أحبك يا رسول الله
- الأجهزة الأمنية
- الخارجين على القانون
- العناصر الإجرامية الخطرة
- اللواء محمد
- تنفيذ أحكام قضائية
- الأجهزة الأمنية
- الخارجين على القانون
- العناصر الإجرامية الخطرة
- اللواء محمد
- تنفيذ أحكام قضائية
لست من أهل قيام الليل، ولا عذر لى فى ذلك رغم مشاغلى الكثيرة التى تجتاح ليلى ونهارى، فلا تبقى لى وقتاً للراحة أو الرفاهية أو أى نزهة كما تحلو للآخرين بين الحين والآخر.
ولست من أهل صيام النوافل إلا فترة فى شبابى، حيث صحتى وصداعى النصفى يحولان بينى وبين صيام النوافل.
ولست من العباد مثل والدتى وشقيقتى الكبرى وزوجتى وإن كنت أحب ذكر الله، إلا أن شواغلى تصرفنى عنه كثيراً.
وكم كنت أتوق لأن أكون مثل والدى أسبح بالليل وأصلى على رسول الله آلاف المرات، ولكن حب الكتابة غلب علىَّ وأخذ ما تبقى من ليلى بعد فترة النهار فى عملى الطبى بالعيادة وسياسة المرضى والرد على طلباتهم التى لا تنتهى.
وليس لى حسنة أرجوها عند الله سوى محبته سبحانه ومحبة نبيه، صلى الله عليه وسلم، فقد أحببت الرسل جميعاً وعشت بقلبى ومشاعرى مع قصص حياتهم وكفاحهم.
وأحببت الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، حباً خاصاً يليق بهذا النبى الكريم والرسول العظيم الذى لولاه ما عرفت البشرية الهداية، بضاعتى مزجاة ومغشوشة سوى حب النبى، وأدعو دوماً بدعاء أنس بن مالك «وأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم»، فأملى فى الآخرة أن ألقى الله فيرضى عنى بهذا الحب الكبير الذى يملأ شغاف قلبى.
وقد بحثت عن شعر يعبر عن مدى ذنبى وعصيانى مع حبى الكبير للنبى العظيم -الذى كتبت عنه مئات المقالات- سوى قصيدة «أحبك يا رسول الله فهل تقبل» للشاعر المصرى الكبير عبدالعزيز جويدة، ووالله ما قرأت قصيدة تعبر عن شخصيتى الدينية مثل هذه القصيدة وكلما قرأتها أعيد قراءتها بتأثر شديد مع تفاؤل كبير أن أنجو يوم القيامة بهذا الحب الذى يملأ جنبات قلبى ويضىء روحى ونفسى ويبدّد خوفى وذنبى وتقصيرى.
وإليكم هذه القصيدة الرائعة لتعيشوا معى لحظات رائعة من الحب الصافى لهذا النبى الكريم الذى أحب عباد الله جميعاً وضحى بكل شىء من أجل هدايتهم: «أُحبُّكَ يا رسولَ اللهْ، صحيحٌ ما رأيتُ النورَ من وجهِكْ، ولا يوماً سمعتُ العذبَ من صوتِكْ، ولا يوماً حملتُ السيفَ فى رَكبِكْ، ولا يوماً تطايرَ من هنا غضبى، كجمرِ النارْ، ولا حاربتُ فى أُحُدٍ، ولا قَتَّلتُ فى بدر، صناديداً من الكفَّارْ، وما هاجرتُ فى يومٍ، ولا كنتُ، من الأنصارْ، ولا يوماً حملتُ الزادَ والتقوى، لبابِ الغارْ، ولكنْ يا نبىَّ اللهْ، أنا واللهِ أحببتُكْ، لهيبُ الحبِّ فى قلبى، كما الإعصارْ، فهل تَقبلْ؟