتضح جلياً فى طبيعة العلاقة التى سادت بيننا أثناء التصوير، والتى شهدت فى مرحلة ما فتوراً شديداً فى التعامل دون أى قصد من جانبنا، وذلك كان انعكاساً للعلاقة التى ظهرنا عليها فى مرحلة معينة من الفيلم، ولكن فور تدفق المشاعر العاطفية بيننا بحسب الأحداث، تحولت علاقتنا إلى صداقة وطيدة داخل البلاتوه.
■ كيف ترين الساحة الإعلامية مؤخراً؟
- برامج «التوك شو» حالياً تحولت إلى وصلات ردح، فهل هذا هو الإعلام؟ بماذا اختلفنا إذن عن القنوات التى انتقدناها كثيراً لوجود مثل هذه الممارسات على شاشاتها؟ لا بد أن نعى جيداً أن الإعلام المرئى أصبح كارثة كبرى لكونه يخاطب فئات فى مجتمع يعانى من ارتفاع نسبة الأمية، ولذلك أعتقد أنه لا بد من تحديد الفئة العمرية المتابعة لهذه البرامج، وليكن مثلاً من فوق أعمار 18 عاماً، لأنه مع الأسف لم يعد هناك احترام للمشاهد.
■ ماذا عن مسلسلك الجديد «أنا عشقت» المقرر عرضه بعد أيام قليلة؟
- هذا المسلسل وصلت لمرحلة من العشق معه، حيث أُعجبت بالرواية المأخوذ عنها العمل فى بادئ الأمر، ومن بعدها أحببت شخصية «ذكرى» التى أجسدها بدرجة جعلتنى أقول للمؤلف أكثر من مرة: «أنا أعرف عن ذكرى أكثر منك»، ولكن مشكلتى الوحيدة تجاه هذا العمل تكمن فى كم التوقفات التى شهدها على مدار عام كامل، والتى جعلتنى أتغيب عن دراما رمضان الماضى.
■ ما الملامح العامة لدورك فى المسلسل؟
- أجسد شخصية «ذكرى» التى تمر بتحولات عدة على مدار الأحداث، ولكن ما أعجبنى حقاً فى هذا الدور أنه أخرجنى من إطار أدوار الفتاة الجميلة الجذابة التى انحصرتُ فيها فى أعمال سابقة، حيث تمر الشخصية التى تسكن فى منطقة شعبية بمرحلة فقر شديد، وبعدها تنهار عاطفياً، ولذلك تعرضتُ لإجهاد نفسى بسبب هذه الشخصية، وبكيت فيها أكثر من بكائى على وفاة والدى، كما أنها تحتوى على مساحات تمثيلية كبيرة.