عام «تكميم النساء»: تهميش وإقصاء وانتهاكات غير مسبوقة تحت شعار الدين

عام «تكميم النساء»: تهميش وإقصاء وانتهاكات غير مسبوقة تحت شعار الدين
- تكميم الأفواة
- تهميش النساء
- انتهاكات النساء
- إقصاء النساء
- تكميم الأفواة
- تهميش النساء
- انتهاكات النساء
- إقصاء النساء
«العام الأسوأ للحركة النسائية فى مصر».. هكذا يمكن وصف عام حكم الإخوان بين 2012 و2013، حيث تعرضت المرأة لانتهاكات عدة فى عصر «الجماعة»، بعد سلسلة من الشعارات الكاذبة التى رفعتها قبل وصولها للحكم عن احترام المرأة، وتقدير مكانتها فى المجتمع، والعمل على تعظيم دورها ومشاركتها فى الحياة السياسية، وهى كانت مجرد شعارات لاستغلالها للوصول إلى السلطة، سرعان ما محتها عقب التربُّع على رئاسة الحكم، مستغلةً تلك الشعارات فى دعم تطلعاتها السياسية، ومكانتها المجتمعية، لتثبت أقدامها للوصول إلى مساعيها، فتبنَّت «الجماعة» شعارات تمجيد المرأة، لتحقيق أيديولوجيتها التى تسعى لتغيير ملامح الحكم، وجاءت محاولاتها للانقضاض على حقوق المرأة، حيث اقتصر دورها على استغلالها من أجل الوصول لأغراض الجماعة السياسية فقط.
موقف الإخوان من المرأة انطلق من كلمات حسن البنا، مؤسس الجماعة الإرهابية، الذى احتقر المرأة، ورأى أن مكانها هو المنزل فحسب، وقال: «ليست المرأة فى حاجة إلى التبحّر فى اللغات المختلفة، وليست فى حاجة إلى الدراسات الفنية الخاصة، فستعلم عن قريب أنّ المرأة للمنزل أولاً وأخيراً.. علّموا المرأة ما هى فى حاجة إليه بحكم مهمتها ووظيفتها التى خلقها الله لها: تدبير المنزل ورعاية الطفل».. وهو ما أفضى إلى ترسيخ تهميش دورها ومكانتها فى مؤسسة صنع القرار الإخوانية، إذ نحَّت الجماعة مساهمة المرأة فى الأجندة السياسية جانباً، على الرغم من أهمية الدور الذى لعبته، وتلعبه، فى الحشد السياسى للجماعة، وخاصة فى أوقات الانتخابات، كما حدث فى انتخابات برلمان 2005 التى فاز الإخوان فيها بـ88 مقعداً، وكانت تلك المكاسب نتاجاً لأصوات النساء فى المدن والقرى الصغيرة التى تم حشدهن فيها لصالح فوز مرشحى «الجماعة» من الذكور.
وظهر تهميش الإخوان للمرأة على مرأى ومسمع الجميع، فلم تدعم «الجماعة» أى امرأة للفوز فى هذه الانتخابات، وهو ما شكَّل مؤشراً قوياً على التهميش الذى عانته المرأة داخل تنظيمات وهياكل الإخوان، كما كشَّرت «الجماعة» عن أنيابها بشكل صريح، عقب رفضها مشروع إعلان أممى بشأن حقوق المرأة، بحجة أنه يتكون من «مقالات تتعارض مع المبادئ الراسخة للإسلام، وتقوّض الأخلاق الإسلامية وتدمر الأسرة.. وستؤدى إلى تفكك المجتمع بالكامل، وستكون بالتأكيد الخطوة الأخيرة فى الغزو الفكرى والثقافى للبلدان الإسلامية»، بحسب البيان التى أصدرته «الجماعة» حينها، ومع هذا فقد قوَّض الدور الذى لعبته المرأة فى هذه الانتخابات حجةَ جماعة الإخوان المسلمين بأن النساء غير قادرات على شغل مناصب فى السلطة.