، حبيبى يا رسولَ اللهِ، هل تقبلْ؟، نعم جئت، هنا متأخراً جدّاً، ولكنْ ليس لى حيلةْ، ولو كان، قدومُ المرءِ حينَ يشاءْ، لكنتُ رجوتُ تعجيلَهْ، وعندى دائماً شىءٌ من الحيرةْ، فمَن سأكونْ، أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ، فما كنت، أنا «أنسَ» الذى خدمَكْ، ولا «عُمرَ» الذى سندَكْ، وما كنتُ، «أبا بكرٍ» وقد صدَقَكْ، وما كنتُ، «عليّاً» عندما حَفِظَكْ، ولا «عثمانَ» حينَ نراهُ قد نصرَكْ، وما كنتُ، أنا «حمزةْ» ولا عَمْراً، ولا «خالدْ»، وإسلامى، أنا قد نِلتُهُ شرفاً، من الوالِدْ، ولم أسمعْ «بلالاً» لحظةَ التكبيرْ، ولا جسمى انشوى حياً، بصحراءٍ بكلِّ هجيرْ، وما حطَّمتُ أصناماً، ولا قاتلْتُ فى يومٍ، جنودَ الكفرِ والتكفيرْ، وما قُطِعَتْ يدى فى الحربْ، ولم يدخلْ هنا رمحٌ، إلى صدرى، يَشُقُّ القلبْ، ولم أُقدِمْ على شىءٍ، ولم أهربْ، ولا يوماً حَملْتُ لواءْ، ولا واجهتُ فى شَممٍ، هنا الأعداءْ، ولا يوماً رفعتُ الراىَ خفَّاقةْ، أنا طفلٌ يُدارى فيكَ إخفاقَهْ، ولكنْ يا رسولَ اللهْ، أنا نفسى، لحبِّكَ يا رسولَ اللهْ، وحبِّ اللهِ تَوَّاقَةْ، أحبُّكَ يا رسولَ اللهْ، أحبُّ محمدَ الإنسانْ، أحبُّ محمدَ العدلَ، طليقَ الوجهِ إذْ يعفو، أحبُّ محمدَ الصادقْ، إذا ما قالْ، أحبُّ محمدَ البرَّ، بكلِّ الناسِ، يُعطيهم بغيرِ سؤالْ، أحبُّ محمدَ الأخلاقْ، أحبُّ محمدَ الإشفاقْ، أحبُّ محمدَ الجارَ الذى يُكرِمْ، أحبُّ محمدَ الأبَّ الذى يحنو، أحبُّ محمدَ الميثاقْ، أحبُّ محمدَ الزوجَ الذى يَعدِلْ، كما الميزانْ، إذا قَسَّمْ، أحبُّ محمدَ الصدقَ، إذا قالَ، وإن أقسَمْ، أحبُّ محمدَ الواثقْ، أحبُّ محمدَ المكسورَ للخالقْ، أحبُّ محمدَ الطاهرْ، أحبُّ محمدَ الصابرْ، أحبُّ محمدَ القائدْ، أحبُّ محمدَ الزاهدْ، أحبُّ محمدَ الرحمةْ، أحبُّ محمدَ الطِيبَ الذى يَنضحْ، أحبُّ محمدَ الإنسانَ، إذْ يأسَى، وإذْ يفرحْ».
ويُعد الشاعر عبدالعزيز جويدة من أعظم شعراء مصر، ولكنه تعرض للظلم ولم يحصل على جائزة الدولة التشجيعية التى رُشح لها، فى حين حصل على التقديرية أقزام لا يستحقونها، وذلك لأن جويدة كان ينتقد نظام مبارك فى قصائده.
وهو من الشعراء أصحاب الإنتاج الغزير، وله قرابة 13 ديواناً، وكان يقول إن جوائز الدولة تتم بنظام «شيلنى وأشيلك»، وأجمل شىء أن قصائده ترجمت إلى الإنجليزية.
وهو من حوش عيسى من جيل السبعينات وهو شقيق الشاعر فاروق جويدة، وبدأ كتابة الشعر فى الرابعة الابتدائية، وكان يكتب وقتها تحت قصائده «الشاعر/ عبدالعزيز جويدة».
ويرجع الفضل فى نبوغه للكُتّاب ووالده العالم الأزهرى وشقيقه الأكبر الشاعر فاروق جويدة.