التنظيم تعمَّد إقصاء المرأة عن المشهد السياسى نهائياً
و«التعليم» أقدمت على حذف دورها من مناهج الدراسة
«الإقصاء، القهر، التمييز، الظلم».. جميعها سمات رسمت معاناة المرأة المصرية خلال عهد الإخوان، وهو ما ظهر جلياً عند تشكيل جمعيتين لوضع دستور البلاد، تضمان 7 سيدات فقط من إجمالى 100 عضو، ينتمين لتيار الإسلام السياسى، بالمخالفة لحكم قضائى صادر عن محكمة القضاء الإدارى بعدم جواز عضوية أعضاء البرلمان فى التشكيل الخاص بالجمعية التأسيسية للدستور، فتعمَّد تنظيم الإخوان إقصاء المرأة عن المشهد السياسى نهائياً، فأصبح عددهن بالبرلمان ضئيلاً جداً، لا يخدمهن، وليس لديه القدرة الكافية على مناقشة قضايا المرأة وحقوقها التى تطمح إليها،.
نائبة إخوانية حاولت إلغاء قانون التحرش الجنسى
وتقرير أجنبى أكد استحالة معيشة النساء بمصر خلال تلك الحقبة
خاصة بعد أن تقدمت النائبة الإخوانية عزة الجرف بطلب يتعلق بإلغاء بعض القوانين الخاصة بالتحرش الجنسى، موجهة اللوم إلى المرأة، وأنها المتهم الوحيد فى مثل هذه الجرائم، باعتبارها المسئولة الأولى عن إثارة الرجل واستفزازه، وبررت ذلك بأن «سبب التحرش هو عُرى النساء، وبالتالى فالمتحرش غير مخطئ».
وعمد بعض قيادات البرلمان، آنذاك، إلى تعديل بعض قوانين الأحوال الشخصية، بشكل يقتص من حقوق المرأة التى وصلت إليها بعد كفاح مرير استمر على مدار عقود، إذ تعمدت النائبة الإخوانية، التى عُرفت باسم «أم أيمن»، التفريط فى حقوق المرأة، مطالبة بإلغاء قانون الخلع، ومنع إثبات أبناء الزنا، كما نادت بقانون يمكِّن الزوج من اغتصاب زوجته، ومنع المرأة من السفر لأن به خلوة مع رجال غير زوجها، وإلغاء قانون إخبار الزوج لزوجته الأولى إذا رغب فى الزواج الثانى، بحجة عدم تفتيت الأسرة، إضافة إلى إلغاء قانون ملكية الشقة للزوجة كونه يهدد الرجل بالطرد من بيته، وانتهاكات عدة أطلقتها النائبة الإخوانية، عمدت إلى تحطيم المرأة، وليس سلب حقوقها فقط، كما طالب البعض بتخفيض سن الزواج، فضلاً عن الدعوة لإجراء ختان الإناث بالمجان فى بعض القرى.
وتوالت انتهاكات وإهانة الإخوان للمرأة على مدار فترة حكمهم، فشهدت فترة حكم الجماعة تشويه التاريخ، ومحو الدور الفعال للمرأة، وطمس نضالها من المناهج الدراسية، إذ أقدمت «التربية والتعليم» فى عهد الإخوان على حذف دور المرأة ومنظمات المجتمع المدنى، وممارسة كافة أنواع الاضطهاد لها، فتصدرت عناوين وسائل الإعلام وبعض الصحف، فى تلك الفترة، أخبار حول قيام وزارة التربية والتعليم بحذف صورة الدكتورة درية شفيق، إحدى أعلام حركة تحرير المرأة المصرية، من كتاب التربية الوطنية، ووضع صورة أخرى مكانها، بحجة عدم ارتدائها الحجاب، كما عمدت إلى استبدال بعض الصور الأخرى الخاصة ببعض الفتيات التى كنَّ فيها بدون حجاب، ووضع صور تلميذات أخريات يرتدين الحجاب.
استشاطت المرأة المصرية غضباً، بسبب كمّ الانتهاكات وسلب الحقوق، التى عاشتها خلال فترة حكم الإخوان، إذ روَّجت «الجماعة» للعنف ضدها بتبرير ختان الإناث، ومحاولة طمس القانون الذى يجرّمه، فضلاً عن كم الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التى شهدتها ميادين مصر، إذ تم الاعتداء على الناشطات من قِبَل جماعات منظمة لإرهاب النساء، لإجبارهن على التراجع عن التظاهر ضد نظام حكم الإخوان، حتى جاءت ثورة 30 يونيو، لتصحيح المسار الديمقراطى لثورة 25 يناير بانتقال السلطة لحكم مدنى يقبل تداول السلطة، مما جعلها تخرج فى مقدمة صفوف المظاهرات التى انطلقت فى جميع ميادين مصر، للمطالبة بإسقاط نظام ظالم، فاسد، تعمَّد إهدار وسلب حقوقها، متحدية حملات التحرش الممنهجة ضد الفتيات اللاتى خرجن للتظاهر، للتعبير عن مدى استيائهن، حتى انطلقت ثورة 30 يونيو 2013، التى أطاحت بحكم الجماعة، وكانت المرأة المصرية متصدرة المشهد، إذ خرجت فى مسيرات مهيبة معلنة رفضها التنازل عن حقوقها، فدوَّت أصوات النساء فى الميادين، مطالبات برحيل النظام الغاشم، فى مشهد مهيب أثبت أن المرأة هى من تصنع التاريخ، وتسطره بأحرف من ذهب، فصدَّرت المرأة المصرية صورة غير مسبوقة للدفاع عن حقوقها، بعد أن تراجع دورها ومكانتها فى مصر، حتى صدر تقرير أجنبى نشرته وكالة رويترز، فى عهد الإخوان، يصف مصر بأنها «أسوأ بلد فى منطقة الشرق الأوسط يمكن للمرأة العيش فيه» سياسياً، خلال تلك الحقبة.
شهدت مصر عاماً مظلماً من حكم جماعة الإخوان، تعرضت فيه مكتسبات المرأة إلى ردة، وتراجعت نسبة التمثيل فى البرلمان إلى 2%، وظهرت توجيهات لعزل النساء من المواقع القيادية والتنفيذية، كما شهدت تلك الفترة إقرار دستور 2012، الذى مثّل انتكاسة كبيرة فى حقوق المرأة، وتم استبعاد القاضية الوحيدة بالمحكمة الدستورية العليا.
الدكتورة مايا مرسى
رئيس المجلس القومى للمرأة
------------------------------------------------
الإخوان أهانوا المرأة خلال حكمهم لمصر ومحدش اعترض ممن يدعون الاهتمام بحقوق الإنسان، محدش اعترض على ضرب النساء فى ميدان التحرير، ومفيش دستور اعترف بحقوق المرأة مثل دستور 2014. الإخوان لا يرون المرأة كطفلة وإنما يرونها مصدراً للشهوات حتى وهى رضيعة، هذه التفسيرات تمثل إهانة للدين الحنيف، وهى التى خلقت التحرش الجنسى بالنساء وأضرت كثيراً بوحدة وتماسك الأسرة.
د. مشيرة خطاب
رئيس «القومى لحقوق الإنسان»
--------------------------------------------
المرأة المصرية عاشت أسوأ عصر لها تحت ظل جماعة الإخوان الإرهابية، حيث تقلصت جميع حقوقها، تطبيقاً للسياسة التى اتبعها قادة الإخوان آنذاك التى اعتمدت على إقصاء المرأة وتهميش أى دور لها، وخير دليل على هذا، هو عدم وجود امرأة واحدة فى الحكومة، وفقاً للتقرير السنوى للمركز المصرى لحقوق المرأة، الذى رصد تراجع مكانة المرأة إلى المركز الـ95 من بين 125 دولة.
د. منال العبسى
رئيس الجمعية العمومية
لنساء مصر